الانكسارات والانتكاسات التي عاناها اليمنيون هي أقسى واعنف من إي انتكاسات أخرى في إي بلد آخر. قاتل الله السياسة والسياسيون الذين حطموا بداخلنا تلك الأمنيات والأحلام في أدنى شروطها ،كنا نحلم بأمان وسكينه وكرامة الحياة..لم نكن نطمح في حياة رغده ولاناطحات السحاب ولا أقمار صناعية ولا قطارات ولا مدن عائمة تحت البحر ووسط المحيطات.
كان أولادنا يحلمون في مدرسة عصرية حديثة وحمامات وملعب للعشب وحياه بسيطة ،كنا نحلم بوطن خالي من المجنزرات والصواريخ والعساكر وهم يحومون وسط المدن في مظهر مليشياتي يستبيح الدولة والمؤسسات والبنوك والمستشفيات ويعشعشون وسطها حاملين شعارات الموت لجزر القمر الموت للطفولة الموت لغاز الطبخ الموت للمتنفسات الموت للسكينة.
كنا نحلم بوطن يسوده النظام والعدالة وبقاله للوطن توفر فيه راشن للناس يشترونه بدون طوابير وهلع وخوف وذعر وقلق لكنهم حرمونا من أدنى معيشيات الحياة صادروا عنا الكهرباء والراتب والنفط والغاز وأغنية عذبة كنا نتمنى ننشدها صباحا ومساءا ونقول فيها) شكرا لك ياوطن البسطاء.
لم يتقوا الله في أنفسهم تركوا البسطاء يرتصون طوابير في الشوارع والأرصفة بحثا عن الرغيف والدواء وبأفكارهم ومطامعهم المريضة جعلوا الأرض ساحة لمتنفذين كبار من العساكر ومصاصي القوت والأراضي وخزانات هائلة وقاطرات من النفط والمحاصصة تذهب إلى بيوت زعماء ومتنفذين وفاسدين ظلوا يتلون علينا صباحا ومساء أناشيد كاذبة وخسيسة وحقيرة عن بناء الأوطان والتنمية ورفاهية الإنسان.
عصابات ومليشيات وملل وطوائف يفرشون سجادة الصلاة ويتوجهون في مسيرة قرآنية اسمية عنوانها ذبح الوطن من الوريد للوريد..يصلون ويدعون اللهم احرق البلاد والعباد وانشر الذعر والمقابر واجعل الوطن ساحة واسعة للموت والحرائق والمرض والجوع والشتات.
من أين جاء هؤلاء المصلحين الذين فقط يعيشون على رقاب الناس وعلى سفك الدماء وإشاعة الرذيلة ،لم نعرف قط إسلام ولا قرآن ولاتعاليم دينيه تشرع في إشاعة الحرائق والدمار وعسكرة الحياة واختطاف الدولة والمؤسسات وسرقة أموال الوطن.
الانتكاسات التي عاناها اليمنيون تدخل اليوم موسوعة جينز في تخطي أرقام انهيار الشعوب وتفتيت القيم وإباحة القتل والقتل امتثالا لشرائع أمير المؤمنين الذي تحالف مع أمير المسلمين والحرس الجمهوري ليدكوا ويزعزعوا حياة شعب ظل عقود من الزمن وهو ينتظر ان ينام في كوخ بسيط وفراش ابسط ومروحة بالسقف وثلاث وجبات للرغيف مع وعاء فاصوليا.
حتى هذه الأحلام صادروها علينا حاملي راية القرآن والمسيرة الأخلاقية –زيفاً وهم ابعد الناس عنها - والتي فاحت ريحتها كل أرجاء الوطن لتقتل كل شي فيه.
من هم هؤلاء الذين شرعوا وورثوا لأنفسهم ان يكونوا ورثة الله في الأرض ويحكمون بكل مانهى عنه الله في كل شرائعه السماوية.
هرمنا هرمنا لكن فليعلم القاصي والداني ان بيت الظالم خراب ولو بعد حين وسيقبل يوم يتحدث فيه الناس عن حكاية عصابات الموت التي استخفت بالإسلام والدين والقيم وسنضع على قبور هؤلاء الزناديق جماجم تذكرهم ان غد لناظره غريب وان الوطن يزهو ويبتسم بالسكينة.