أكدت مصادر في محافظة صنعاء سقوط نحو 50 قتيلاً وعشرات الجرحى من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي ومن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بمعارك عنيفة بين الجانبين في عدد من المواقع بمديرية نهم في شرق صنعاء خلال ال24 ساعة الماضية. وقالت مصادر عسكرية إن قوات خاصة تابعة للجيش الوطني وصلت، أمس، إلى نهم للسيطرة على معسكر الفرضة والتوجه بعد ذلك إلى نقيل بن غيلان، ثم مواصلة التقدم مع ثلاثة ألوية عسكرية إلى صنعاء. جاء ذلك بالتزامن مع إحكام قوات الجيش الوطني مدعومة بقوات من التحالف العربي قبضتها على مديرية ميدي بمحافظة حجة غرب اليمن، فيما توقعت مصادر في محافظة الجوف ل»السياسة» سقوط معسكر الخنجر الذي تسيطر عليه الميليشيات بمديرية خب والشعف بمحافظة الجوف في يد قوات الجيش الوطني والمقاومة خلال الساعات المقبلة بعد أن سيطرت على منطقة بيرعزيز ومواقع أخرى قريبة من المعسكر. وأعلنت مصادر عسكرية أن قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت على منطقة مسورة معقل الميليشيات في نهم من جهة الجنوب التي تعد أهم سوق تجاري في نهم وتوجد غرب معسكر الفرضة بنحو 10 كيلو مترات، مشيرة إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة بدأت بالتقدم نحو منطقة محلي القريبة من مركز المديرية. كما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من صد هجوم للميليشيات وإفشال محاولة التفاف على منطقة وادي ملح من جهة قرى المجاوحة وبني فرج وأجبرتها على التراجع، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجانبين بالقرب من قرية محلي. من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بصنعاء عبد الكريم ثعيل في تصريح صحافي «إن قوات الجيش الوطني مدعومة بالمقاومة الشعبية تتقدم بخطى ثابتة نحو تحرير صنعاء، حيث تمكنت من تحرير مناطق عدة محيطة بمركز مديرية نهم باتجاه مديرية بنى حشيش». وأضاف «إن قوات الجيش والمقاومة وتحت غطاء جوي من قوات التحالف العربي تتقدم من محاور عدة في مديرية نهم، حيث حررت جبل سوداء المطل على منطقة مسورة، بالتزامن مع تنفيذ وحدات عسكرية عمليات ملاحقة لجيوب الميليشيا باتجاه نقيل بن غيلان».
ولفت إلى «أن القيادات العسكرية وجهت جميع الوحدات العسكرية بتأمين المناطق التي تحررت وإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات في الطرقات والمنازل، وبسط الأمن والاستقرار في جميع القرى التي تم تحريرها»، مؤكداً انضمام أبناء قبيلة نهم إلى صفوف المقاومة المساندة للجيش من مختلف القرى والعزل. إلى ذلك، شن طيران التحالف العربي غارات استهدفت ميليشيات صالح والحوثي بمنطقة ملح وجبل المدفون والفرضة وبني شكوان الدرجين في نهم ومنطقة الكسارة بمديرية همدان ومعسكر الدفاع الجوي بمنطقة الغوش ومنطقة الصمع بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء (الريف).
من ناحية ثانية، أكد مصدر قبلي في محافظة شبوة شرق اليمن ل»السياسة» أن المقاومة وميليشيات والحوثي يدرسان مشروع اتفاق لانسحاب الحوثيين من مديريات بيحان وعسيلان وعين بمحافظة شبوة من دون قتال.
وقال المصدر إن وساطة قبلية يقودها الشيخ محمد أحمد درعان وعضو مجلس الشورى الشيخ حيدر بن صالح الهبيلي تتضمن مشروع اتفاق لخروج الحوثيين من هذه المناطق ودخول المقاومة الجنوبية وقوات الجيش الوطني إليها، والتعهد بتوفير انسحاب آمن للحوثيين وعدم ملاحقة أنصارهم من «السادة والأشراف»، إضافة إلى عدم فتح ملفات ثأر على اعتبار أن حوثيين قتلوا في مقابل من قتل من المقاومة ورجال القبائل. وأشار إلى وجود «نقاط خلاف لم يتم حسمها بعد، من بينها إصرار المقاومة على مغادرة مسلحي الحوثي عقبة القنذع التي تربط بين محافظتي شبوة والبيضاء، حيث يريد الحوثيون البقاء فيها وهو ما ترفضه المقاومة، في مقابل إصرار الحوثيين على عدم تسليم هذه المناطق إلا لأهلها وليس للجيش الوطني». -