حينما اجتاحت مليشيات الحوثي وصالح مدينة عدن أواخر مارس 2015م انتشر الموت والدمار والفوضى فنزح من نزح ومات من مات وبقي قلة من شباب المقاومة والجيش يقاوم ويقاتل الحوثيين في حين أختفى ما يسمى بتنظيم "داعش" من ساحة المعركة ولم تشهد له المدينة أي نشاط أو يسجل له الإعلام أي بيان غير أن المفارقة الغريبة العجيبة هو الظهور اللافت لداعش عقب تحرير عدن وتبنيه لمعظم أعمال الاغتيالات التي شهدتها المدينة وأول جريمة لهم اغتيال حلم مدينة عدن (اللواء جعفر محمد سعد). في عالم الجريمة دائما ما يبحث المحقق عن الاطراف المستفيدة من أي حادث اغتيال ولا مستفيد من أعمال الاغتيالات اليومية في عدن سوى الحوثيين والمخلوع وكل شمالي شارك في اجتياح الجنوب في صيف النكبة بفتوى أو حتى بحبة كعك . في عالم الجريمة ايضا "المتهم بريء حتى تثبت ادانته" ولا أدلة مادية حتى الأن تثبت تورط "هكسوس" الشمال بكل جرائم الاغتيالات التي شهدها الجنوب وأجزم أنها "حوفاشية" الصنعة "داعشيتي " الشعار لكن كيف لنا أن نثبت ذلك يا أستاذ صالح الجبواني .؟ قد يقول قائل شمالي كيف تتحدثون عن تحرير عدن والجنوب وتتهمون الحوثيين والمخلوع بالوقوف خلف أعمال الاغتيالات؟ هو بذلك التساؤل لا يبحث عن اجابة بقدرما يحاول أن ينفي حقيقة تطهير عدن من تتار مران وسنحان أو أنه يريد أن يؤكد عمالة نفر من الجنوبيين وخيانتهم لاهلهم وأرضهم وبيع أنفسهم للشيطان "عفاش". اذن -وهذه حقيقة مرة- ينبغي أن لا ننكر أن أيادي جنوبية متورطة بأعمال قتل وتصفيات وتعمل لصالح الحوثيين و عفاش لما من شأنه عرقلة جهود أعادة الأمن والاعمار على حد سوى وكذلك افشال قياداتنا في مهام استعادة هياكل دولة لطالما ولهجنا باسمها .. وأنا أقرأ رسالة الاستاذ صالح الجبواني التي خص بها محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي تساءلت هل يعي الجبواني ماذا يعني أن يقدم المحافظ استقالته ..؟ لا اظنه يجهل تداعيات ذلك ليس على شخص الرجل كقائد للمقاومة، وانما على مصير شعب ومستقبل وطن ما يزال قرار استعادته رهن مقدرة الجنوبيين على ادارة محافظاتهم وتأمينها . لست بصدد الرد على ما جاء في رسالة السفير الاسبق صالح الجبواني فقط لكي لا نقع كإعلاميين في فخاخ صنعاء .. صنعاء التي تريد أن ثبت للعالم -الذي بدأ يلتفت لنا- أننا فاشلون وبأننا دمويون وبأننا خونة ومخترقون ولا نستطيع أن ندير محافظاتنا على أقل تقدير .. فهل نحن كذلك سعادة السفير ...؟ سعادة السفير كنت أتمنى وانت تضخم مما هو حاصل من أعمال اغتيالات -انت وأنا وأطفال الجنوب يعرفون من يقف خلفها وما هي أهدافهم- أن لا تقزم مما تم انجازه حتى الأن وعلى المستوى الأمني أيضا، ويكفي إستعادة المطار والموانئ والشرط ومقر المحافظة الذي يزين علم الجنوب واجهتها الى جانب أن أربع مديريات اصبحت تحت السيطرة ألا من بعض السيارة المفخخة، وحتى هذه الأخيرة ليتك أشرت لإحباط عدد من العمليات الإرهابية والقبض على خلايا اغتيالات وأسلحة ومتفجرات .. حتى من استشهدوا في العقبة وبوابة معاشيق سجلوا نجاحا أمنيا يستحق الإشادة لا الاحباط . سعادة السفير كنت معكم في لجنة الاتصال الجنوبية التي عقدت مؤتمرها في القاهرة قبل إنعقاد مؤتمر الحوار اليمني وكنت وكوكبة من رجال الجنوب الشرفاء تحاولون أن تجمعوا قيادات الجنوب على طاولة واحدة وقد احترمت فيك ذلك الشعور الوطني الكبير وأنت في مهمتك تلك لكن وكما تعلم كانت دوما ما تذهب تلك المحاولات أدراج الرياح لأسباب تكمن في التركيبة النفسية لقيادتنا في الخارج وضللنا لسنوات دروب خلاصنا بسبب فيروس الاختلاف الذي دمر البصر والبصيرة . اليوم وبنصر اللاهي -قبل كل شيء- حررنا جزء كبيرا من أرضنا واستعدنا مؤسسات دولتنا ونسير صوب أحلامنا ونكاد نوصل فتفاجئنا برسالة تمنيت لو أنها وجهت الى عامة الشعب في الجنوب ودعتهم الى اقتناص الفرصة التاريخية و الاصطفاف في وجه كل المخططات التأمرية على شعبنا وقضيته، وأما أن نكون أو لا نكون. كما تمنيت أن تجتهد بحلول تساعد قيادة محافظة عدن -كما يصنع عدد من كتابنا الحكماء - لضبط الحالة الأمنية في باقي مديريات عدن وكيف يمكن أن نكسر أي عصا شمالية تمتد الى داخل أرضنا .. تمنيت أنك دعيت برسالتك من تزرعهم صنعاء كعبوات ناسفة في طريق خلاصنا وترسلهم رصاصات الى نحر قضيتنا .. قل لهم أن دمائنا حرام عليهم وذكرهم بمقولة بن فريد الشهيرة (دم الجنوب على الجنوب حرام). ذكرهم بالمليونيات الهادرة بشعارات الخلاص ذكرهم كيف كنا عزل تلاحقنا مدرعات واطقم "قيران" وتقتل خيرة ابطالنا ..قل لهم أن ذكرى أكتوبر مرت بسلام ودون دم أو رصاص أو معتقلات قل لهم أن ذكرى نوفمبر وذكر التصالح والتسامح مرت أيضا بسلام وقل لهم أن مدير أمن عدن جاء لكي يشاركنا الاحتفال ولا تنسى تسألهم ألا يعد هذا نجاحا لجنوبنا وانتصارا لثورته العظيم ..؟ وأخيرا أسمح لي بهذا السؤال وقل لي أن نزل اللواء عيدروس عند رغبتك وفعل ما أردت فهل لديك بديل جنوبي أم علينا كجنوبيين أن نموت حرقا كما حدث للواء جعفر أو نعلن الفشل ونترك السلطة ونرحل ..أم أن هنالك محافظ شمالي جاهز سيأتي لكي يعيد الأمن ويطبع الحياة في عدن ..؟