إلى متى سيظل الجنوب فريسة لمخططات الشمال ومؤامرات الشماليين. وإلى متى سيرتهن مستقبل الأجيال الجنوبية وفقا لمصالح أبناء الجمهورية العربية اليمنية. ان هذه التساؤلات تفرض نفسها عندما ننظر للأحداث والمتغيرات على مستوى الساحتين في الجنوب وفي اليمن (الشمال). لقد بذلت كل الأطراف اليمنية في صنعاء جهدها الكافي لحماية صنعاء ولم تنساق للاقتتال أو الانتقام ولهذا فقد تنازل علي عبدالله صالح عن كرسي الرئاسة مع انه كان قادرا على التخلص من كافة الأطراف المعادية له من أبناء جلدته في صنعاء في 2011 إلا أنه قبل بالمبادرة الخليجية وسلم الحكم في 2012 ونفس الأمر طبقه علي محسن الأحمر الجنرال الإخواني الاصلاحي الذي يمتلك العشرات من الالوية والكتائب العسكرية وعشرات الآلاف من المقاتلين والمعدات والتجهيزات والأسلحة. إلا انهما لم ينساقا إلى إشعال صنعاء وحسم الوضع لصالح أحدا منهما. وتوافق الجميع انتآك على المبادرة الخليجية وزجوا بعبدربه منصور رئيسا للبلاد في اسوء الأوضاع وقبلوا به في سبيل حماية صنعاء وحقن دمائهم. ونفس السيناريو تكرر في سبتمبر 2014 عندما توسع الحوثي وبدء بغزو مديرياتهم ومحافظاتهم ومن ثم سيطر على عاصمتهم صنعاء. فانسحبت جميع القوى القبلية والسياسية وعلى رأسها القوة المتطرفة المتمثلة بحزب الاصلاح التكفيري ومعهم الزنداني وغيره وأتباعهم وكل من يدعي انه ضد المذهب الحوثي وأنه من أصحاب السنة في الشمال. لماذا لم يقاتل الإخواني علي محسن الأحمر ويتصدى للحوثيين ولماذا لم يجاهد الزنداني ضد الشيعة هناك أو يعلن الجهاد عليهم هو وبقية العلماء الذين افتوا بسفك دماء شعب الجنوب في 94،م بينما هم انفسهم من يغذوا نار الفتنة والتطرف في الجنوب. نفس الأحزاب ونفس التوجهات ونفس الأفراد ولكن بممارسات سياسية مختلفة يطبقوا ما يحمي أرضهم وشعبهم في الشمال، وما يدمر ويمزق الأرض والإنسان في الجنوب. وأمام هذا يجب على أبناء الجنوب بكل فئاتهم وانتماءاتهم أن يتقوا الله في انفسهم ودماء الشهداء وتضحيات الشعب المظلوم ويعيدوا النظر بترتيب أولوياتهم. وان يجعلوا مصلحة الجنوب وشعب الجنوب أهم أهدافهم وفوق مصالح الاخرين. ووان يحقنوا الدم الجنوبي ويتقبلوا بعضهم البعض مهما كان الاختلاف الفكري أو السياسي بينهم فالحياة من حق الجميع. والأهم من كل هذا أن لا يكونوا أداة بيد عصابات صنعاء المتمثلة بحزب الاصلاح التكفيري المتطرف المتشدد في الجنوب والمسالم المنفتح في الشمال، أو الحوثي والمخلوع أو ما يسمى الشرعية. فكل هذه الأطراف متمسكة بوحدة صفها ورأب الصدع فيما بينها. وجميعها تمارس سياسة الأرض المحروقة في الجنوب من خلال تصفية رجالنا وشبابنا وكوادرنا الجنوبية، ليتسنى لهم القضاء على قضيتنا الوطنية العادلة ووأد الهدف الوطني الجنوبي السامي المتمثل بالتحرير والاستقلال وإستعادة العزة والكرامة وبناء الدولة الجنوبية الحرة المستقلة..