أثبتت المقاومة الجنوبية كفاءتها وصدق نواياها في التصدي لمليشيات الحوثي وصالح فشكلت القوة البرية لدول قوات التحالف في حربهم ضد المليشيات في الجنوب. في الوقت ذاته أكد شعب الجنوب انه بيئة طاردة لتلك الجماعات بينما اتضح جليا ان الشمال أرضا وشعبا يمثل الحاضنة الشعبية لهم. فالسؤال الذي يطرأ على أي عاقل هو .. متى ستدرك دول قوات التحالف هذه المفارقة بين الجنوب والشمال؟ ومتى سيقتنع عبدربه منصور هادي بأن الشعب اليمني (الشمال) قاطبة لا ولن يؤيد شرعيته حتى من يدعي منهم بأنه مع الشرعية. أن إهمال قضية شعب الجنوب من قبل جميع الأطراف اللاعبة بعد تحقيق النصر في المحافظات الجنوبية.. والسعي إلى تشويه المقاومة الجنوبية الباسلة تارة، وتشتيتها تارة أخرى، لن يقود البته إلى أي نجاح في العمليتين العسكرية والسياسية. أن اشقاءنا العرب في دول قوات التحالف يقتضي بهم الامر اليوم الى سرعة الحسم فيما يخص الجنوب والنهوض بمقاومته والاستعداد لاستعادة الشرعية الجنوبية المتمثلة بإقامة دولة جنوبية حرة مستقلة. فاستمرار المعالجات تحت اسم الوحدة معناه استمرار سيطرة الشماليين على الشمال والجنوب معا، وفي مقدمتهم الحوثي وصالح فهم أقوى طرف شمالي. والحل الأمثل هو انتزاع الجنوب العربي من ايدي اليمنيين (الشماليين). أما الشمال فلن تحقق فيه قوات التحالف اي تقدم لأنه الأرضية الصلبة التي يقف عليها صالح والحوثي وحتى حزب الإصلاح اليمني يقف معهم على نفس الأرضية ضد الجنوب وضد دول التحالف. فالجنوب بالنسبة لهم غنيمة حرب والتحالف بالنسبة لهم عدوان. فهم قوما لا يعترفوا بحليفا غير زيديا، من ذا الذي ينسى ما ناله المصريين من اليمنيين، ألم يقتل الجنود المصريين المساندين لليمنيين ضد الامام في صنعاء في الستينات على يد اليمنيين أنفسهم. هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها اشقاءنا الأوفياء في دول التحالف فالأفضل لهم بعد الانتصارات التي حققوها في الجنوب مع المقاومة الجنوبية، أن يأمنوا بحر العرب ومضيق باب المندب من خلال إستعادة الدولة الجنوبية التي اثبت شعبها بأنه يمثل العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون ناهيك عن الموروث الديني والثقافي المشترك، فهذا افضل بكثير من خسارة اليمن (الشمال) والجنوب العربي معا وتسليمهما على طبق من ذهب لإيران ووكلائها من عصابات الاحتلال اليمني.