فرحة إسطورية غزت قلب كل جنوبي صغيراً وكبيرا ، رجال ونساء ، شيوخ وأطفال ، في داخل الوطن الجنوبي الحبيب وخارجه ، فرحة عارمة لا تقدر بثمن ، فرحة الإنتصار العظيم بتحرير العاصمة الجنوبية عدن ، عدن مكمن الحب والعشق الجنوبي الذي لا ينتهي .. تنفس الجنوبيون الصعداء بعد عقود من الإحتلال الغاشم المتخلف الجاثم على صدر وقلب كل جنوبي ..
ومع هذه الفرحة العارمة بهذا الإنتصار الذي لم يكتمل بعد ، فلا زالت مليشيات الإحتلال اليمني الشمالية الإرهابية رابضة على التراب الجنوبي الطاهر ولن يكتمل الإنتصار الا بطرد ودحر آخر تلك القطعان من أرض الجنوب الطاهرة .
يجب أن لا تنسينا الفرحة ذلك وأن لا تنسينا ما هو مطلوب منا في هذا التوقيت بالذات ، فالحفاظ على الإنتصار أهم من الإنتصار ذاته ، فكما قيل "من السهل أن تصل القمة ولكن من الصعب الحفاظ على البقاء فيها " وبكل تأكيد ليس صعب على شعب الجنوب العظيم الذي طرد جحافل المليشيات وجيشها الشمالي الإرهابي من الحفاظ على هذا الإنتصار العظيم .
هناك أبطال قدموا أرواحهم ودمائهم الزكية الطاهرة رخيصة في سبيل هذه الإنتصارات ، وأبطال لا زالوا مرابطين في جبهات البطولة والشرف والقتال يحققوا البطولات والإنتصارات المتتالية -طوبى لهم- وكل ذلك في سبيل الهدف والغاية المنشودة من هذه الإنتصارات إستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن ..
المطلوب منا الحفاظ على هذه الإنتصارات العظيمة والسيطرة على الأرض وإدارتها وحكمها على الوجه الأفضل وبأيادي جنوبية ، وتسهيل وصول خدمات الإغاثة الى الأهالي في الوقت الحالي ، وتشكيل جيش جنوبي لحماية الأراضي الجنوبية والدفاع عنها والذي تشكلت نواته من خلال المقاومة الشعبية الجنوبية التي دحرت مليشيات الإحتلال اليمني الشمالي الأرهابية ، بدعم ومساندة قوات التحالف الدولية ، والتي نعول عليها اليوم كثيراً جنوبياً في دعمنا لبناء جيش ودولة جنوبية حقيقية .، ، ولن يكون لنا ذلك الا بأن نكون حلفاء وشركاء معها في حربها وتصديها للغزو الفارسي الإيراني في شبه الجزيرة العربية وتأييدها لشرعية الرئيس هادي .
كيف نحافظ على هذه الإنتصارات في سبيل الوصول الى الهدف والغاية الأسمى لشعب الجنوب ؟!!
قلنا سابقاً مثلما أحتلونا في 1994م بإسم الشرعية يجب أن نتحرر الآن بإسم الشرعية وبدعم دول التحالف العربي لنا فدول التحالف هي المتحكم في المشهد القادم ، فمن الذكاء معرفة اللعب معهم ..
فمثلما نحن شركاء دول التحالف العربي في هذه الإنتصارات الحاصلة فنحن شركاء دول التحالف العربي في حربها ضد التمدد والغزو الفارسي الإيراني للجزيرة العربية كما أسلفنا ، وأبطال المقاومة الجنوبية أصحاب كلمة الفصل لاشك يدركون ذلك ..
ولهذا يجب علينا الإنفتاح وتجنب الطيش والتهور الحراكي الذي ضيعنا وأخرنا كثيراً ، وأن نكون رجال دولة حقيقيون ، وأن نشعرهم بالإطمئنان والثقة بنا كشعب وكيان سياسي له ثقل دولي يحق له أن يكون دولة ..
يجب أن نبتعد عن الشكليات وأن نكون في الأساسيات فأمامنا الكثير والكثير ، يجب أن نعمل على إستقلال وخلق دولة على الأرض وليس على مجرد إعلان إستقلال صوتي إعلامي ..
نحن الآن وكنتيجة لهذه الإنتصارات حققنا الطريقة الأولى لإستعادة وإستقلال دولة الجنوب وهي : التحرر من كآفة القوى والأيدي الشمالية أن تحكم وتدير العاصمة عدن والجنوب .. فلنعمل بدعم من دول التحالف وتحت إسم الشرعية -أو أية تسمية- لا تهم التسميات على أن : - لن يدير العاصمة عدن ومرافقها الحكومية وبقية المناطق الجنوبية المحررة الا أيادي جنوبية وبدعم دول التحالف . - لن تكون هناك ألوية عسكرية وجيش في العاصمة عدن وبقية مناطق الجنوب الا بأفراد وأبناء شعب الجنوب ومن المقاومة الشعبية الجنوبية ومن أبناء الجنوب والباب مفتوح للجميع وبدعم من دول التحالف .. بهذا الشكل نكون في الطريق الثاني لنيل هدفنا وغايتنا السامية إستعادة دولة الجنوب وهو السيطرة على المحافظات والمناطق الجنوبية وإدارتها وحكمها بأيادي جنوبية وتشكيل جيش جنوبي يحكمها ويدافع عنها .. وبعد ذلك نكون جاهزين لما نريد بعيداً ان الطيش السياسي والحراكي الذي تسع له بعض القوى الشمالية التابعة لشرعية الرئيس هادي والتي تسعى لعزل المقاومة الجنوبية وأبناء الجنوب بحكم أنهم إنفصاليون ولهم عداء مع شرعية هادي وبالتالي مع دول التحالف ..