كلنا ندرك تماما" ان الحرب الذي يقودها صالح والحوثي انما هي حرب يمنية ضد الجنوب ارضا" وشعبا". وان كل احزاب وفئات المجتمع اليمني (الشمال) تتبع صالح والحوثي بطريقة او بأخرى والكثير منها تشارك بضراوة في المعارك الدائرة في عدن ولحج وابين وشبوة والضالع وبكل محافظاتالجنوب ضد ابناء الجنوب وضد دول التحالف العربي. كما ان الجيش اليمني الذي يشن الهجوم البربري على الجنوب مكون من كل محافظاتاليمن دون استثناء. ولهذا فإن ابطال المقاومة الجنوبية يعلمون جيدا" ان الاسرى الحوثيين في الحقيقة ليسوا من صعدة وحسب بل من تعز واب وصنعاء والحديدة ومارب وحجة وعمران ومن سائر محافظاتاليمن وهم الذين يشكلون الجيش اليمني. وبعد ان اثبت شعب الجنوب رفضه المطلق للتوسع الايراني وبعد ان سطرت المقاومة الجنوبية ملاحم عظيمة في كل جبهات القتال، وصل الوضع الى شبه تحرير عدن بفضل الله ومن ثم بتضحيات ابناء الجنوب الاوفياء ومساندة قوات التحالف العربي. وبالوقت الذي تضحي فيه المقاومة الجنوبية لحسم المعارك في المواجهات الاخيرة ضد الحوثي وصالح نجد ان افراد الجيش اليمني نفسه يتحولون الى مناصري لشرعية هادي خوفا" من ان يتحقق هدف المقاومة الجنوبية المتمثل باستعادة دولة الجنوب، وليستمر مسلسل احتلال الجنوب تارة بإسم المتمردين وتارة اخرى بإسم الشرعية. ولهذا أننا لم نشاهد أي نزوح لجنود جيش صالح والحوثي من عدن ولا أي استسلام لإعداد كبيره منهم، وبالتالي فهم متواجدون ولكن بوجه وأسلوب جديدين وبعد أن كانوا متمردين سيتحولون إلى شرعيين. وهذه القوة لم ولن تكن اي ولاء لدول التحالف وهذا ما اثبتته الحرب طيلة الاربعة شهور الماضية. حيث انها اصطفت خلف صالح والحوثي مدافعة عن هدفها الرئيسي وهو احتلال الجنوب. كما ان التزامها المطلق لطهران منعها من ان تكون حليفا لدول التحالف. ولكن حاليا وبعد ان يحسم الوضع فإن هذه القوة ستتحول الى جيش مناصرا" للشرعية وفي هذه الحالة لن يكون امام دول قوات التحالف الا ان تقبل بها بإعتبارها جزء" من الشرعية وسيستمر الخطر على الجنوب وعلى سائر دول التحالف بصورة جديدة ومن داخل اروقة الشرعية. وسيبقى مستقبل بحر العرب ومضيق باب المندب تحت التهديد الايراني. لأن لا مجال للتخلص منهم إلا من خلال استعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة التي اكد شعبها انه يمثل العمق الاستراتيجي لدول التحالف عامة وللملكة العربية السعودية خاصة. فهو الشعب الذي شكل مقاومة حقيقية على ارض الواقع في الحرب الراهنة وهو الذي سيتكفل بحماية جنوب جزيرة العرب من اي قوة خارجية وسيمثل صمام امان المنطقة في المستقبل القريب بمشيئة الله .