اجتمع العالم بأسره لمحاربة تنظيم القاعدة وداعش ، لكنه لم يجفف منابعه التي تنمو وتتكاثر في مجتمعاتنا الواهنة ، حيث أصبح كثير من الشباب المغرر بهم يقدسون فقهاء ذلك الفكر المرعب الذي يحمل في طياته الموت الأسود ولا يتورع بإصدار الفتاوى التكفيرية بحق كل من يخالفه باعتباره كافر لا قيمة له وحياته مهددة بالخطر ،حيث شاهدنا وشاهد كل أحرار العالم هماجة هذا التنظيم ومدى إسرافه بالقتل وإراقة الدماء وكل أنواع العنف والإجرام ضد البشرية الذي استفحل بعقول أولئك القوم الذين أصبحوا يضربون الرقاب ويحرقون الجثث ويدمرون كل ماهو جميل تحت راية الله أكبر. لقد سئمنا وضاقت بنا الأرض ذرعا من هذا التنظيم الشيطاني الذي لاحدود له وليس له أي معيار سوى الإجرام ، لقد أصبحت مجتمعاتنا عبارة عن غابة تتكاثر بها الحيوانات المفترسة وتفترس بعضها بعضا.
وأصبحت أجيالنا تعتنق هذا الفكر العقيم المعطل الذي لا يعطي للحياة أي وزن ولا يعطي للإنسان أي كرامة ويكمم أفواه الآخرين ويصادر الحقوق والحريات تحت غطاء ديني ما أنزل الله به من سلطان.
فلا قيمة للمرأة بنظر تنظيم القاعدة الإرهابي ومن يناصرهم من خوارج العصر ، حيث يعتبرون المرأة مجرد سلعة رخيصة بالأسواق ، وتارةً حبيسة أربعة حيطان ويسخرونها لخدمة الرجل الذي أصبح يجير كل شيء لخدمته لاسيما ونحن نعاني من مجتمع ذكوري تصادر فيه حقوق المرأة ويتم إهانتها باسم الدين.
من هنا أوجه كلمات أشبه بالرصاص وكرات اللهب تنهال على هذه الأفكار المظلمة ، وأعلن حرباً إعلامية بلا هوادة ضد هذا التنظيم الأهوج المارق الذي لا حوار يجريه مع كل أطياف المجتمع سوى طلقات الرصاص وروائح البارود وسفك الدماء.
ماذا تنتظر هذه الشعوب وماهو الشيء الذي نتوقعه أو ما هو آت غداً أكثر مما صار ويصير من قتل وسحل وتنكيل باسم الدين.
من متى قامت الأديان على القتل، وماهو الفقه الشرعي والنص القضائي الذي يستند إليه هؤلاء لتمرير جرائمهم التي تغضب الإنسان في الأرض والله في السماء ، هل أنزل القرآن الكريم كي يخاطب البشرية بعبارة : (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) أم أتى ليسفك الدماء ويعيث بالأرض فسادا.
نحن اليوم نعيش في أسوأ تاريخنا الإسلامي المعاصر ، حيث تم تدمير البشرية وحضارتها وتاريخها العريق باسم الخلافة.
لقد أصبح الكثير من رموز التيار الديني المتشدد يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، وأصبح إسلامهم عباءة تمارس تحتها المعاصي. ، هل ضاعت سمعة الإسلام ومكانته تحت أقدام النخاسة الفكرية والتعصب المذهبي .
نحن بحاجة إلى هيئات قضائية ودستورية يتم من خلالها فصل الدين عن الدولة بعيداً عن التدخلات السافرة من قبل التيارات الإسلامية المعادية للقانون و الحريات ، فلا تقدم للدولة المدنية إلا عندما نجعل النظام والقانون نصب أعيننا بعيدا عن العادات وترهات القبيلة والتصحر الديني.