كنت حاضراً في قاعة هالنستاديون للمؤتمرات في مدينة زيوريخ السويسرية الاسبوع المنصرم أتابع مراحل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في حدث تاريخي ترقبه وعاشه الملايين من كافة انحاء العالم للتعرف على ملامح الوجه الجديد الذي سيخلف السويسري جوزيف بلاتر بعد ان أرغم بتدخلات حكومية وأمنية وقضائية الى التنحي والايقاف كان الإعلام العالمي في زيوريخ يتنقل في كل مكان بين مقرات المرشحين الخمسة ومقر الفيفا ومقرات الوفود لينقل الحدث لحظة بلحظة ويحاول ان يصل الى إجابة مسبقة عن المرشح الإكثر حظاً . في بداية الانتخابات تم السماح للمرشحين الخمسة بالتحدث الى أعضاء الجمعية العمومية للفيفا من ممثلي الاتحادات الوطنية عن مشروعه الانتخابي لمدة 15 دقيقة من هؤلاء الخمسة الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل الذي صعد المنصة وهو يعرف انه لن يلقى دعماً وحظوظه فقيرة جدا فقرر ان يلعب دور الكوميدي امام الجمعية ليضحك الحضور قبل ان يعلن انسحابه في نهاية كلمته ويعبر عن شفقته وتعاطفه مع بلاتر وبلاتيني الموقوفان من لجنة الأخلاق في الفيفا ليكسب ايضا تعاطف الحضور معهما بالتصفيق المرشح البحريني الشيخ سلمان ال خليفة صعد المنصة وقرر الاستغناء عن الكلام من الورق ليرتجل كلمة كما اسماها من القلب الى القلب كسبت ايضا اعجاب وتصفيق الاعضا، وتحدث ايضا المرشحان الامير علي بن الحسين والفرنسي جيروم حول مشروعيهما الانتخابيان بحديث وكلام كبير عن مستقبل الفيفا واهمية التغيير فيه، ليأتي دور المرشح السويسري انفانتينو ليصعد المنصة ويرتجل هو الأخر متحدثا بأكثر من لغة بدأها بالإيطالية وختمها بالانجليزية واستطاع ان يظهر مهارة حقيقية في الخطابة ويجذب انتباه الناس كما استطاع اللعب على مشاعر الحضور في اكثر من مناسبة خلال حديثة بالرغم من قناعتي ان الكلمات التي منحت للمرشحين الخمسة لم تكن مؤثرة في تغيير المواقف المسبقة للاعضاء الا ان كلمة انفانتينو احدثت تغييرا ربما عند بعض المترددين. اثناء اجراء الانتخابات في جولتها الأولى كنت اتحدث الى صحفيان انجليزياً والمانياً كانا بجانبي وأشارا الى حظوظ الشيخ سلمان في الفوز عطفاً على الدعم الذي تلقاه قبل الانتخابات من القارتين الاسيوية والافريقية وبعد ظهور نتائج المرحلة الأولى من التصويت التي تصدر فيها انفانتينو بفارق ثلاثة اصوات عن الشيخ سلمان سألتهما مرة اخرى ليتوقعا ان تشهد الانتخابات جولة ثالثة لصعوبة المنافسة بين الشيخ سلمان وانفانتينو ولكنهما لم يكن يعلما ان هناك أمر ما حدث بين قبل الانتخابات وبين الجولتين لتكون النتيجة النهائية انتصار عربي في زيوريخ بفوز السويسري انفانتينو رئيساً للفيفا حتى عام 2019. *نقلا عن " العربية "