مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهمية حضور الدولة في المجتمع وتعزيز التلاحم مع القبيلة
نشر في عدن الغد يوم 11 - 03 - 2016

العمل الاجتماعي بحاجة الى تفعيل ادواته وسحب البساط من تحت اقدام عفاش والحوثي وسد الفراغ من قبل السلطة الشرعية ، الى الان هناك فجوة كبيرة في هذا الجانب توسعت خلال السنوات الأخيرة وتحديدا خلال فترة هادي من خلال تهميشه لدور القبيلة ودورها في دعم السلطة وهذا التهميش استفاد منه صالح والحوثي للعمل كلاعبين أساسيين دون منافس ، إضافة الى تهميش السلطة للقبيلة تأتي الأحزاب على نفس المستوى وان بحجم اقل حيث تقوقعت حول نفسها وتمحور نشاطها حول أعضائها ..

للقبيلة في اليمن دور محوري هام على مختلف الجوانب ، القبيلة في اليمن تشكل اكثر من 85% من المجتمع حتى ان حاضرة المدن اليمنية كلها تعود للقبيلة ولا يمكن في اليمن فصل المدينة عن القبيلة كما هو الحال في بعض المجتمعات ، والقبيلة في اليمن ليست كما يتخيل البعض انها مجرد شيخ وفلاح ، القبيلة هي الحاضنة الاجتماعية لكل الكوادر ، يأتي منها الطبيب والمهندس والمعلم والصحفي والضابط والتاجر والسفير والوزير وحتى الرئيس وكل اركان الحكم قديما وحديثا ، القبيلة ككيان تاريخي نشأ قبل الدولة وعلاقة الدولة بالقبيلة تاريخية وهي مكون هام ساعد في تأسيس الدولة وكما يرى الأستاذ الشريف عبدالله بن خلف الجودي أن القبيلة هي (الملاذ الآمن للدولة العربية وتماسك المجتمع عند النوائب والملمات» ويصفها « كمعدن الذهب الثمين الذي تلجأ إليه الدول والمجتمعات عند الأزمات) والأنظمة العربية التي شهدت استقرار سياسي وامني كان ذلك بسبب التناغم والتكامل بين الدولة والقبيلة واذا انعدم التكامل تتحول القبيلة الى بؤرة تصدر عدم الاستقرار وهناك نماذج كثيرة في مجتمعاتنا العربية ..
كل الثورات في اليمن كانت القبيلة حاضرة بالمقدمة وحين تتخلى القبيلة عن الحاكم ينهار حكمه ، حدث هذا في محطات كثيرة قبل ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ، حتى الائمة في اليمن كان سقوطهم وتربعهم على الكرسي كان بدعم من القبيلة ، ثورة سبتمبر واكتوبر كانت القبيلة هي الخندق الأول لها ، وكان للشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله وبعض رفاقه من الاقيال دور في انضمام كبار مشائخ اليمن الى ثورة سبتمبر عن طريق احتوائهم ومراسلتهم وتواصله معهم وكان يعقد المؤتمرات القبلية والتجمعات لدعم ثورة سبتمبر لقناعته بدور واهمية القبيلة ، وكذلك ثورة أكتوبر كان للقبيلة دور أساسي للثورة على المستعمر وكانت انطلاق شرارتها من جبال ردفان وبقيادة الشيخ لبوزة ..
أي نظام يسعى لتهميش القبيلة واستبعادها فهو يكتب على نظامه الرحمة لأنه يستعدي اكثر من 85% من الشعب ، لان القبيلة تعتبر نفسها السياج الأول لحماية النظام وليست على خلاف معه ولا يوجد بينها وبين أي نظام تصادم لان قيادة أي نظام هو بالطبع ذو مرجعية قبلية ..
احداث السنوات الأخيرة في اليمن وتحديدا من عام 2011م وما بعده كانت القبيلة محور اهتمام كل الأطراف ، ورجحت الكفة مع الطرف الذي منحها اهتمامه وعمل على استقطابها ، وللأسف كان الاهتمام بالقبيلة من قبل السلطة الشرعية غائبا الى درجة القطيعة خلال الفترة الماضة وهذا كان له نتائج كارثية على البلد ، وهذا هو محور هذا الموضوع ..
استبعاد القبيلة من دائرة اهتمام السلطة الشرعية بقيادة عبدربه منصور هادي وتهميشها واغلاق ابوابه امامها انعكس لصالح الرئيس السابق علي صالح ومليشيا الحوثي ، طبعا هادي لم يغلق ابوابه امام القبيلة وحدها بل كان الاغلاق عام على كل مكونات المجتمع وعلى رجال الدولة والقيادات الإدارية والعسكرية بشكل عام ، الاغلاق كان هو القاسم المشترك في ميزان إدارة هادي للبلد ، وهذه السياسة خدمت علي صالح والمليشيا لقيامهم بسد الفراغ الذي احدثه هادي وكانت النتيجة هو تعزيز مكانتهم في القبيلة على مستوى اليمن بكاملها ..
هادي خذل القبيلة ودفع بها الى أحضان صالح والمليشيا الحوثية فكانت الداعم الأول لحربهم على اليمنيين وكانت هي الحاضنة الرئيسية للانقلابيين وكانت هي المخزون البشري لإمدادهم بالرجال وتجييش أبناء القبيلة وارسالهم الى الجبهات ، هذا الفراغ الناتج عن سوء إدارة هادي رغم انه من أبناء القبيلة بل من اكبر قبائل الجنوب ، وتهميشه للقبيلة لم يكون حصريا على قبيلة محددة ، التهميش كان سياسة عامة بالنسبة لهادي ، حتى ان القبيلة التي ينتمي لها هادي لم تبادر بأي موقف داعم له خلال الفترة الماضية كلها وحتى اليوم ..
القبيلة كانت الرافض الأول للتواجد الحوثي والتوسع الإيراني وكان لها جولات عسكرية منذ بداية ظهور مليشيا الحوثي وكانت في مقدمة الصفوف لمواجهة ذلك الخطر وقدمت الالاف من أبنائها بين شهيد وجريح ، وكانت القبيلة بالصفوف الأولى لدعم ثورة الشباب الشعبية عام 2011 وأعلنت تكفلها بحماية ساحات الثورة الى جانب جيش انصار الثورة بقيادة الفريق اركان حرب علي محسن الأحمر نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ( قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الاولى مدرع آنذاك ) ..
هادي هو من دفع بالقبيلة لأحضان علي صالح والحوثيين وكان هذا بمثابة هدية لهم على طبق من ذهب ، ولم يستوعب هادي رسالة القبيلة في 21 فبراير 2012 يوم انتخاب هادي رئيسا انتقاليا لليمن وكان للقبيلة حضور كبير لم يسبق له مثيل وهي رسالة واضحة برغبتها بدولة مدنية يكون القانون هو الذي ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وان يكون هو الفيصل بكل القضايا ، هادي لم يستوعب الرسالة تلك ولم يفهم معنى الدعم القبلي لشرعيته حتى ان كثير من مشائخ القبائل ذهب للتصويت لأول مرة في انتخابات رئاسية لقناعتهم بضرورة تعزيز فرص قيام دولة مدنية ..
كان للقبيلة حضور كبير في دعم الانقلاب على الشرعية وهذا الدعم لم يكون له علاقة بايدلوجية المليشيا الحوثية وانما استجابة للطرف الذي احتضنهم وهو علي صالح ، قد يقول البعض ان علي صالح له نفوذ داخل القبيلة وهذا صحيح لكن يجب ان لاننسى هنا ان القبيلة التي ذهبت الى أحضان صالح والحوثي كانت مشاركة ضده بثورة 2011 وكان على رأسها شيخ مشائخ اليمن الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر واخوانه كلهم الذي كان لموقفهم دورا كبيرا بالدفع بالقبيلة الى الثورة ، لم تتغير مواقف القبيلة الا حين غابت الدولة عنها وتحولت الدولة من حاضن للقبيلة الى خصم مباشر حيث تركتها فريسة للمليشيا الحوثية في صعدة وحاشد وعمران وكان لذلك الخذلان انعكاساته السلبية على موقف بقية القبائل ولم تحدد موقف من المليشيا لانها اعتبرت ان عدم وقوف الدولة الى جانب القبيلة في تلك الاحداث رسالة واضحة لها وكانت النتيجة هو السماح للمليشيا الحوثية بالسيطرة والتمدد بطول البلاد وعرضها ..
موقف هادي من القبيلة لم يكون له خلفية عدائية او يستند الى مفهوم ايدلوجي وانما هو ناتج عن ضعف ادارته وعدم معرفته بتفاصيل البلد ومراكزها الاجتماعية ، من يستدل على ان القبيلة خضعت لعلي صالح في الاحداث الأخيرة التي نتج عنها الانقلاب على الشرعية عليه ان يتذكر ان القبيلة ذاتها خضعت لثورة الشباب وتجاوبت معها وهذا يعبر عن مدى الوعي المتقدم للقبيلة وسعيها الى بناء دولة قوية ، دعم القبيلة لثورة الشباب كان تعزيزا لموقف كبار مشائخ اليمن وتحديدا شيخ مشائخ حاشد صادق عبدالله الأحمر رئيس تحالف قبائل اليمن وجهود أخيه الشيخ حسين عبدالله الأحمر رئيس مجلس التضامن القبلي والشيخ العكيمي رئيس مجلس قبائل بكيل ، والشيخ حمود سعيد المخلافي كبير مشائخ تعز وغيرها من المكونات القبلية ، صحيح ان هؤلاء جميعا ضد مليشيا الحوثي وثابتين على مواقفهم وبالصفوف الامامية لمواجهة الحوثي ، لكن المجالس والكيانات القبلية لم تعد مترابطة كما كانت عام 2011 وما بعدها لأنها تعرضت الى ضربات موجعة من قبل قيادة السلطة الشرعية وهو مادفع بها للذهاب الى الطرف الاخر ...

من المستفيد من استمرار سياسة التهميش والاستبعاد لدور القبيلة ؟
الى الان وبعد كل هذه الاحداث لم يستوعب الرئيس هادي المتغيرات من حوله ولم يغير من أسلوب ادارته ولم يفتح ابوابه لليمنيين ورجالاتها وقادتها ، لازال مفاتيح قصر هادي بيد #الجاسوس بن مبارك الذي اغلق أبواب هادي امام كل الفاعلين والمؤثرين ، السلطة هي من اسقطت بفشلها على الاخرين ومنها القبيلة التي يفصح عنها هادي دائما دون ان يتوقف عند أسلوب ادارته ومواقفه ، الى الان هناك قبائل تقاوم وتقدم الشهداء والجرحى وتواجه الانقلاب ولا يعلم هادي عنها شيء في البيضاء وإقليم أزال ، نسمع كل يوم عمليات فدائية لكن لم تسمع تلك القبائل أي موقف يشجعها من قيادة السلطة الشرعية ..
ستنتصر الشرعية بفضل الله ثم بفضل موقف الاشقاء في المملكة العربية #السعودية ودول التحالف الذين كان لهم اهتمام بدور القبيلة لمعرفتهم بأهميتها ودورها المحوري ، ستنتصر اليمن والشرعية ، لكن ماذا بعد الانتصار وهو الأهم ، يجب على قيادة الشرعية ان تغير من قواعد أدارتها للحكم وان تعي مراحل الهفوات والهبوط والانكسار التي مارستها من سابق وعليها ان تعمل على ان تكون الدولة هي الحاضنة الاجتماعية للقبيلة ومشائخها واقيالها من اجل ان تظل القبيلة هي الدرع المساند للدولة ، يجب على الدولة تفعيل دور القبيلة وتطويعها لصالح النظام ، القبيلة يجب ان تلمس اهتمام الدولة ..
المرحلة القادمة حساسة وهامة ( مرحلة بعد الانتصار وعودة الشرعية ) ولايمكن لأجهزة الدولة ان تكون متواجدة في كل مكان وهذا يعني ان الدولة بحاجة الى تفعيل دور ومكانة القبيلة من خلال مشائخها واقيالها والمؤثرين عليها ، وهذا التفعيل يجب ان يشجع على إعادة المكونات القبلية بإعتبارها منظمات اجتماعية لاحتواء الموقف القبلي وتوحيده ، يجب دعم مشائخ القبائل الداعمين للشرعية والمتواجدين في صفوفها وجبهاتها وهذا لايعني استعداء باقي المشائخ حتى المتواجدين بصفوف الطرف الاخر ، المشائخ الذين تورطوا بجرائم كبيرة هم اقلية وهؤلاء يجب ان يخضعوا للقانون ، اما المشائخ الذين اعلنوا تأييدهم للانقلاب هو اعلان مختلف المواقف وكله يجتمع عند قاسم مشترك واحد وهو اهمال وتهميش واستعداء قيادة الشرعية لهم وانه لو تم احتوائهم والتواصل معهم والاهتمام بمكانتهم الاعتبارية فإن موقفهم لم يكون الا في صف هادي وسلطته ، لكن كيف لهم ان يقفوا مع هادي وهم تعرضوا للتهميش واغلق هادي ابوابه في وجوههم ، انا على يقين ان هادي وخلال الخمس السنوات الماضية من فترة حكمه انه لم يبادر بالاتصال بأي شيخ ولم يسأل عن أي شيخ ولم يستقبل أي شيخ بإستثناء حضور البعض ضمن فعاليات رسمية محددة ، مواقف هادي هذه ليس لها علاقة بالنزاهة ونظافة اليد على اعتبار انه سيصرف مبالغ او سيارات للمشائخ كما تعودوا من قبل لكنه عدم استيعاب انه الرئيس والرجل الأول للدولة ، هادي بعثر الأموال وصرف المليارات والسيارات لكنها صرفت في غير مكانها ولاشخاص اغلبهم من دوائر القرابة له ولعائلته ولرجاله الذين اسقطوه في الوحل بتصرفاتهم ..
الدولة وهادي والشرعية يجب ان تستفيد من القبيلة وتعزز من مكانة مؤيدي الشرعية وتستقطب المعارضين او الموجودين بصفوف الطرف الاخر " الانقلابيين " المرحلة تحتاج الى جهود كبيرة من اجل تثبيت الدولة وفرض الامن والاستقرار ، واستمرار سياسة التهميش ستصب في صالح الجماعات والمنظمات المسلحة ومنها الجماعات الإرهابية ، يجب إعادة التلاحم بين الدولة والقبيلة وسد الفجوات التي حدثت سابقا وعدم ترك القبيلة مسرحا مفتوحا يعمل ضد الدولة وتنمية مشاعر الرفض لوجود الدولة ..
على الرئيس هادي ان يستوعب حجم الفجوة بينه وبين قبيلته ال فضل ومسقط رأسه الوضيع ويدرك مدى حجم الرفض له وعدم تفاعلهم معه ، عدم هذا القبول لم يكون ناتج عن مواقف محددة وانما ناتج عن التماس قبيلته بعدم اهتمامه بها ، هذا الموقف ينطبق على باقي قبائل الجنوب التي لاتكن أي مستوى تقدير واحترام لهادي بشكل عام ولو تم اخذ عينه عشوائية لفحص موقفها ومقارنة حضور هادي بين قبيلة جنوبية وجزء من قبيلة في الشمال سنجد ان قبول هادي حاضرا في الشمال على عكس حضوره بالجنوب ، هادي له دور كبير في تنمية الاستياء الجنوبي من الشماليين على المستوى القبلي والاجتماعي وان الإهمال المتعمد للقبائل من هادي كان موزعا بين قبائل الجنوب والشمال مع فارق ان قبائل الشمال اكثر تماسكا وانها تستطيع تجاوز نقاط الخلاف داخلها ..
المطلوب من قيادة السلطة الشرعية إعادة النظر بمواقفها السلبية من القبيلة ، وعليها تفعيل دور القبيلة بواسطة مشائخها واقيالها ومراجعها لان الدولة بحاجة لهم ولتعاونهم خاصة في ظل المهددات التي تنشط في الوسط القبلي من الجماعات المسلحة ، يجب ان تكون الدولة حاضنة للقبيلة وهذا واجب عليها وان تكون القبيلة حاضنة لكل ماله علاقة بدعم الدولة وبسط سلطاتها لتحقيق الامن والاستقرار ، يجب إعادة تفعيل المجالس والكيانات القبلية ودعمها بإعتبارها اوعية تجتمع داخلها القبيلة ، يجب تعزيز مكانة المشائخ الفاعلين من الشمال والجنوب ، يجب الاستفادة من مكانتهم وعلاقتهم الواسعة وتوظيفها لصالح الدولة ، لايمكن تجاهل مكانة وعلاقة الشيخ صادق الأحمر والمخلافي والشائف وطعيمان والفضلي والعمودي والهبيلي وأبو لحوم وبن شاجع ولبوزة والحوشبي والنقيب والكازمي وحسين الأحمر وبن معيلي وبن كعلان والعذري والمقداد والغادر والقوسي والبخيتي وابويابس والمقدشي والحارثي والمنصوري والواحدي والقعيطي والعبدلي وباحاج والمصعبي ومناع وبن عزيز الحميقاني والذهب والعواضي والكثيري والعوذلي والبكري والعولقي والفضلي والربيزي والعزاني والكسادي ومعوضة والنقيب وعشال والقفيش وبن عفرار وابوشوارب الباشا ومنصور والدعام والصبري والنهدي والمهيري والصيعري والمفلحي والشعيبي والصبيحي وهرهرة والزايدي وحنتش والقبلي والحدي والسوادي والعنهمي والشبيبي وصلاح وحاتم والجماعي والجمال والرويشان والصريمة والقديمي والعليي ودعقين ونصار وحميد وميقار وعرجاش والضبيبي والخضمي والابارة وشاجع وشامي ومنصر والفاشق وعمران والهاتف والوائلي ودمادج والسلامي وعايض والمصلي والغشمي والمصري والشليف والدماني والاهدل وغيرهم من المشائخ الذي لم تسعفني ذاكرتي بذكر اسمه ..

يجب الاستفادة من وجود الفريق علي محسن الأحمر المكلف بالملفين العسكري والأمني والذي له معرفة واسعة بقبائل اليمن وتعزيز مساعيه بإعادة التلاحم بين القبائل واستقطاب القبيلة لصالح الشرعية وهذا التعزيز يجب ان يعطى مساحة للمشائخ الفاعلين ، يجب ان يكون هناك خطوات عملية من قبل قيادة السلطة وتكليف عدد من المشائخ بملفات هامة ، يجب التعامل معهم كشخصيات اعتبارية وليس وفقا لما تروجه بعض الأصوات الإعلامية الذي يتبنوا مواقف وخطاب بعيد عن الواقع أساسه الخيال الادبي والافراط بالمثالية ، مجتمعنا اليمني له تركيبه اجتماعية وخصوصية يجب مراعاتها وعدم القفز عليها وتجاوزها ، وان من يحاول التنظير بأهمية استبعاد المشائخ فهو يستعدي جزء كبير من الشعب ضد الدولة لأنه ليس بمقدور احد ان يتحكم بنفوذهم ومكانتهم ومجتمعاتهم هي من تحدد مكانتهم من عدمها ، واحتوائهم والاهتمام بهم ليس له علاقة بالتقدم او التخلف او التحضر ، المشائخ يحتاجون الدولة القوية والقانون قبل غيرهم ، العلاقة التكاملية بين الدولة والقبيلة يجب ان تكون موجودة وقوية ..
يجب على السلطة عدم ترك القبيلة ساحة مفتوحة لاصحاب المشاريع العدائية من الجماعات المسلحة والارهابية والعلاقة بين الدولة والقبيلة لايعني انها تجاوز للقانون او بديلا له ، الدولة الرخوة ستظهر داخلها دويلات حتى من خارج المشائخ والدولة القوية ستفرض هيبتها على الكل ، اهتمام الدولة بالقبيلة هو نوع من الشراكة وليس تقاطع مع سلطاتها ، لانريد للدولة ان تغيب فتكون القبيلة هي البديل كما حدث خلال الفترة السابقة ، الدولة تأثير والقبيلة أثر ، وتظل القبيلة أعظم أثراً وأقوى نفراً في منظومة الدولة كما يقول احد علماء السياسة ..
البعض قد يفهم الموضوع من زاوية ضيقة مستندا الى ان بعض المشائخ كان لهم دور بالبلطجة خلال الاحداث التي حدثت وهنا يجب التأكيد على أهمية حضور الدولة واحتواء المشائخ وان تركهم وتهميشهم هو الذي دفع بهم لتلك الممارسات ، القصد الأساسي من هذا الموضوع هو تفعيل دور القبيلة باعتبارها تشكل الأغلبية واحتوائها من قبل السلطة هو الذي يعزز تطويعهم وتوظيفهم لدعم مكانة الدولة وسلطاتها ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.