اربعون يوماً انقضت على رحيلك (المتوقع) يا أبا منير .... نظراً لحالتك الصحية التي رأيناها تتدهور يوماً بعد يوم ،بعد ان عانيت لسنوات طوال من الم ومرارة المرض...! رحلت عنا بهدوء وانت تحمل بين جنبات قلبك الطيب بعض من العتاب بسبب تجاهل واهمال الحكومة لحالتك الصحية... تجاهلها لادوارك ومواقفك التي سطرتها منذ الستينات وحتى رحيلك. وكيف لهذه الحكومة ان تتغافل عن السؤال عن حال فنان بحجم الاستاذ محمد علي ميسري الذي ارتبط اسمه وفنه واشعاره بالثورة والنضال وحب الارض والانسان..؟!
كيف لها ان تتجاهل فنه الاصيل الدي ارتبط بالعامل والفلاح ،كيف لا..؟ وهو من صدح بصوته الشجي ليحث العمال والفلاحين على العمل والمثابرة خدمة لهذا الوطن الغالي. ولقد احدث ذلك التجاهل والاهمال في حالة فناننا الميسري اثراً بالغاً ،وبقي متسائلاً طوال فترة مرضه ،لما كل هذا الجفاء والخذلان لرجل افنى شبابه وعمره في خدمة بلده وشعبه وفنه الاصيل..؟؟ لكنه وكما عودنا استاذنا وقدوتنا في الصبر والتحمل ،وبإيمانه القوي لم يقطع رجاءه بربه فكان (الميسري) كل ما ضاق به الحال او اشتد به المرض دندن باغنيته الشهيرة التي طالما تغنى واطرب بها محبيه وعشاقه ،ورافعاً اكفه الى السماء قائلاً: ساهرالليل وحدي ...مامعي الا الوساويس...زيدت في شجوني. بشتكيهم الى الله ....يبتليهم بغيري مثلما ابتلوني.
نعم فقيدنا الراحل سنشكيهم بعد رحيلك الى الله،سنشكي تجاهلهم لتاريخك ورصيدك النضالي..سنحكي ذلك للاجيال القادمة... سنضل بعدك نشكي اهمالهم لحالتك الصحية الحرجة.. ولن يغفر لهم اهمالهم تجاهك الا ان يتداركوا ذلك من خلال تبني طباعة كتاب لاعمالك الفنية والنضالية ،وان تهتم الحكومة كذلك باسرتك واولادك من بعدك.
فنم قرير العين يافقيد الوطن والفن الاصيل ،فلن ننساك ماحيينا ،وكيف لنا ان ننساك وانت تركت فينا رصيداً وتاريخاً فنياً حافلاً لايقدر باموال الدنيا الفانية التي استكثرتها عليك حكومتنا الموقرة،هذه الحكومة التي لاتلقي بالاً ولا اهتماماً بقامات وعمالقة الفن امثالك. رحم الله فقيدنا الغالي واسكنه فسيح جناته.