يعد الفنان الراحل محمد علي الميسري من قلائل الفنانين الذين تميزوا بأدائهم والحانهم وانتقائهم للعبارات ذات المعنى في أغانيهم التي توصل المستمع إلى حالة الرضاء والانتماء للأرض الذي خلق ونشأ فيها ، في يوم الثلاثاء الموافق الثاني من فبرير رحل الميسري عن عمر ناهز سبعين عام تاركا أرث فني قيم .. حيث ذكرت مصادر طيبة أن الميسري رحل بعد معاناته المستمرة مع مرض الفشل الكلوي الذي أنهكه تماما في مستشفى با صهيب العسكري وسط تنكر السلطات التي كان من واجبها رد الجميل والعرفان لشخصية قدمت للوطن كل ما لديها ولم يتقدموا له الرعاية الكاملة ولا لأسرته الذي تنتظر العون من الله لا سواه ، وذكر أحد أقاربه أن المرحوم كان محدد له يومين بالأسبوع لغسل الكلى ويأتي من مديرية مودية حيث يسكن وكانت مسافة الطريق زادت المه فوق الم المرض الذي أبتلاه الله به .. الميسري الذي أضاف للأغنية الجنوبية رونق خاص في الاحتفالات وليالي السمر التي كان لها نكهة خاصة بأغاني الشرح وغيرها من أنواع الرقص الشعبي الجنوبي الذي قدمها مثل يا عم منصور ، وفلاحة الذي تعد من كلماته و الحانه وغيرها من أغاني الوطنية والشعبية الذي أشتهر بها .. وقد تعرض للقرصنة الفنية بسرقة بعض الأغاني وهذا ما أكده بيت اليمني للموسيقى ببيان النعي الذي اصدره برحيل الفنان الميسري وجاء في البيان أن الفقيد أحد الذين تعرضوا للسرقات الفنية ." شي معاكم خبر زين " وأغنية كيفكم يا حبايب". .. و أعرب البيت في بيان النعي عن عميق الأسف لرحيل الفنان والملحن الميسري بعد تجربة عامرة بالإبداع الغنائي واللحني في خدمة الموسيقى والغناء اليمني. الفنان نجيب سعيد ثابت ووكيل وزارة الثقافة يتحدث عن مسيرة الراحل وعن ذكرياته معه ويقول أنا عرفته في بداية الثمانينات عن قرب واول لحن اشتهر به كان لأغنيه وطينة وهي "غني يا عدن الثورة " قدمها في السنوات الاخيرة من السبعينات واشتهرت كالنار في الهشيم حتى طلاب المدارس كانوا يغنوها . الميسري عظيما في فنه وأخلاقه وصنع اغنية رشيقة جمعت فيها الطرب والحب والرقص والفرح وهذا دهاء من فنان بسيط جدا وليس خريجا موسيقى ولا عالم بعلوم الموسيقى بل كان موهبة حباها الله بهذه العبقرية اللحنية وحتى الشعرية .. الميسري قدم اشهر الاغنيات مثل / يا عم منصور / فلاحة وعشرات الاغاني التي اشتهرت على المستوى اليمني و الخليجي ايضا . يضيف الاستاذ نجيب سعيد انا قدمت له مع فرقة "القنبوس" اغنية فلاحة وكنت سعيدا بذلك وقدمتها فيه كل المحافل الداخلية والخارجية منذ الثمانينات وسجلتها في تلفزيون عمان في 2002 فالميسري فنان عدن ولحج و ابين بامتياز واعتبره متحمل الشعلة بعد الفنان الكبير محمد محسن عطروش ولا منافس لهم باللحن والاداء على حد السواء . أما عن وضع الميسري المعيشي الذي أعاقته كثيرا يقول الاستاذ نجيب سعيد لو كان الميسري يعيش في عدن او حتى زنجبار كان سيكون فنانا اكثر عطا وكنا سنسمع عشرات الالحان منه فوق ما سمعناه وهي في منطقته النائية موديا .. اي لو كان قريب من عدن او في عدن كان سيكون فنانا اكثر خلق وانتشار على المستوي اليمني والعربي .. ولكنه بأغنيه الرائعة التي اشجانا بها من فنان حمل إبداع وعبقرية . ويختم أن الميسري لم يلقى حقه من الدولة على فترة عطاءه وعلى الدولة اليوم ان تهتم بأسرته الفقيرة .. الله يرحمك فناننا الكبير ونسأل الله أن يسكنه الجنة .. الميسري الفنان جعل كل الاجيال تطرب بإنسانيته من خلال أغانيه الاستاذة ميرفت عبدالواسع نائب مير البرامج بقناة اليمن تقول يعد الفنان محمد علي الميسري من الهامات الفنية العملاقة الذي كان لها اثرها في الساحة الفنية اليمنية عامه والعدنية خاصه . اغانيه كانت النكهة المميزة للجلسات والسمرات العدنية . التي لا تخلو من الرقصات العدنية والحجيه وتضيف ميرفت تميز فن الميسري بالخصوصية والتميز سوى كلمات او الحان و لا ننسي يا أغنية يا عم منصور الذي يتغنى بها كل الاجيال ، رغم انه عانى التهميش والاهتمام من الاعلام . الإعلامية خلود خياطة تعتبر الفنان محمد علي الميسري حاله خاصه للروح الجنوبية الصافية بحلاوتها وتميزها اغانيه فيها الرقي والجمال والإحساس للإنسان الجنوبي الذي سبق الكثير ممن هم في الجزيرة بتطوره الذهني وتذوقه للإحساس ورقي المشاعر كل ذلك ترجمته اغاني الراحل الممتع الصادق السهل الممتنع .