من الفنانين الذي يجدر بنا تسليط الضوء على جانب من حياتهم الفنية والإبداعية الفنان/ طه فارع.. واحد من عملاقة الغناء اليمني الذين أثروا الساحة الفنية الغنائية وساهموا من أجل النهوض بها محلياً وخارجياً.. ويعدُ واحد من الفنانين اليمنيين الذي بسطوا على أغانيهم من دول الخارج مثل " أغنية يامنيتي ياسلى خاطري " الذي تغنى بها في حفل بالكويت في السبعينات وهي من كلمات الشاعر/ أحمد فضل القمندان والحان/ فضل محمد اللحجي ..والذي غنيت بصوت الفنان طه فارع من الحانه.. الفنان/ طه فارع من مواليد مدينة الشيخ عثمان في 6/4/1941م تلقى الفنان دراسته الإبتدائية عام 1948م في المدرسة الحكومية الشرقية في مدينة الشيخ عثمان، أكمل دراسته المتوسطة في مدرسة النهضة العربية بالشيخ عثمان، تتلمذ على يد الفنان/ محمد مرشد ناجي ونهل منه الفن بأصوله وأخذ من الشعراء أحمد سعيد جرادة ومحمد سعيد مسواط وأحمد شريف الرفاعي قوة الكلمة المغناة.. كان الفنان/ طه فارع في هذه المرحلة المتوسطة الدراسية من حياته يستمع إلى صوت الفنان الكبير/ محمد مرشد ناجي .. من ثم تلقى تعليمه الثانوي وحصل عليه في المعهد الفني بالمعلا، كليه التكنولوجيا".. وتخصص في قسم الكهرباء وحصل على شهادة دبلوم. عمل الفنان الراحل بعد إكمال دراسته في المعهد الفني بمصافي الزيت البريطانية ( BP) بالبريقة. التحق بقسم الكهرباء وبعد عام واحد انتقل إلى الخزانة العامة بوظيفة أعمال الضابط الإداري وبعد الدوام الرسمي كان يعمل كضابط صوت في إذاعة عدن وكمصور في التلفاز. في عام 1976م عام التحول في حياة الفنان حيث أنتقل من الخزانة العامة إلى معهد الفنون الجميلة للعمل هناك كفنان شعبي في الفرقة الوطنية بناء على طلب قدمته وزارة الثقافة، حيث عمل مشرفاً لقسم الموسيقى، وبعد ذلك تهيأ له المجال كي يتفرغ لكتابة المقالات الفنية التي بدأ كتابتها منذُ 1963م ..وتفرغ وساهم في توثيق كتاب يحمل عنوان " لمحات من تاريخ الأغنية اليمنية الحديثة والأغنية اليمنية المعاصرة) غنى مجموعة من الأغاني للعديد من الفنانين منهم الفنان الكبير/ محمد مرشد ناجي وفيصل عبد العزيز.. وفي عام 1964م خاض تجربة التلحين، لحن أغانيه ولفنانين آخرين مثل فؤاد الشريف وأسمهان عبد العزيز ورجاء باسودان ونجيب سعيد ثابت وكفى عراقي وأمل كعدل، ولحن أغاني للأطفال وقدم أغنية مسجلة في إذاعة عدن وغناها وعمره حوالي خمسة عشر عاماً من الحان المرشدي وكلمات الشيخ/ عبدالله محمد حاتم أغنية بعنوان " مرحب مرحب يارمضان، يا مرحبا بك يارمضان ". تميز الفقيد/ طه فارع بغنائه بمختلف ألوان الغناء اليمني منها اللون الصنعاني واللحجي والتعزي والعدني والحضرمي واليافعي، وغنى لكبار شعراء الأغنية اليمنية أمثال د.. محمد عبده غانم والمحضار والقمندان ومحمد سعيد جرادة وعبدالكريم مريد وعبدالله عبد الكريم وعبدالله هادي سبيت ومهدي حمدون والمفلحي ومحسن بريك وغيرهم، غنى الراحل خلال مشواره للمسرح، للأرض، للعامل، للأبن للأسرة .. وفي حديث مع أبنه نزار قال من حب أبي للفن أطلق علينا أسماء لفنانين كبار، أنا على أسم الشاعر/ نزار قباني عندما التقى فية الوالد في دمشق بداية الستينات، ومحمد على إسم الموسيقار/ محمد عبد الوهاب ورياض على أسم الموسيقار رياض السنباطي والحان وأنغام على النوته الموسيقية.. والدي كان بشوشاً وأباً نموذجياً، يمتلك حنا ن العالم كله، انظلم كثيراً في حياته من الجهات الرسمية والمعنية .. من أهم سجايا الفنان فارع بحسب عازف الإيقاع خالد جميع:قال من الصفات الحلوة في الفنان/ طه فارع كان بسيطاً في البروفات وحريصاً على ذلك، كان يتعامل مع العازفين بالابتسامة والتسامح .. حتى وإن وجدت غلطات أوهفوات يعالجه بابتسامة وتمعن، ومن أروع أغانيه كانت ثؤتر فينا أثناء البروفات أغنية " منش طامع الأب " من كلمات الشاعر/ عبد الكريم مريد والحان طه فارع .. وللوقوف على مدى صلته بالفنانين تقول الفنانة/ فايزة عبدالله وبتنهيدة وبكلمات صادقة شعرت بها من خلال كلامها أوه ..أوه.. رجل ضحوك مسامح، مهما قلت عنه "ماشديلوش" حقه من كلام جميل ..وكنُت ساتعامل معه بلحن مشترك من كلماته وألحانه ولكن لم يرد الله أغنية بعنوان " أنا ابن عمك وليش ماتعرفيني " بلحن تعزي .. مات الفارع وأغانيه " تتكلم صراحة " دون حاجة إلى " التحدي "، إنسحب قبل أوان اللحن الأخير قال المريدون: "خلانا وراح" قلنا :"لم يبرح المكان ....