استقيت عنواني هذا من مسرحية كوميدية لزملائي في فرقة المصافي الكوميدية .. حيث وان المتأمل اليوم لواقع حالنا بشكل عام في اليمن وفي عدن بشكل خاص سيدرك كم ذاع صيت القيل والقال (قالوا له) (قالت لي) (يقولون) وهكذا . والملاحظ لهذه الظاهرة سيجدها ابتدأت بأكذوبة (بكذبة ابريل) وكان هذا زمان في عهد شبابنا نحن وكانت كذبة صغيرة وفي الغالب تكون خاصة لا عامة وغير هامة الا قلما اما القال والقيل اليوم قد انتشر كالنار في الهشيم فلا احد يستطيع ان يؤكد خبر ما بعينه او ينفيه .. ولكن يقولوا / قالوا/ وكان الوطن اضحى وكالة انباء كبيرة العاملين فيها هم بعض هؤلاء الناس القايلون والقائل لهم والعكس و كأني بناء وقد اصبحنا لا نعلم او نفقه ما يدور حولنا وحول حياتنا كالأطرش في الزفة.. الهذا الدرجة اصبحت حياتنا ضبابية المعالم غير واضح لنا العالم من حولنا حتى فيما يخص حياتنا الداخلية حيث بات الخبر غير صادق القول ولا ادلل هنا بواحدة من تلك الاقوال وهي اخر قول قالوا له/ او قالوا لنا وقد انتشرت بقوة ولم يستطع احد ان يؤكدها او ينفيها مثل سابقتها (المكرمية التشجيعية) التي من المفروض ان تصرف للقطاع لعمالي المدني (الحكومي) اسوة بقطاع القوات المسلحة والتي مر عليها حتى الان اكثر من شهرين تقريبا والناس في لفظ هرج ومرج منها تلوكها الالسن في كل المجالس والشوارع في عدن .. هذا يؤكد ان منشور صدر بذلك وموجود في المالية والبعض الاخر يقول ان هناك قرار صدر بذلك والبعض وللأسف ومن المالية ويؤكد هذا كما ينفي البعض منهم ايضا ويؤكد انها اشاعة .. فهل اصبحت حياتنا كلها اشاعات واقوال لا مصداقية لها فمحولات الكهرباء قالوا انها موجودة وان الكهرباء ستتحسن قريبا والبعض يقول كذب والمياه قلوا انها ستقوى بقوة الضخ قريبا والاخر يكذب والدولار قالوا انه سيرتفع سعره وقريبا سيهبط وان يكن هذا او ذاك فدعونا نقف قليلا عند(قالوا ان في مكرمية من دول الخليج) للقطاع العمالي المدني افلا يستحق هذا القطاع اسوة بقطاع القوات المسلحة والذين كان كثيرين من افرادها قابعون في البيوت ابان الحرب (العفحوثية) ان يصرف لموظفيه هذه المكرمية فأن كان الجيش هو من يدافع عن الوطن وحدود الوطن فالمؤسسات المدنية بأدارتها وخدماتها هي ايضا تُسيّر اعمال من الاهمية بمكان ولا يستطيع الوطن وعجلة تطوره ونماه وتحضره المدني ان تتقدم وترتقي الا بهذه المؤسسات المدنية كمنظومة واحدة واني لا اعتقد ان مثل دول الخليج وقبلها الحكومة والرئيس لا تدرك حيوية مثل هذا الامر الذي استفحل تحول الى فتنة ان عاجلا ام اجلا ولاسيما وقد ظهر هذا القول على السطح الان ان مرمية اخرى ستصرف للقوات المسلحة كتشجيع لقطاع الجيش وتهميش متعمد للقطاع المدني وان حدث فلابد ان تتساوى الطبقات العاملة في الوطن عامة وعدن خاصة اكانت عسكرية او مدنية وان لم يحدث ذلك فهناك نظرة دونية لهذا القطاع الواسع وهو القطاع العام الحكومي . ان ظاهرة كظاهرة (القالوا) لا يمكن ان تحدث وتنتشر الا في مجتمع مهزوز القيادة غير مستقرة في الرؤيا والتخطيط بمنهاجية علمية ناضجة بل العكس يكون نهجه يأخذ طابع العشوائية والغوغائية وهذا ما نبذه الشعب ما مضى ابان حكم عفاش اننا نريد دولة وقيادة ابتداء من الرئيس ال الحكومة ومؤسسات عسكرية ومدنية وشعب قوي صادق في الاقوال والافعال معا لينفي قوته ومصداقيته من القيادة العليا وحتى ذلك الحين لابد للحكومة ان لا تعطي ظهرها للأشياء مثل هذه الاقاويل التي تظهر على السطح في حياتنا اليومية وتعكر صفوا حياة المواطن وتؤكدها او تكذبها .. فهل نجد اذان صاغية تسمع ما قيل ويقال وتسرع في تأكيدها هذا الخبر وذاك ودعونا نبتدئ في ما قيل عن تلك ((المكرمية)) صدقها من كذبها فأن صدقت فذلك خير مستطاب يسعد بها الموظف الغلبان وان كذبت فسوف يترتب على ذلك اقوال اخرى خطيرة وفتنة وتفرقة بين قطاعين هامين من قطاعات المجتمع وهما العسكري والمدني فلا تدعوا الفتنة تأخدنا الى طريق لا يعلم سوى الله الى اين سيؤدي بنا فالفتنة نائمة لعن الله من ايقضها