كنت مساء الخميس أقرأ في مواقع أخبارية يمنية، ذات مصداقية، وحصيفة جدا جدا، وهي من النوع الذي تقدم أخبارها تحت كلمات وجمل من قبيل: عاجل.. هام وعاجل.. هام وخطير جدا.. عاجل وخطير.. عاجل وصادم! تناقلت تلك المواقع خبرا يقول إن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، ظهر في التلفزيون الكوري (قبل قليل)، يسوق لشعب كوريا بشرى اعتناقه الإسلام.. أما الدافع القوي الذي جعل رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، يسلم، فهو- حسب تلك المواقع- أنه رأى (في المنام ) شيخا عربيا يتحدث معه، وإن كيم جونج قال إن ذلك الشيخ العربي كان يتحدث معه باللغة العربية! وإنه كان يفهم كلام ذلك الشيخ العربي الذي يتحدث بالعربية، عندما كان يكلمه عن دين كان قد سمع به، و لا يعرفه!! وبهذه الحجة أشهر كيم إسلامه المزعوم الذي روجت له مواقع عربية هزيلة وهزلية، وعنها أخذ أصحاب تلك المواقع اليمنية، وكان باقي يقولون: إن كيم أسلم في المنام، بعد أن رأى رأي العين، وهو في صحوه، دواعش مسلمين يحرقون مسلما أردنيا وهو حي، فحببوا الإسلام إلى كيم! ينجز كثير من المسلمين انتصارات وهمية للإسلام، من هذا الضرب الذي يقع في المنام، وينجز رجال دين ضربا من هذه الانتصارات عن طريق الكذب.. مرة افتروا على رائد الفضاء الأمريكي أميل أميسترونج، فقالوا إنه كان يسير في القاهرة، فسمع صوت آذان، وسأل: ما هذا الصوت؟ كأنه لم يسمع آذانا في حياته إلا وهو يسير في شارع بمدينة القاهرة، فقيل له هذا شعار المسلمين، فقال لهم: لقد سمعت هذا الصوت عندما كنت على سطح القمر عام 1969، ومن فوره أشهر إسلامه.. نشروا عنه ذلك، وتحدثوا به للمسلمين، ولما نشرت الخبر مجلة عربية معتبرة، كتب إليها أميسترونج يقول: لم أسمع أذانا وأنا على سطح القمر، ولم أدخل الإسلام، ولا أعتزم ذلك، كما أني لم أزر القاهرة في أي يوم من الأيام! وفي النوم الإسلامي الذي موضوعه قريب من كوريا الشمالية، ترى "أحلام" مروعة، فذات مرة قام خليفة عباسي يحدث أنه رأى وهو نائم سور الصين العظيم ينهار، ولكي يتأكد، وربما لكي يقدم شيئا للحضارة البشرية، شكل فريقا من أهل العلوم العلمية، وكلفهم السفر إلى الصين لتقييم وضع السور العظيم، فسافر الفريق العلمي شهورا، ثم رجعوا يطمأنون الخليفة الراقد أن السور لا يزال قائما، وأكدوا له أيضا أنهم لم يشاهدوا إي علامات تدل على أن السور قد ينهار!