أصدرت منظمة هيومن رايتس لحقوق الإنسان في يوم السبت تقريرا يشير إلى أن الحكومة اليمنية قامت بمداهمة بعض المستشفيات في مدينة عدن الجنوبية وذلك بحثا عن مشتبه بهم في تنظيم القاعدة. كما ذكر التقرير أيضا أن قوات الجيش اليمنية اقتحمت المستشفيات والمرافق الطبية خمس مرات على الأقل منذ بداية هذا العام في مدينة عدن , وقد قيل أن أحد المستشفيات قد علق أعماله كما قامت مستشفيات أخرى بنقل مرضاها بعيدا عن المخاوف جراء أعمال العنف التي تشهدها المستشفيات . الناشط الحقوقي موسى النيمراني قد لميدا لاين " ان اعتقال الجرحى تعد جريمة تنتهك اتفاقيات حقوق الإنسان لان الحكومة اليمنية في مقدورها إلقاء القبض على المشتبه بهم حيث يجدر بالحكومة التأكد أولا من مدى استفادة أعضاء التنظيم من الخدمات الطبية". أصدر تقرير من منظمة هيومن رايتس بعد الحادثة بيوم والتي قام فيها تنظيم القاعدة بشن هجمة على أحد مواقع الجيش في شقرة والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 جنديا وإصابة عشرات آخرين , وشقرة تقع في محافظة أبين وهي مدينة صغيرة كانت تحت سيطرة أنصار الشريعة والتي تم السيطرة عليها لاحقا من قبل الجيش النظامي مطلع أوائل هذا العام . وبعد أن تم طرد قوات أنصار الشريعة من معاقلهم كانوا قد استولوا عليها في وقت سابق لجأ أعضاء هذه الجماعة إلى سن هجمات انتحارية والتي تستهدف قادة الجيش ذوي الرتب العليا كما قامت يشن هجمات مباغتة على مواقع الجيش. في مايو , بدأ الجيش اليمني بشن هجوما شاملا ضد الجماعات المسلحة وبدعم أمريكي بناء على أوامر من الرئيس اليمني هادي والتي جاء فيها بطرد الجماعات المسلحة من معاقلهم في الجزء الجنوبي من البلاد. كان الانتصار ضد القاعدة ينظر إليه بمنظور التقدم الكبير في المعركة ضد الجماعات المسلحة , ولكن إثبات هذه الجماعة لقدرتها على الاستمرار في شن القدرات القاتلة يضع كثير من الأسئلة والتي يتساءل فيها البعض , كيف للقاعدة أن تتمكن من الاختباء من الحكومة وما هو الشيء الذي يجعل منهم جماعة خطرة؟ وقد صرح أحد القادة العسكريين رفيع المستوى والذي فضل عدم ذكر اسمه لميديا لاين " أن الجماعات المسلحة تزدهر وتزداد قوة في مناطق الصراع , فالإرهاب قد وجدا ملاذا امن في اليمن وذلك يرجع إلى أسباب ومنها الصراعات التي تعاني منها البلد وأضاف " عندما رأت القاعدة الاضطرابات التي حصلت في العام 2011 وسعت من وجودها وحاولت إنشاء " الإمارات الإسلامية". ويقول عبد السلام محمد رئيس مركز عباد للدراسات والأبحاث , لميديا لاين " القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى تتواجد حيث يضعف تواجد الحكومة في بث سيطرتها حيث وجدت القاعدة مرتعاها في اليمن وذلك لأن الحكومة المركزية قد أصبحت ضعيفة جدا لتكون قادرة على بسط سيطرتها في المدن ناهيك عن المناطق البعيدة , مضيفا اليمن لديها مناطق جبلية وعرة وصحاري شاسعة حيث يمكن لعناصر القاعدة المكث في الخفاء بعيدا عن أنظار الحكومة , كما أن اليمن تمتلك خطا ساحليا حوالي 2,200 كم (1,367 ميل) على البحر العربي والبحر الأحمر والتي من خلالها يمكن للإرهابيين الحصول على الإمدادات والأسلحة وذلك لأن الحكومة تعجز في حماة سواحلها . يشاطر النمراني محمد الفكرة والتي تقول إن العامل الرئيس في تواجد القاعدة في اليمن يرجع إلى ضعف وعجز الحكومة على فرض سيطرتها في كل أجزاء البلاد. ويقول عبد الملك جيلان وهو أحد ساكن أبين حيث تتواجد نشاطات القاعدة " ان عناصر القاعدة تعيش وبشكل طبيعي , فالبعض منهم يعمل في المكاتب العامة والبعض الآخر يعمل في مجال التجارة وأعمال تجارية أخرى ". ويقول علي العمد وهو زعيم في الحركية الحوثية , وهي حركة شيعية مدعومة من قبل طهران , " إن إنشاء القاعدة في اليمن هي رغبة لبعض القوى الإقليمية والدولية "( في إشارة إلى الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة ) وفي وقت سابق من هذا العام , أعلن تنظيم القاعدة أن لديه عدد كبير من المقاتلين في بعض المدن اليمنية وفي بعض المدن الأخرى , وبعدها اختفت كل الجماعات المسلحة في وقت واحد , واستشهد العمد بهذا الاختفاء على أن القاعدة في اليمن هو مجرد لخلق القوى الإقليمية والدولية والحلفاء في البلاد وأضاف " لقد جعلوها تظهر وتختفي وفقا لإرادتهم . ويرى العمد أن ما ينسب للقاعدة من الهجمات الإرهابية الأخيرة والتفجيرات تأتي في إطار الصراعات السياسية بين أمراء الحرب في البلاد . وهذا هو الفهم الذي يعتقده معظم أتباع الحركة الحوثية . ووصف العمد خطاب الرئيس هادي الافتتاحي والذي تعهد فيه الرئيس هادي بجعل أولوياته مكافحة الإرهاب في اليمن أنها مجرد وسيلة ليعلن بذلك تنفيذ أجندات القوى الخارجية في البلاد ويضيف " لقد جاء هادي إلى السلطة عبر المبادرة الخليجية والتي تدعمها الولاياتالمتحدة , وهذا يخبرك القصة كلها . وكما ذكر محمد لقد تم إضعاف قوات القاعدة في الجنوب إلى حد كبير وذلك بعد الهجوم الأخير الذي نفذته قوات الجيش . ويقول " تنظيم القاعدة في الوقت الراهن يمارس حرب العصابات ضد قوات الجيش والتي يعتمد فيها على متعاونين من داخل هذه المؤسسات العسكرية كما تعتمد أيضا على عنصر المفاجأة . ويلخص قوله : ينبغي لليمن وكذا الولاياتالمتحدة أن لا تكون من أولوياتهم التركيز فقط على تهديدات القاعدة , لأنه لم يعد التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد في الوقت الحالي , ان الخطر الأكبر الذي يهدد اليمن واستقرار اليمن إضافة إلى الأمن الإقليمي هو التوسع للجماعة الحوثي والنظام السابق الذي يحاول جاهدا إلى خلق مزيدا من الفوضى. *ترجمة عادل الحسني حصرياً لعدن الغد