لم أتخيل أو لم أتوقع أن أتلقى سؤالاً، مثل ما مصالح الإمارات في اليمن؟ أو لماذا تتدخل الإمارات في اليمن؟ ورغم هذا فإن مثل هذا السؤال يحضر، لا سيما لمن هو بعيد تماماً عن المنطقة، وبعيد أيضاً عن معرفة جوانب عميقة من القضية اليمنية، لذا يمكن الإجابة والتوضيح، لكن أن يتورط في مثل هذا السؤال البعض من العرب، فهنا تكون المعضلة، فلا تعليمهم ولا ثقافتهم ساعدتهم في معرفة الإجابة، هنا تدرك أن سؤالهم ليس استفهامياً وإنما عبثي لا أكثر. لن أتحدث أو أجيب بشعارات، وإنما الحديث سيكون من خلال الواقع الدولي والقانون، أولاً، اليمن بلد موقعه الجغرافي امتداد طبيعي لجميع دول الخليج، بمعنى أننا جميعاً نعيش في منطقة واحدة وحيز جغرافي واحد، وهنا تحضر الجغرافيا السياسية، لتكون مبرراً كبيراً لمنع أي تدهور أو فوضى في هذا البلد العزيز. الثاني، الجانب القانوني، حيث توجد مبادرة معترف بها دولياً، وهي المبادرة الخليجية، وقد نظمت الانتقال السلمي للسلطة وتداولها في هذا البلد، وما حدث هو انقضاض على هذا المشروع والانقلاب عليه لإسقاط الشرعية، ولذا جاء القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن داعمة للتدخل، فضلاً عن هذا جميعه، فالحكومة الشرعية طلبت المساعدة من أشقائها، حتى الآن الأمور واضحة للجميع. نأتي للجانب الأخوي والديني والجوار، وهي قيم يرفعها البعض من العرب متى ما أرادوا وينكسونها متى ما أرادوا، وفق المصلحة والهوى، لكننا في الإمارات نرفعها دوماً عالياً، ونجعلها ترفرف ليشاهدها الجميع. بقي القول إننا في اليمن للمساعدة لبناء هذه البلد العزيز، ودعم أهلنا هناك بالطعام والغذاء والكساء والدواء، نحن هناك لمنع الظلم والفوضى والحرب الأهلية، ومنع انزلاق أشقائنا لأتون حرب لن ترحم أحداً.