شعر - انس خالد من يعرف تاريخ مدينتنا .. من يعرف وجع الحاضر والماضي .. من يعرف هذا الوجع المتلاحق مثل الأمواجْ حتماً سيلاقي قلبي مكسوراً كالوطن المزروع بداخل أشلائي هذا الوطن المصلوبْ مثل مسيح ينزف فوق الصلبانْ هذا الوطن المسلوبْ من أول حبة رمل .. إلى آخر نقطة بحر .. صلبوه زماناً باسم الثورة والثوارْ ! صلبوه زماناً باسم الدين وباسم الله ! عدنٌ اسم الجنة والفردوسْ لكن في وطني ماعادت غير الأحزانْ ماعادت غير عصابات تنهش لحم الإنسانْ أشباح الموت تطاردنا في كل مكانْ هذا يقتلُ كي يثبتَ أنْ لن يبقى غيرُ الأقوى .. هذا يقتلً كي يحيا .. هذا يقتل باسم الرحمانْ عدنُ مدينتنا .. كانت فاتنةُ العشاقْ يأتيها أمراءُ الدنيا كلٌ يفدي عينيها .. كلٌ يطلبُ أنْ تطفىءَ نارَ الأشواقْ صارتْ عدن مدينتنا فرحاً مسروقاً من شفة الأزمانْ وأغاني هاربة كي يدخل فينا سيفُ الأحزانْ ودموع ساقطة أكبر من أمطار الدنيا صارت عدن مدينة بؤس صارت أطلالاً من ماض ولى ورماداً .. لن تكفي صفحات الدنيا كي أصفَ الحزن المطبق فوق سماوات مدينتنا أو أصفَ الوجع المتسلل بين زوايا مدينتنا أو أصفَ القهر الضارب في أعماق مدينتنا .. فالوجع كبيرٌ في بلدي صارت عدن شواطىء من حزن يجتمعُ الألمُ عليها صارت عدن حزناً يعتصرُ قلوب أهاليها يكبرُ .. يكبرُ .. فيثور الناس لعل الثورة تنجي فينا عدن الإنسانْ في هذا الزمن الآتي بالأحزانْ سأظل انادي : يا عدن الثورة يا وجد الإنسانْ يا فاتنتي ياعدن الحب الأسمى والوجع الأسمى يا وهج الثورة يا صوت الحق على الطغيانْ لو زاد القهرُ سنيناً لن يمنعنا أن نهواك لو زاد الموت سنينا لن يمنعنا أن نفديَ عينيك .. يا عدن هوانا .. ماعدتُ أرى في هذي الدنيا إلاك قومي يا واحدتي كي نمحوً من هذي الدنيا قهر الأزمانْ