هناك حكمة شهيرة تقول ومن الحب ما قتل وتكاد هذه الحكمة ان تنطلق على بعض الاباء والذين يتوهمون ان اسلوب القسوة والعنف مع اطفالهم قد يصنع من اشخاص اسوياء ورجال كما يقال او يجعل من الفتيات شريفات وعفيفات كما ان بعض الاباء ونتيجة تعاطي الكحول والمخدرات وادمان هذه الاشياء تجده يتصرف مع اطفاله دون رحمة وعطف وفي كل الحالتين فأن هذا الاسلوب والذي يطلق عليه العنف الاسري لا يصنع رجالا ولا شريفات وعفيفات بل يصنع اشخاص معقدين محبطين فاشلين في مستقبلهم كله نتيجة هذه الاساليب التي تتخذ معهم في الطفولة، تفاصيل اكثر في التقرير التالي: ظاهرة قديمة ولا زالت
ظاهره العنف من الظواهر الإنسانية فهي قديمة قدم الأزل وقد تطورت وتنوعت بأنواع جديده فأصبح منها العنف الأسري والعنف الديني والعنف السياسي، كما ان ازدياد انتشاره اصبح امراً مثيراً للدهشة سواء على مستوى العالم والمجتمعات الاخرى. والعنف الاسري يعد احد ملامح العنف الذي يؤثر بشكل كبير على استقرار المجتمع وهو اشهر انواع العنف في زمننا هذا.
الرأفة والإحسان ان الأسرة تمثل المأوى الدافئ والملجأ الآمن والمدرسة الاولى ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة والمودة والحب والاحترام المتبادل والتعاون اساس لتكوين علاقة اسرية سليمة، والمسؤولية تقع بين كل افراد العائلة إلا ان مسؤولية هذا الامر تقع بدرجة كبيرة على المرأة فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله عليها فهي تعد العضو الأسري الاكثر قدرة على شحن الجو العائلي بل الحب والمودة.
ضحايا العنف تبينت الدراسات التي اجريت في الدول العربية على ظاهرة العنف الاسري في مجتمعاتها ان الزوجة هي الضحية الاولى وان الزوج هو المعتدي الاول، ويأتي بعدها بالترتيب الابناء والبنات كضحايا للاب او للأخ الاكبر، وبنسبة99% يكون مصدر العنف الاب.
مسببات ودوافع ان ابرز مسببات العنف الأسري هو تعاطي الكحول والمخدرات وايضاً الامراض النفسية والاجتماعية لدى الزوجين او كلاهما، وينقسم المسببات الى: دوافع ذاتية: هي الدوافع التي تنتج من ذات الإنسان والتي تقوده نحو العنف. -الدوافع الاجتماعية: هي التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل حسب مقتضيات هذه التقاليد قدراً من الرجولة في قيادة اسرته من خلال العنف والقوة بأنه هو المقياس الذي يبين مقدار رجولته وإلا فهو ساقط من عداد الرجال.
اثره على الابناء يتسبب العنف الأسري للأبناء وخاصة الاطفال الى نشوء عقدة نفسية التي تتطور وتتفاقم الى حالات مرضية او سلوكيات عدائية إجرامية وايضاً الاحساس بعدم الامان. وكثر الخلافات والمشاجرات الزوجية امام الابناء حتماً ستؤثر سلباً على حياتهم بسبب مشاهدتهم ومراقبتهم للخلافات التي تحدث بين آبائهم وامهاتهم وكيف يتم تعاملهم مع بعضهم البعض بشكل سلبي، والعنف تجاه النساء يخلق تأثير سلبي مما يدفع البعض وخاصة البنات الى كراهية الرجال وكراهية الحياة الزوجية وبالتالي سيحدث إرباك في النسج الاجتماعي.
العلاج والتخلص ينبغي العمل على تطوير الثقة بالنفس لدى الطفل وابعاده عن جو العنف وعن الشخص الذي مارس عملية العنف. وفي الغرب توجد مراكز بالإمكان اللجوء إليها حيث تتم حماية الاطفال والمراهقين من العنف ومعالجتهم للتخلص من الآثار السلبية للعنف، اما في البلدان العربية فلا توجد مثل هذه التأهيلات، لذلك نناشد الحكومة لكل بلد عربي توفير مراكز تأهيل للعلاج وعمل دورات وندوات ومحاضرات على مدار العام للحد من انتشار هذي الظاهرة وحماية الاشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من اشكال العنف.
الحلول الوعظ والإرشاد الديني مهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الاسري إذ ان تعاليم الدين توضح اهمية التراحم والترابط. تحسين الظروف المعيشية لكافة الأسر وتوفير فرص عمل. تقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون الى الأسر التي ينتشر فيها العنف.