الشيخ. ناصر الشيباني: بعض الآباء والأمهات يحولون منازلهم إلى جحيم وبيئة طاردة والضحية الأبناء د. معن عبدالباري: القات وضآلة الدخل المادي والعلاقات مع الأقارب عوامل رئيسية للعنف الأسري في اليمن ارتفاع درجة الحرارة وتزايد الغبار في الجو في مثل هذا لشهر وفي أتون سلسلة الأزمات المترتبة عن أزمة البلد وأثرها في مجرى الحياة اليومية.. أصبح المزاج الحاد مفردة رئيسية في أحاديث الناس والتوتر حالة سائدة.. وإذا كانت الدراسات النفسية لعلاقة العنف الأسري تؤكد ارتباط الظاهرة ببعض شهور السنة، فلماذا لا نصرخ في وجه المجتمع محذرين: احترس أنت في عز الحر! ذلك أن البعض يخوض مشاحنات وأعمال عنف في إطار الحياة الزوجية مما يعني اضطراباً له أثره على أوضاع الأسرة. وضع الأسرة من قدر له أن يحيط بوضع الأسرة في مجتمعنا وما تعانيه من مشكلات نفسية واجتماعية وأن تقف على ما يقدم إلى محاكمنا الشرعية من دعاوى الخصومة الزوجية أيقن أننا في أشد الحاجة إلى إصلاح اجتماعي يهتم قبل كل شيء بوضع العائلة والعلاقة بين أفرادها. هكذا ينظر فضيلة الشيخ العلامة ناصر ابن محمد الشيباني لمشكلات الأسرة ويضيف قائلاً: اضطراب الحياة الزوجية عامل كبير من عوامل اضطراب الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة، ونعتقد أن هذه المشكلة ليست قائمة في مجتمعنا فحسب، بل هي في المجتمعات والشعوب كلها. كما نعتقد أيضاً أن هذه المشكلة ناشئة عن الغموض والفوضى في الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة فلو استقام الأمر بينهما على حب روحي كريم وعلى حق واضح صريح يعرفه كل واحد منهما ويطبقه على نفسه ويطالب به نفسه قبل أن يطالب به الآخرين لارتفع المستوى الاجتماعي في البيت إلى حين تنعم الأسرة كلها بالأمن والسعادة والاستقرار.. وقال الشيخ ناصر الشيباني: إن الله أمرنا بالزواج لنكون الأسرة، ولتكن الأسرة سكناً للرجل وسكناً للمرأة ولتكن بينهما مودة ورحمة. لقد فسر المفسرون هذه المودة وهذه الرحمة “بالذرية” وإذا حصل السكن.. ومعنى السكن: الراحة والهدوء والانسجام بين الزوجين لكن بعض الآباء والأمهات بخلافهم ونزاعهم جعلوا من البيت جحيماً ونعوذ بالله من نار الجحيم، وضحايا هذه المشكلة هم الأولاد وحدهم.. لأنهم تشربوا الخلاف مع اللبن.. وسيعيشون فيما بعد في مشاكل تتجدد إلا من عصمه الله. أسباب العنف الأسري وبنظرة عابرة في أدبيات مختصين في مجال الطب النفسي وثمار جهود الباحثين حول أسباب العنف الأسري في اليمن وعلاقة الظاهر بموسم الصيف نجد أن أسباب العنف الأسري حسب دراسات حديثة أجريت في اليمن على النحو التالي: السبب الأول: القات بنسبة 51 % الانفاق المادي 42,6 % تلبية احتياجات الأطفال 27.5 % العلاقات مع الأقارب 19.6 % الاضطرابات النفسية وإدمان العقاقير 13.7 % السبب السادس: الخيانة الزوجية والشك 13.2 % إلى جانب تعاطي الخمور 13.2 %. العنف في فصل الصيف يؤكد أ.د معن عبدالباري قاسم رئيس الجمعية اليمنية للصحة النفسية أن البيانات التي خرجت بها الدراسات الميدانية تكاد تتفق على شيوع العنف الأسري في فصل الصيف وإن اختلفت بفارق أشهر بسيطة من نسبتها العليا حيث هي في صنعاء 13.5% في شهر أغسطس، تعز سبتمبر 18%، حضرموت مايو 18%، لحج أبريل 20%، ماعدا محافظة أبين التي جاءت الأرقام عكسية حيث النسبة العليا لشيوع العنف الأسري في الشتاء مع مطلع العام يناير 15.7% وينحسر صيفاً على ماهو عليه في بقية المحافظات التي نفذت في الدراسة. المناخ والسلوك ورغم أن البحوث لا تزال محدودة بشأن علاقة السلوك بالمناخ يرى د. معن أن هذه البحوث تعزز الافتراض بوجود علاقة ارتباطية بين السلوك والمناخ. وعلى مستوى المحافظات اليمنية تشير النتائج الإجمالية إلى أن شهري سبتمبر 10.9 % ويوليو 10.5 % وهما شهرا القمة في حدوث العنف الأسري، وعموماً فإن الفترة منذ مايو وحتى سبتمبر بداية شهور الصيف اليماني وحتى نهايته هي الفترة الزمنية التي يشيع فيها العنف الأسري بنسبة إجمالية تصل إلى 48.9 % كما ينخفض حدوث العنف الأسري في الشهور الممتدة من نوفمبر وحتى مارس إلى 33.6 %. ضد النساء الدكتور معن يستخلص من هذه البيانات والأرقام أن العنف الأسري ضد النساء يشيع في فترة الصيف عنه في فترة الشتاء. الكهرباء والعنف في إطار الأسرة اليمنية الكبيرة تلعب أزمة الكهرباء والوقود عموماً دوراً كبيراً في وصول الشعور بالتوتر والكآبة إلى أبعد مدى؛ لأن مظاهر الأزمة تجعل الحر غولاً فلا مروحة ولا براد ولا انتظام لمهام الناس وخاصة ربات البيوت؛ وبالتالي يتعكر المزاج فيهرب من يستطيع الهروب إلى المقوات ليلاقي في المساء كشف حساب على سلوكياته في النهار بسبب تأخر الطبخ وموعد الغذاء وعدم حصوله قبل ذلك على الملابس بكامل خدمات الزوجة المنشغلة في ترقب عودة التيار وفض الاشتباك بين الأبناء نتيجة تصادم الأذواق والاستحواذ على ريموت التلفزيون عند عودة التيار. زمنية حدوث العنف واستنتج الدكتور معن من بيانات دراسية أن النسبة العليا لحدوث العنف يومياً ضد الزوجة كانت في تعز بنسبة 46 % وأٍسبوعياً في صنعاء 30 % وشهرياً في لحج 27.9 % وفي أبين بنسبة 41.4 % في حين كان العنف فصلياً في حضرموت بنسبة 37.5 %. أما النتائج الإجمالية لعموم عينات الدراسة في المحافظات فقد أشارت إلى حدوث العنف يومياً بنسبة 27.5 % ثم شهرياً بنسبة 27.00 % يليه أسبوعياً 24 % ويستخلص الدكتور معن عبدالباري.. من الأرقام بأن هناك اختلافا لشيوع زمنية العنف ضد الزوجات من محافظة إلى أخرى باختلاف اليوم، والفصل وهو بحاجة إلى مزيد من الدراسة المعمقة لتأكيد جملة من الافتراضات، تأتي في مقدمتها الكثافة العددية للسكان، وقوة العادات والتقاليد.