اختتم ولد الشيخ إسماعيل جولاته المكوكية التي تنقَّلَ فيها بين الرياض وصنعاء التقى خلالها بالأطراف المتحاربة في اليمن ، الرئاسة الشرعية ، وقادة الإنقلابيين ، تركزت مباحثاته حول وقف الحرب المشتعلة بين الطرفين منذ عام واحياء المسار السياسي ، وقد تسربت بعض المعلومات أن جولة المحادثات القادمة ستكون في الكويت في الشهر الحالي في الثامن عشر منه ، لكن السؤال المطروح هنا ، هل هناك جدية فعلا من قبل الإنقلابيين للدخول في مفاوضات تضع حدا لنزيف الدم ووقف معاناة المواطنين ، وكذلك من قبل الشرعية ، لكن ما يدور على الأرض شيء آخر حيث تحتدم المعارك في كل الجبهات ويحشد المتمردون رغم انكساراتهم في كل الجبهات آلاف المقاتلين من الأطفال الذين يأخذونهم من مدارسهم ويلقون حتفهم على أيدي قوات التحالف العربي ، هل يمكن القول إن هذه المعارك ، هي معارك اللحظات الأخيرة التي يحاول كل طرف أن يعزز موقفه التفاوضي من خلال تحقيق انتصارات على الأرض ؟ ، أم أنه لاتوجد نوايا حقيقية لدى الطرفين في ايجاد تسوية فعلية تنقذ ما تبقى من هذا البلد المدمر وهذا الشعب المشرد الجوعان . على ما يبدو أن هناك ضغوطات سياسية قوية اقليمية ودولية تمارس على الأطراف المتحاربة للدخول في تسويات سياسية ، لإيجاد حل لهذه الحرب الكارثية ،ولاسيما في ظل عدم وجود مؤشرات فعلية تدل على قرب الحسم العسكري وارتفاع كلفة الحرب بشريا وماديا ، ويقال إن المتمردين أبدوا ليونة لتنفيذ القرار الدولي 2216 ، والأيام القادمة ستثبت لنا مدى صدق هذه النوايا أو عدمها ، لكن ما يهمنا بدرجة أساسية نحن الجنوبيين موقعنا من الإعراب ، هل سيكون لقضية الجنوب العادلة مكانة في هذه المحادثات والتسوية القادمة ، بحيث يحضر ممثلون عن الجنوب على قدم المساواة مع باقي الأطراف المتصارعة الأخرى ، أو سيكون هذا اللقاء مثل سابقيه يٌحرَم الجنوبيون من أي تمثيل وينتهي كما انتهى مؤتمرا جنيف وسويسرا دون نتيجة تذكر . يجب أن يكثف الجنوبيون جهودهم واتصالاتهم بالأطراف الإقليمية المؤثرة ، وخاصة السعودية والأمارات وكذلك الدولية ، والاتفاق حول رؤيا وقيادة موحدتين ، باسم أبناء الجنوب لمؤتمر السلام القادم وعلى أبناء الجنوب الالتفاف حول هذه القيادة ودعم الرؤيا الموحدة ، التي تحدد مصير الجنوب مستقبلا ، فالخطر لازال قائما على الجنوب ، ليس فقط من الجماعات المسلحة التي تنتحل اسم القاعدة وداعش ، وإنما من محاولة اعادة غزو الجنوب تحت حجة محاربة الإرهابيين ، مما دفع المبعوث الأممي ولد الشيخ توجيه تحذيرات شديدة اللهجة الى بعض القادة العسكريين المحسوبين على الشرعية من مغبة ارسال أية قوات عسكرية الى الجنوب لأن ذلك من شأنه تقويض جهود الأممالمتحدة لإيجاد حل للصراع في اليمن .