للأسف الإعلام في عدن يتعامل وكأنه عشيرة أو قبيلة ، وتسيطر عليهم فكرة ابن المهنة حتى تتغلب مقاصدها فتغلب عليهم فيتحولون بها الى فئة متعصبة تقدس الانتماء الصحفي وترى فيما وراء هذا العنصر ان خيارات المنتسبين الى الاعلام في اتجاهات التغطية للقضايا الوطنية هي حرية شخصية ينبغي على الجميع أن يحترمها مهما تجاوزت المألوف في اتساق المواقف القبلية والبعدية لهذا الإعلامي بين مرحلتين أو محطتين تعارضت بينهما تغطياته للخبر .. وبرغم ذلك يجب على الكل الا يستعمل هذا التناقض كمحطة للنقد عليه وإلا فإن جميع الإعلاميين ؛ برهم وفاجرهم ؛ سيتضامنون مع ابن العشيرة وسيتنادون إلى نصرته في وجه هذا الاستهداف الغير مشروع ؛ وسيتحدون ضد المؤامرة التي تتخذ من حق التغطية المتقلبة منعاه ومنتقدا على سلوك الإعلامي الذي أثار الانتقاد وتحول إلى مظلوم يتعين على الإعلاميين الا يتركوه لظالميه .. رأينا في الأيام القليلة المنصرمة عينات من الاصطفاف الإعلامي الشامل لقطاع الإعلاميين في عدن في مناسبات تعالت فيها الانتقادات على منحى بعض الإعلاميين المتماهي مع سياسات إعلامية خارجية اتخذت خطا يتعارض مع أهداف القضية الجنوبية وانتهجت تعتيما لفعالياتها بالتوازي مع وجود هذه الكوادر الجنوبية الإعلامية في قلب هذا النهج الذي لاقى انتقادا واسعا في اوساط الجماهير الجنوبية المنادية بالتحرير والاستقلال .. فكلهم يدافعون عن زميل في المهنة ولو كان غارق في الغلط حتى أذنيه ؛ يهرعون إلى نصرته مثلما قال الشاعر : لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النازلات على ما قال برهانا وبالعودة إلى موضوع الإعلامي ردفان الدبيس بما أثاره من ضجة بسبب تجاهله تغطية المليونية الاخيرة والانتقال عشية الحدث إلى تغطية الأحداث في محافظة تعز ؛ بخصوص هذا الموضوع أود أن اطرح هذه الأسئلة في طريق الإعلامي المبدع ردفان الدبيس لعلها تجد حظا من الاستعبار في مسيرة هذا الإعلامي الذي بدأ متألقا حينما بدأ .. ان ما رد به الاخ الدبيس عن خطيئته الكبرى بخصوص تجاهل المليونية الاخيرة والتعلل بنهج قناة العربية التي لا يملك الاعتراض عليها هو في الحقيقة عذر أقبح من ذنب .. الدبيس قال دفاعا عن موقفه إنه قام بواجبه في الحرب وأنه لا تثريب عليه أن يبحث له عن وظيفة بعد النصر ؟!! وأتوجه إلى الأخ ردفان بهذا التساؤل البسيط ؟ أولا : أين هو الانتصار والتحرير الذي تتحدث والجنوب تحت الاحتلال ويرزح تحت الحكم الوريث الذي يحكم امتدادا لنظام 7 يوليو 1994م ؟ ثانيا : لقد عشت زمنا طويلا وانت تردد في قناة عدن لايف بأنك لا تريد العيش إلا حرا في جنوب التحرير والاستقلال ؟ فإذا كان الأمر كذلك فكيف يطيب لك ان تبحث عن وظيفة محترمة وانت تضيع وطن وتقبر حريتك واستقلالك ؟ وبخصوص القول انه لا يستطيع التقرير في سياسة قناة العربية ؛ فما يجبرك اذن على العمل في قناة تعترف جليا بأنها تعادي خيارات الجنوبيين ؟ وألم تعلم أن المراسل الاعلامي أحمد غراب قد جير قناة بي بي سي الاعرق من قناتك البالية الوضيعة وسخرها بتغطياته للشأن اليمني لصالح الخط الفكري الذي يريد له أن يتعمم عبر هذه القناة الأشهر عبر العالم .. بينما انت مراسل لقناة العربية ؛ والآخر مراسلا لقناة الإخبارية السعودية ؛ وذاك رئيسا لقناة الغد المشرق ؛ وهذاك مراسلا لقناة أبوظبي ثم تقولون جميعا حين يحين الجد اللهم سلم ،، سلم ،، وظيفتي ،، وظيفتي ،، انا عبدالمأمور ،، انا عبدالمأمور .. يا هؤلاء أفلا تكونوا اسيادا مع اسياد الجنوب وهم يغامرون باغلى من وظيفة عبد في قناة عائلية ويحضرون المليونيات لأنهم لا يفقهون إلا الجنوب العربي وظيفة ومنزلة ومرتبا ،،،