توقفت عن الكتابة لفترة طويلة وكان اخر مقال لي في نهاية شهر ديسمبر لعام 2011 وذلك بسبب الاحداث المتسارعة وبسبب موجة التخوين لأي شخص لا يتفق مع توجه بعض القراء او بعض المحسوبين على تكتلات او تجمعات ولأسباب اخرى لا استطيع الخوض فيها ما دعاني للعودة للكتابة هي محاولة للوقوف على مفارقات تحصل تدعوا للاستغراب والدهشة مفارقات هي السبب الرئيس بوصول الاحداث إلى ما هي عليه. استغرب حينما ارى معشر المفسبكين في الشمال وعلى وجه الخصوص مفسبكين الحالمة تعز الحزبيين المنتميين للمشترك بشكل عام والاصلاح بشكل خاص حينما تركوا الشمال والحوافيش وحصار تعز وركزوا جهدهم على رصد كل كبيرة وصغيرة في عدن وحشدوا طاقاتهم للاستنقاص من ابنائها وشبابها الذين حرروا بفضل الله ثم بجهدهم ودعم قوة التحالف لهم, يا ابناء الشمال وابناء المناطق الوسطى بالتحديد المتحزبين لسنا من قاتلكم واخرجكم من دياركم بل كثير مننا شارك المقاتلين الحقيقيين من ابناء الشمال معاركهم ضد الحوافيش واستشهد من نحسبهم بإذن الله شهداء في جبهاتكم وجرح من جرح و نحن لم نحاربكم ولم نحاصركم بل فرحنا لفرحكم وحزنا لحزنكم وان كان هناك سفهاء من طرفنا فردوا عليهم ولا تأخذونا بجريرتهم فلا يوجد معصوم من الاخطاء هناك سفهاء من كلا الطرفيين مع وجود قلة من عسس الحوافيش وعبيد الاحزاب تنتحل معرفات وهمية غرضها الفتنة وكم افرح من العقلاء من الجانبيين حينما نراهم يردون الإساءة بالحسنى ويؤدون الفتنة . يا ابناء الشمال لن يكتمل نصركم إلا إذا قطعتم صلتكم بالأحزاب وخصوصا الاحزاب التي كانت شريكة لعلي صالح ومحللة لجميع تصرفاته والتي اختلفت معه فقط بسبب انه لم يعد يشاركهم بالسلطة كما قال حميد بان عفاش كان يشاور كبير ال الاحمر بقرارته قبل ان ينفذها وبعدها اهملهم فانقلبوا عليه وكثير من المقاومين في الساحة اثبتوا ان حزب الاصلاح كان عائق للمقاومة خرج عفاش بحشوده فلم يتناول حشوده إعلام الإصلاح ولكنه ذهب لينتقد حشود خور مكسر المطالبة بحقوقها المشروعة، وهنا أؤكد بان ليس كل اصلاحي او مؤتمري فاسد فهناك كثيرين طيبين ولكن ليس لانتمائهم للإصلاح ولكن بسبب اصالة معدنهم وندعوهم لتكوين احزاب نزيهة يكونوا هم نواتها وموقفي من معارطة عفاش بالطاء وليس بالضاد واضح في هذا المقال منذ سنوات "ليس من حق المشترك اسقاط النظام " ارجوا ان تراجعوا انفسكم وتفكروا في لحظة صدق بتجرد من اي تحيز إلا التحيز لله عز وجل والعدل والصدق . استغرب حينما ارى بعض المفسبكين من الجنوب تركوا المرحلة الحساسة التي تمر فيها عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام وانبروا لمراقبة ما يجري في الشمال بشكل دقيق والعكوف على سرد تحليلات عن عفاش والحوثيين وما يدور بينهم والتهكم على كل الشمال بالكلية بصالحهم وطالحهم حتى المقاومة الشريفة الغير حزبية لم تسلم من الاستهزاء وليت الانتقاد كان في طور منمق ولكنه انزلق إلى مربع السب والشتم والكلام السوقي بالأساس ليس من مصلحتنا ان تسوء الاوضاع بالشمال فأن سقط الشمال في براثن الحوافيش مرة اخرى وبوضعنا الحالي ستكون العواقب وخيمة ان ما يتوجب علينا هو دعم المقاومة الغير حزبية وتقويتها والابتعاد عن زرع الضغائن فهناك شمالين عانوا مثل ما عنينا وجبهات ملتهبة تعمل بصمت أنشغل عنها الإعلام وما يزيد استغرابي هو استهداف شخصيات شمالية لم تكن يوما شريكة بظلمنا لم تنهبنا ولم تسرقنا ولم تتحدث علينا بسوء مثل الشيخ حمود المخلافي وإن كان عليه تحفظات إلا أنه يحسب له ان من اهلة موتى وجرحى شانه شان بقية المتضررين بتعز وهوا محبوب من قومه فكما نحن نغضب حينما يتم استهداف رموزنا فغيرنا يغضب حينما نستهدف رموزه بطريقة مخلة للأدب . حينما ارى كثافة الحشود في ساحة خور مكسر استغرب كيف أن الحوافيش ظلوا سبعة اشهر ونيف في عدن واستغرب كيف ان حتى هدة اللحظة بيحان وكرش وميكراس مناطق تدار فيها حروب طاحنة مع الحوافيش وكيف ان القاعدة موجودة بحضرموت وأبين فلو ان ثلث حشود ساحة خورمكسر حاربت لأندحر الحوافيش في اسابيع قلائل واستأصلت القاعدة ولما كان هناك كثير من الجرحى ومن نحسبهم بإذن الله شهداء من ابناء عدن ومن ساندهم من بقية المناطق وإذا تبرع ثلث الحاضرين بمبلغ ألف ريال او تبرعوا بقيمة حزمة قات وعلبتين سجائر لصالح ذوي الشهداء والجرحى وذويهم لتعالج ثلث الجرحى الموجودين وهم قليل ولكن الاهمال محيط بهم والخذلان غرس طعناته بهم وخلف جروح غائرة ولعل ما يلخص فكرتي بهذة الفقرة وهي حقائق لا يمكن نكرانها تصريح الوزير السابق عوبل لعدن الغد "وزير جنوبي سابق يفتح النار : الجنوبيون لم يحرروا عدن وعفاش لم يخرج من الجنوب" بل أستغرب كيف نتغنى باننا نريد دولة القانون والنظام ونحن نرى المخلفات الملقاة بالساحة ولم يكلف اي محتشد نفسه فقط بتنظيف مخلفاته نعم الامم الراقية تسود وتعكس ثقافتها من اهتمامها بالأمور الصغيرة. أستغرب واندهش من الذين يقلون باننا تجاوزنا المناطقية وواحدية الفكر والاستئثار بالسلطة وهم يثورون إذا ما انتقد شخص بارز أو مسؤول من منطقتهم وهم لا يعلمون ان المسؤول ملك للمنطقة والمؤسسة التي يخدم فيها وانتقاده في طور الاحترام شيء مهم لتحسن ادائه واداء المؤسسة التي يديرها والمناطقية والتفرد يظهران ايضا بشكل جلي في المنصة وذلك ما ذكرته الاستاذة العدنية والمربية الفاضلة سعاد علوي في منشور كتبت في بدايته هذا الوسم " الجنوب لجميع ابناءه لكن المنصة ليست للجميع " في 17 أبريل واستغرب من مطار مغلق في عدن ومفتوح بصنعاء مع استقرار نسبي لمستوى الخدمات في صنعاء وتدهور لمستوى الخدمات في عدن وهذا يدل على ان العلة فينا ومن الإجحاف بمكان التغافل عن التحسن الأمني بعدن ونرجو من المحافظ قرارات حاسمة لتحسين الخدمات كما فعل أبو العدنيين الشهيد بإذن الله المحافظ اللواء جعفر محمد سعد والذي مع شحة الموارد بفترته إلان ان الخدمات كانت افضل مما هي عليه, واستغرب من الميسورين ومن القيادات المفرخة التي لا تجد لها حضور إلا في الاعتصامات من اجل إيجاد مساحة لها في السلطة في المستقبل فذلك يتبرع بقيمة اجرة الباصات للمحتشدين وذاك يتبرع بثلاثة ملاين ريال لصالح الاحتشاد وكان احق بها الجرحى وذويهم وذوي الشهداء لم نسمع من ميسور بانه تكفل بكلفة علاج جريح بشكل كامل الا ان هناك خيريين بالخفاء لكن بجهود محدودة. أستغرب كيف نريد دولة وان يلتفت العالم لنا ونحن عجزنا عن إيجاد قيادات شابة مثقفة نزيهة مؤهلة ومازلنا متمسكين بقيادات عجوزة وكما قال المثل من جرب المجرب عقله مخرب حتى الان لم نتقن احتراف اللعبة مع العالم ومازلنا نخلط الحماس بالسياسة فضعنا , ونرجو أن تنجح الحملة الامنية بابين ونرجو النجاح للجميع ،هناك منشور مررت عليه وبه تسجيل يتكلم عن خطورة تتبع عورات الناس بعنوان" إلى من شغل نفسه بذكر عيوب الناس " بإمكانكم البحث عن طريق تطبيق الفيس بوك بوضع العنوان فقط واختم بهذة : إذا رُمتَ أنْ تَحيا سَليماً مِن الأذى *** وَ دينُكَ مَوفورٌ وعِرْضُكَ صَيِنُّ لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ *** فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً *** فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُنُ وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحْ مَن اعتَدى *** ودَافع ولكن بالتي هِيَ أحسَنُ هذه الأبيات منسوبة للإمام الشافعي - رحمه الله - والله أعلم إن كانت له أو لغيره.