إن وتيرة الأحداث المتسارعة في اليمن ،فضلا عن تطورات الأوضاع في المنطقة العربية ،والمرحلة الحرجة والعصيبة التي يمر بها الشرق الأوسط ،والذي يشهد فيها أكبر وأخطر عملية إعادة هيكلة للنظم السياسية القائمة ،وفقا لمشروع الشرق الأوسط الجديد ،والتي سيترتب عليها تكوين توازنات جديدة في المنطقة ،ودعم وتأهيل أنظمه جديدة ،تحكم دول الشرق الأوسط الجديد ..تجعلنا نتكهن بإن اليمن تم تحويلها إلى ساحة حرب إقليمية ودولية ،تنفيذا لهذا المشروع الذي يهدف إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ،في ما يخص الشأن اليمني ،حيث ينبئنا تا ريخ الدبلوماسية الدولية أنها تضمر أكثر مما تظهر وما لا تظهر تتكفل المصالح الكبرى بإظهاره في شكل تسويات تعبر ،في النهاية ،عن موازين القوى القائمة ،مما يوحي بإن هناك صفقه تطبخ على نار هادئة لحل الأزمة اليمنية .وليس من المبالغة القول إن " مفاوضات الكويتاليمنية " المنعقدة حاليا في الكويت تتضمن اهداف غير معلنه ،بشأن حل الأزمة اليمنية ،تمثل جزءا من هذه الصفقة ،التي ستؤدي إلى تسويات تلبي مصالح هذه القوى الاقليمية والدولية التي ترعى الحوار والمفاوضات اليمنية .. فقد بينت الأحداث الجارية في اليمن منذ عام ،إن موقف تحالف الحوثي وصالح يتناغم مع الإجماع الدولي والإرادة الدولية بشأن الحرب والحوار والمفاوضات اليمنية ،مما يعني إن العيب، ليس في تحالف الحوثي وصالح ،وإنما في الإباحية السياسية الدولية ،في ما يخص الشأن اليمني .وإن هذا التحالف ما هو إلا أداة من أدوات هذه الإباحية السياسية الدولية ،يتم تحريكها عن بعد ،للوصول إلى الهدف والمخطط المرسوم بالملي ،الذي تسعى إلى تحقيقه هذه الإباحية السياسية الدولية في ما يخص الشأن اليمني خاصة والمنطقة عامة .