لو أرادت أمريكا حسم الحرب في شمال اليمن للوحت بمحاكمة صالح والحوثي وأركان نظامهم بجرائم حرب في محكمة الجنايات الدولية .. أمريكا جزء من المشكلة أيضاً وهي ترى عملية عاصفة الحزم كنوع من التجاوز على السياسة الخارجية للولايات المتحدة وهي تسعى كغيرها لإفشالها أو تقليل الآثار الناجمة عنها. كلامي هذا ليس شماعة أعلق عليها بعضاً من مشاكل المنطقة أو يندرج تحت نظرية ( المؤامرة ) ولكن المتتبع للسياسة الخارجية للولايات المتحدة سيجد فيها الكثير من التناقضات والتي تسعى من خلالها لوجود نوع من ( الهيغلية ) التي تفرز تراكيب متناقضة يتم تجييرها لتحقيق مكاسب سياسية أو لإيجاد نوع من الضغط تجاه دول الخليج للحصول على تنازلات في قضايا أخرى. السياسة الدولية تتقاطع مع المسائل الخلافية في مناطق العالم وأمريكا ببراجميتها تعمل وفق أهداف محددة لتحقيق ديمومة للمحرك الأول لسطوتها ونفوذها وهو ( المال ) وكما يقول ميكافيلي : الغاية تبرر الوسيلة. إن القراءة المتعمقة للسياسة الأمريكية وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية يبرز بصورة واضحة القاعدة الهشة التي تستند عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية وهذه القاعدة أصبحت في عهد الرئيس باراك أوباما تبدو بصورة باهتة ناهيك عن تشظي اللوحة الإستراتيجية للولايات داخلياً ونشوء قوى إقليمية عظمى خارجيا الأمر الذي يهدد الهيمنة الأمريكية التي تتخذ من ( الورقة الخضراء ) مضلة تتحرك وفق معطياتها ومدى قوتها في تسيير العالم. العالم بات قاب قوسين أو أدنى من صياغة منحى جديد للعلاقات الدولية التي تقوم على احترام الدول ومعاملتها بالمثل وما تصريحات تركي الفيصل مؤخراً حول العلاقات السعودية الأمريكية وبأنها لن تعود كما كانت سابقاً إلا مثالاً حياً وواقعياً لماهية العلاقات الدولية وعلاقة الدول العظمى بالدول الأقل منها قوة من الناحية العسكرية والاقتصادية وحول تلك المسائل العالقة والتي يصعب على المتلقي إدراك محتواها مسألة وجود إسرائيل في وسط عالم عربي يعيد صياغة تاريخ منطقته على يد الملك سلمان بن عبدالعزيز.