وفد الحوثي يطرح سؤال مهم وهو: لمن نسلم السلاح؟ في الحقيقة ان هذا السؤال يطرح نفسه بقوة على الجميع يمنيين وغيرهم ممن هم مهتمين بالوضع اليمني فلو تفكرنا قليلا في موضوع السلاح والجهة التي ستستلمه لوصلنا الى طريق مسدود خصوصا في الوقت الحالي. فليس هناك جهة جديرة او قل أمينة وبإمكانها الحفاظ على ذلك السلاح. ثم ماهي الضمانات ان تلك الجهة لن تستخدم ذلك السلاح ضد العزل او ضد من تراه هي عدوا لها .كالحوثي مثلا. فالبعض يقول يتم تسليم السلاح للجيش الوطني. من يقول ذلك عليه أولا ان يجيب على سؤال اخر أهم من الاول وهو: أين هو الجيش الوطني؟ في الحقيقة انه لا يوجد جيش وطني على الارض اليمنية طولا وعرضا ! فالرئيس عبدربه منصور هادي لا يوجد معه جندي واحد يتبعه ! بل حتى حراسته ليسوا يمنيين . وان كان المقصود بالجيش الوطني الذي يتزعمه المقدشي وبعض قيادات الاخوان .فهي الطامة الكبرى. لأن تلك الوجوه نفسها هي التي كانت تقتل المتظاهرين السلميين في الجنوب حينما كانت جزء من النظام السابق بذلك السلاح نفسه قبل ان يتم تسليمه للحوثيين بعد اقتحامهم صنعاء في 21/سبتمبر 2014م فالجميع يعرف واقصد هنا بالجميع (الشعب اليمني والخليجي والعربي) ان هذا الجيش او قل (ما يسمى بالجيش) ما هو الا جماعات متفرقة ومتناحرة ايضا . وكل مجموعه تتبع الشيخ او الضابط الذي يعطيها (الصرفة) اليومية وللدليل على ذلك فلننظر الى ما قدموا في هذه الحرب منذ بداية انضمامهم الى الشرعية حتى اليوم؟ الجواب: لم يقدموا شيء يذكر على الارض. وكل ما في الامر هو كلام فارغ تبثه الفضائيات التي يسيطر عليها اللوبي الاخواني في الرياض . وبالتالي فالحوثي طرح سؤال في غاية الاهمية عجز ان يجيب عليه المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ والمتواجدين معه في حوار الكويت من ممثلين للأحزاب اليمنية . فهذه النقطة هي من اصعب النقاط وعلى الاخوة في الخليج وخصوصا السعودية والامارات والمجتمع الدولي ان يفكروا مليا في ذلك. (وإلا كأنك يا بو زيد ما غزيت) وليس هناك من بد سواء ان تتواجد قوات سلام عربية وتكون هي الفيصل وهي المخولة باستلام ذلك السلاح من الحوثيين ومن مليشيات الاحزاب اليمنية وخروجهم من المعسكرات التي يحتلونها منذ عقود وبغير ذلك فلا اعتقد ان احد سيرضى ان يسلم سلاحه لمن يقاتله ويقصيه ليس من العملية السياسية بل من الحياة نفسها كما هو حاصل لشعب الجنوب منذ حوالي ثلاثة عقود . لن يكون هناك أمن ولا استقرار مالم يتدخل طرف ثالث واقصد هنا قوات سلام عربية لتكون فاصلة بين تلك الاطراف المتنا حرة في الشمال اذا ما اراد المجتمع الاقليمي والعربي والدولي حلا لازمة اليمن . مالم فستظل الاوضاع كما هي بل ربما تتدهور والى الاسواء وحينها لن تنفع المبادرات وسيعم الشر المنطقة وسيغرق الجميع والعياذ بالله .