لن أتغزل طويلا في مفاتن ( أبين) ومحاسنها الجميلة التي لطالما تغنى بها الثنائي الغنائي الإستثنائي (النسير والعطروش) لكني أجزم ان (أبين) تشوهت كثيرا وفقدت الشيء الكثير من جمالها وبريقها في زمن (حاكم سنحان) و(وحدة) السلب والنهب !! قُدّر ل(أبين ) بطيبها ولينها أن تدفع ثمن مواقفها وأهميتها غاليا وعاليا وبصورة حزينة تحكي تفاصيلها مشاهد البؤس وواقع المعاناة اليومية التي ترتسم على وجوه أبنائها جراء الحروب والقتل والدمار والفساد (المنظم) لتتحوّل أبين اليوم الى (إطلال) وهي التي كانت قبل (الوحدة) جوهرة الجنوب الفاتنة ! عندما اطلق (عفاش) لقب (بوابة النصر) على أبين عقب اجتياحه للجنوب بجيشه وقبائله عام 94 في محاولة منه لاستمالة أبنائها لصفه لإدراكه (حقيقة) أن من ساعده في هذا الاجتياح البربري قد يكون يوما سببا في إخراجه من الجنوب مذموما مدحورا .. لذلك (سلّط) عليها جنرالات الفساد والفيد وأمراء الحرب وعصابات الإرهاب ليرهقوها ويقضوا على كل شيئا جميلا فيها ، ومازالت صور ومشاهد (قاطرات) يحيى الراعي حاضرة في ذهني وهي تغادر (أبين) صوب (مطلع) محملة بمكائن وأجهزة وسيارات وآليات المصانع الحكومية وممتلكات المنشآت العامة والباصات والمازات ، حتى الابقار لم يشفع لها خوارها ف(رُحّلت) إلى مزارع الراعي بذمار ك(غنائم) ، وفي 2011 بلغ حقد (الأحمر الأسود )على أبين أعلى درجاته ، فسُلّمت (أبين) للجماعات الارهابية (القاعدة وانصار الشريعة) التي تُدار وتُدعم من القصر الرئاسي بصنعاء لتتحول (أبين) إلى ساحة للصراعات وتصفية للحسابات بين أمراء الحرب الذين مهما اختلفوا في الشمال فانهم يتفقون في الجنوب لتكون (أبين) حلبة صراع بين المتصارعين (الحمر) انتقاما منها وعقابا للرئيس (هادي) لتمرده على عفاش وهيمنته وطغيانه ، وكان الثمن فعلا غاليا حيث (اُغتيلت) الحياة تماما في (أبين) و (سُوّيت) المباني بالأرض .. قُتل الناس .. شُردوا .. هُجروا من ديارهم .. دُمرت البيوت على رؤوس سكانها .. دون ذنب سوى إنهم ضحايا لصراعات تجار الموت وأعداء الحياة .. لتبدو (أبين) اليوم (حزينة) و (مهمومة) تشدوا أو تشكوا مع (العطروش) من جور ما بها من ألم وقهر وظلم ! أحداث مؤلمة وعاصفة ، وصراعات كثيرة ومريرة وخطيرة بل ومثيرة شهدها الجنوب قبل (وحدة أم الجن) وكانت (أبين) طرفا فيها ، ومنها أحداث يناير (الكارثية) التي ظل (عفاش) يستخدمها ضمن محاولاته لشق الصف الجنوبي ، لكنها لم (تُذل او تُظلم أو تُدمّر) كما هو حالها اليوم ، بل ظلت (أبين) محافِظة على هيبتها وكرامتها دون أن يمسها أحد بسوء وبقيت (أبين) دُرّة الجنوب الخضراء .. معززة .. مكرمة .. مصانة .. وهنا استحضر جملة قالها لي العم سالم القملي فيها من (اللاءات) المنطقية الكثير (سلام الله على حروبنا وخلافاتنا نحن الجنوبيين (نتسامخ) أسبوع أو عشرة أيام ثم ينتهي كل شيء وتعود الحياة الى طبيعتها .. دولة .. نظام .. قانون .. لا إرهاب .. لا عصابات إجرام .. لا قتل .. لا نهب.. لا غنايم .. لا فيد .. لا أحزمة ناسفة .. لا قاعدة .. لا ألغام ) الخ .. صدق العم سالم !! إنه الحقد الأسود الذي يضمره (زعيم) القاعدة وجنرالاته ل(أبين) والجنوب عموما ، لم تر أبين في عهد (علي بابا والاربعين حرامي ) أي تنمية وأعني تنمية الإنسان وبنائه ، بل طالها التخلف والحرمان ، وجميع المحافظين _وللأسف بعضهم من (امبيت وداخل) لم يقدموا أبسط الخدمات التي ترتبط بحياة الناس اليومية و (استخدموا ) أبين دون ان (يخدموها) لأنهم يُداروا بالريموت كنترول من صنعاء ضمن سياسة الموت والإفقار ، حتى صارت (أبين) تتسول الماء والكهرباء والأمن ، بل صارت (ركام)، فبعد ان ارهقوها بالفساد والنهب سلّموها للجماعات الارهابية لتعبث بها قتلا .. وتشريدا .. وتدميرا .. ألا سحقا لمن باع أهله وأرضه مقابل حفنة من الريالات لإرضاء أسياده وشهواته !! توقعنا ان (أبين) ستنتعش في عهد الرئيس هادي لكنهم (هجّروه) خارج الحدود كما (هجّروا) قبله أهله .. وفي عهد (امسعيدي) فقدت أبين آخر أمل في (السعادة) وحلم عودتها ل(الريادة) .. منكم لله يا أدوات عفاش !! ولكي تنهض (أبين) وتستعيد هيبتها المفقودة وتتحرر من غول الفساد وإرهاب القاعدة ، الحل في رأيي يكمن في تعيين محافظ لها من أبناء (الدلتا) من المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة من (طينة) الرئيس الخالد (سالمين)-طيّب الله ثراه- والقائد (فيصل رجب) فك الله أسره ، فهل يفعلها الرئيس هادي ويخلص (أبين) وأهلها من المعاناة المفروضة أم سيظل يسلط عليها (الفاسدين) و(العابثين) من الذين لا يخافون الله ولا يرحمون الناس ويكتفي بالفرجة من منفاه .. لتبقى (أبين الجرح النازف) !!