أنا لستُ ضد قرار منع القات ، ولا من المؤيدين لزراعته وتجارته ولست أيضا من التجار والمخزنين والمروّجين للقات !!ولكن قِرار منع القات قرار عشوائي تعسفي غير مدروس نهائيا جاء في وقت مبكر جدا وفي ضَل ظروف صعبه تمر بها البلاد وأوضاع متردية جدا في ضَل غياب كامل وشامل للدولة !! كذلك قرار المنع ليس من القرارات والإجراءات الأمنية التي لابد من اتخاذها فوراً لاستتباب الأمن والسيطرة على الأوضاع والقبض على القتلة والمجرمين والارهابين والمخربين والمهربين ومحاصرتهم أمنيا واقتصاديا !! بل على العكس تماما ف بقرار المنع أنتم تزيدون من معاناة المواطنين في الأرياف والمدينة وتبتكرون التهريب، وتنتجون الآلاف من العاطلين عن العمل ومئات الآلاف من المشردين، وتجعلونهم فرائس سهلة الاصطياد للأيادي الخبيثة التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وذلك بإغراء الشباب العاطل عن العمل بالأموال الطائله ليقتلوا ويفجروا ويخربوا، لإغراق الجنوب في دوامة الحروب والفتن حتى لا يتمكن من حكم ذاته واستعادة دولته ، ولكوني أحد الأشخاص المنتمين للمناطق التي يزرع فيها القات والذين لديهم المعرفة الكافية بعواقب منع القات وإيقاف تجارته وترويجه إلى المناطق الأخرى فأنني أدعوا وانصح مصادر القرار التعسفي بالعدول عن القرار فورا وإعطاء مناطق زراعة القات المدة الكافية للبحث عن مصادر أخرى بديله مع دراسة القرار جيدا من قبل السلطات والبحث عن حلول وبدائل كاملة لزراعة القات لتعويض المتضررين . ف نسبة السكان الذين يعتمدون كليا في مصادرهم على زراعة وتجارة القات كبيرة جدا خصوصاً الضالع التي لا توجد فيها أي مصادر أخرى غير زراعة وتجارة القات، وهي جزء من هذا الوطن ، وقد كان لها نصيب الأسد في التضحية والصمود والاستبسال ، والكل يعلم ذلك ويعلم أن الضالع مع الجنوب ومصلحة الجنوب قلباً وقالبا ، وقد فدينا الجنوب بأرواحنا وقدمنا خيرت شبابنا وأغلى ما لدينا ، ومازلنا نقدم التضحيات كل يوم وكل ساعة ودقيقة تمر نقدم فيها شهيد من أجل الحرية والكرامة والعيش الكريم .. ودائما ما تكون الضالع الأولى في تغليب المصلحة العامة عن كل المصالح الخاصة ، ونحن على استعداد اليوم للتخلي عن أي شيء فيه منفعة وفائدة ومصلحة للجنوب وشعبه المكافح التواق للحِرية ، ولكن عندما يصل الأمر إلى محاربة الناس في لقمة عيشهم وقوت أطفالهم فهذا صعب جدا ومرفوض بتاتا !! وعليكم أن توجدوا الدولة أولا ، وتوجدوا البديل عن زراعة وتجارة القات ، وستكون الضالع على استعداد لتنفيذ قراركم دون تردد ، كما لا يفوتني التنبيه والتأكيد على انه وفي حال التعنت واستمرار إيقاف دخول القات إلى العاصمة عدن والمناطق الأخرى سيُصبِح القات بلا قيمة تجارية وعلى أثرة سوف يخسر المزارعين والتجار مبالغ طائلة وسوف يثور الناس ولا نعلم ما هي ردت الفعل التي ستنتج عن ذلك، فالدلائل واضحة ثورة عارمة عنوانها ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) وتشرد الكثير من الأسر التي تعتمد كليا على هذا المصدر الوحيد في دخلها، في ضَل الظروف الصعبة والقاسية التي يمر فيها الجنوب، والتي لا يحصل فيها الموظف الحكومي على راتبه الشهري ! فكيف سيتم إيجاد الحلول والبدائل للمتضررين من قرار المنع واحتوائهم، في ضَل عدم حصولهم على ابسط حقوقهم المستحقة !! وفي الأخير أرسل رسالة قصيرة حول ما يقوله البعض على ان الكثير من الفقراء والموظفين الحكوميين وأصحاب الدخل المحدود في المناطق الأخرى ينفقون رواتبهم ومدخراتهم على شراء القات والتخزينة وهم لا يجدون قوتهم اليومي !! أقول لهم هذه الفئات ليست مجبرة على التخزينة وعليهم الابتعاد عن القات نهائيا خصوصا بأنه ليس من الآفات المخدرة التي يدمن عليها الإنسان ولا يستطيع تركها !! واتركوا من لديهم المقدّرة ليكونوا مصدر دخل أولئك الغلابا حتى توجدوا لهم البدائل للعيش بعيدا عن زراعة القات وتجارته .