اليوم 22 مايو يعتبر أسعد أيام كل يمني حر، يحب وطنه ويقدسه كوطن ويفرح لعلو شأنه ويحلم أن يسعد فيه والأجيال القادمة ، والنظرة هنا للوطن وليس للأشخاص الذين يحكمون ، فالبشر زائلون والوطن باقي وللجميع فهل يعي جيش الفيسبوك أنهم يسبحون عكس الطبيعة.! عندما توحدت الأرض اليمنية كيومنا هذا في 22 مايو 1990 وزالت الحدود الشطرية (والى الأبد انشاء الله ) كان الملايين في ذلك اليوم من الشعب اليمني في الداخل والخارج فرحون بتحقيق هذا المنجز الكبير، والذي بتحقيقه كنا نحلم بانجازات محرومين منها كالطرق والأتصالات والأستثمار والتجارة والجامعات وحرية الفكر والحركة والسفر والتجارة وكذلك المشاركة الشعبية والأنفتاح نحو الآخرين والمساواة بين المواطنين . لا شك أن الكثير أو البعض مما ذكرت قد تحقق وبالتحديد بعد تحقيق الوحدة اليمنية ، ومن ينكُر ذلك هنا جاحد وأحمق والأحمق ليس له علاج الا الدعاء له بالشفاء العاجل ، ولابد هنا من أن أذكُرْ وأُذَكِر من ضَعُفَتّ ذاكرتهم أو أضعفها جيش الجهلة في الفيسبوك والغوغائيين وقاصري النظر وكذلك الذين لم يعيشوا مآسينا قبل الوحدة اليمنية ، فالجامعات تم انشائها بل وتخرج منها عشرات الآلاف من بناتنا وابنائنا وأذكر هنا فقط للمثال جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ، والطرق تم انجاز الكثير منها وأذكر هنا فقط ربط كل مديريات حضرموت بطرق مسفلته وطرق تربطنا في حضرموت بالدول المجاورة ، والأتصالات السلكية واللاسلكية موجوده وهي شاهد على ما ذكرت ، والتجارة أظنها واضحة للعيان حيث لم تكن موجوده قبل الوحده وأعني هنا حضرموت بالتحديد كمثال حي ، والأستثمار دعوني هنا أذكر بعض من يتجاهل وجود مصانع الأسمنت في أبين والمكلا وأخيرآ ميناء تصدير الغاز في بلحاف والذي كلف أكثر من خمسة مليار دولار، وأخيرآ حرية حركة الناس وفكرهم فيكفيني أن أشير هنا لمن لايعرف من أبنائنا الصغار أن السفر كان ممنوعآ على مواطنينا في الجنوب . أنا هنا قدمت جردآ بسيطآ جدآ لما تحقق في الوطن اليمني بعد منجز الوحدة اليمنية وحصرته فقط في حضرموت كشاهد موجود حاليآ على ما ذكرت لا يستطيع أن ينكر وجوده أحد الا الحمقى والحمقى هنا لن تجدي مناقشتهم نفعآ مهما قدمت من حقائق على الأرض . وممالا شك فيه ومن المسلم أننا كنا نحلم ونتمنى الأكثر والأكبر من المنجزات والعدل والمساواه بين المواطنين والمناطق والمحافظات ، بل والأستقرار الأمني والأقتصادي والذي بدوره سينعكس على حياتنا وحياة الأجيال القادمه ، لكن ظهرت أيادي خفيه كثيره وكبيره ولوبيات وقبائل ومشايخ ووجاهات وفاسدين حول رموز الحكم في تلك الفترة اساءوا للحاكم وطبقة الحكم والدولة والنظام والجميع هنا يتحمل المسؤولية ، وفي الأخير وصلت سيئاتهم الى منجز الوحدة اليمنية وهي منهم براء. وهنا ذهب الكثير من الجهلة والغوغائيين وأصحاب المصالح والنظرة الضيقة الى توجيه التهم لمنجز الوحدة بدلا من أن يوجهوا لومهم على الأشخاص والفاسدين بأسمائهم والذين لا يخلو أي مجتمع في الأرض من أمثال هؤلاء ، فبدلا من أن يوجهوا لومهم لهؤلاء سنوا سكاكينهم وألسنتهم على منجز ليس له ناقة ولا جمل مما حصل ويحصل في الوطن اليمني الواحد . كل شعوب العالم تسعى للتوحد بينها البين وبين دول الجوار لمصالح الأمن والأستقرار والأستثمار فالوحدة خير للجميع وان كان الحاكم وزبانيته أمس واليوم فاسدون فليس معنى ذلك أن القادمون فاسدون أيضآ . وحدة الأرض والشعوب مطلب لكل من يعي ويفهم معنى التوحد والمصلحة الأمنية والاقتصادية من كل ذلك ، أما التمزق والتقطع الى دويلات وأمارات ومشيخات لا يعني الا حروب ومناكفات ومؤامرات وبؤر للمشاكل والفتن فهل يعي بعض البسطاء من الناس ذلك ! اذا كانت ادارة البلد مرت بفترات فشل فهناك الكثير من الدول فاشله اقتصاديآ وأمنيآ لكن لا يطالب الناس هناك بالتخلص من فشل الى فشل أكبر منه . ومن سيئ الى اسوأ منه . لا شك أن السيطرة على البلد مركزيآ من العاصمة هو أساس الفشل والفساد والبيئة الجيدة لتعدد الفاسدين والمفسدين ، ومما لاشك فيه أن أعطاء المحافظات والأقاليم حقها في السيطرة على ثروتها وادارة مناطقها وبأيادي أبنائها وبوجود برلمانها المحلي المنتخب هو الطريق الأمثل والأصوب للتخلص من الفاسدين المتمركزين في المركز والعاصمة . نظام الأقاليم في يمن أتحادي هو حبل النجاة في تصوري وان تم تعديله من الولوج في حروب نستطيع توقع بداياتها ولكن لن نستطيع معرفة نهايتها . من الغباء هنا والجهل في من يتصور أن تفكك وانفصال جزء من الوطن اليمني هو الخلاص من كل معاناتنا ومشاكلنا التي صنعناها بأيدينا ولم تصنعها وحدتنا . ليس منطقيآ وواقعيآ على سبيل المثال أن يتخلص سكان أب من هيمنة صنعاء لينتقلوا الى هيمنة واستبداد تعز ، ولا نحن في حضرموت وشبوه نقبل أو نفكر في التخلص من هيمنة وسيطرة صنعاء ليضعنا المغفلون والطامحون للسلطة تحت رحمة وهيمنة من يحكم في عدن . ان حكم كل أقليم نفسه بنفسه وبكوادره وأبنائه وبانتخاب مسؤوليه في ظل يمن اتحادي كبير وواحد ، يفتح لنا آفاق أكثر في تعديل بوصلة الوحدة التي فرحنا ولازلنا فرحين بتحقيقها ويبعد عنا هيمنة شله ومجموعه وقبيله من الفاسدين والنافذين أي كانوا وأي كان تاريخهم . وجود وبقاء يمن اتحادي واحد ليس مطلب يمني فقط بل هو مطلب أقليمي ودولي يعرف ويعي ويفهم ويقرأ الخارج والآخرون أن ذلك في صالح الوطن والمنطقة والأقليم . لذا فتأييد كل هؤلاء على ضرورة بقاء اليمن موحد لبعد نظرهم وقراءتهم الصحيحة أن ذلك في صالح المنطقة والأقليم ، وغير ذلك معناه صناعة بؤر مشاكل وقلاقل لا طاقة لأحد بوجودها في عصر تتوحد فيه الرؤيا والمصالح والأستثمارات ،وهو عصر التوحد وليس عصر التمزق والانفصال . لذا وأخيرآ نفصح هنا رغم معاناتنا هذه الأيام بسبب تصرفات سيئة ممن سيطروا على مراكز قوى في اليمن وأساءوا لمنجز الوحدة اليمنية ، ألا أننا ننظر للمستقبل بعين وفكر متفائل أن منجز الوحدة اليمنية وان اساء له البعض بالقول أو العمل سيظل يومآ نعتز به وسنفرح أكثر وأكثر بأي توحد لشعوب المنطقه فقد كنا شعبآ واحدآ عبر التاريخ ومن لا يعرف التاريخ هنا لن يستطيع ان يقرأ المستقبل .