ضاع غبي في البرية مع صديقاه ، فلما يئسوا واستسلموا للموت وجدوا مصباح علاء الدين ففركه أحدهم بحثاً عن ماء فيه ، فخرج العفريت الضخم قائلاً : ( شبيك لبيك طلبك بين أيدك )،وخبّرهم لكل وأحد منهم طلباً . فقال الأول : أرجعني إلى بلدي وأهلي ، فأرجعه إلى بلده وأهله . وقال الثاني : وأنا كذلك ... أرجعني إلى بلدي وأهلي فأرجعه . بقي الغبي ، فسأله وانت ؟ نظر حوله فلم يجد أصحابه ، فقال : تركوني وحدي ، أين أصحابي ،أريد اصحابي فوراً ،فعاد له أصحابه مرة أخرى . من المؤكد أن القصة خيالية وغير واقعية ، لكن يا ترى كم شخصاً في حياتك تعرفه بهذه الطريقة ؟عنده الاستعداد ان يفكر في كل ما هو ليس موجوداً وفي كل ما فقده في الحياة وفي كل ما لا يمكن الحصول عليه ، وللأسف بمجرد ما تقول ما الذي تريده ،يرد عليك بما لا يريده وهناك اناس محترفون في التنكيد والتنكيد أصبح إدمان يجب العلاج منه . غيّر ما تريد لتصبح ما تريده أنت ، ولهذا علينا أن نتعلم فن التمتع بالموجود والبناء عليه ،وان الشخص الإيجابي يرى الجمال ولو في الاشياء الصغيرة ويبني عليها ، والشخص السلبي يرى كل التشاؤم والسلبيات والتنكيد . وتذكر : إن عين الرضا والمحبة لا تركز على العيوب ولا تراها ، ولكن عين السخط وعدم الرضا ترى المساوئ في كل شيء ، ولهذا الجميل يرى الجمال ، ولو أردت ان تكون جميلاً فعليك أن ترى الجمال في الأشياء ، وعوّد نفسك على هذه المسألة ، ومن يرى الجمال يقدّر ويشكر ، والتقدير والشكر عندما يخرج من إنسان فإن ذلك يعبّر عن شخص جميل في أعماقه، والجمال لصيق الحب ، والمحب يرى الجمال في كل شيء ، والكاره لا يرى الجمال بسهولة ، وصدق رسول الله حينما قال : ( إن الله جميل يحب الجمال ) ، وكل ما تركز عليه تحصل عليه ، فنحو الأفضل والجمال دوماً .