أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن البلاد تمر بمنعطف خطير، وقال إنه اقترح تشكيل لجنة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المهدد بانهيار شامل، مشيراً إلى أن جهوداً بذلتها قطروالكويت أعادت الوفد الحكومي إلى المشاركة في مشاورات السلام. جاء كلام ولد الشيخ في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، في الكويت، تحدث فيه عن مستجدات المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة، وأشار إلى أن لا سقف زمنيا محدد لانتهاء المحادثات، لكنه شدد على حرص الجانب الأممي على الوصول إلى حل سلمي في أقرب وقت ممكن، لافتا إلى مساعٍ للإفراج عن المعتقلين قبل شهر رمضان المقبل، مبرزا أن جهود السلام تحظى بدعم دولي وإقليمي من مختلف الأطراف. وتحدث المبعوث الأممي عن الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتي تشهد تدهوراً مستمراً، مشيراً إلى أنه اقترح تشكيل لجنة لإنقاذ الوضع في البلاد. وجاءت تصريحات ولد الشيخ عقب جلسة غير مباشرة عقدها مع وفدي الحكومة والانقلابيين في الكويت، في إطار الجهود التي يبذلها للوصول إلى رؤية تقريبية لوجهات نظر الطرفين. وقالت مصادر مقربة من الوفد الحكومي ل"العربي الجديد"، إن الأخير بحث مع المبعوث الأممي "تفاصيل وآليات انسحاب المليشيا من المدن، بما فيها العاصمة صنعاء، ومدينتي صعدة وتعز، وغيرها، وتسليم الأسلحة للدولة، واستعادة المؤسسات".
من جهته، أعلن رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، أن وفد الشرعية لن ينسحب من مشاورات السلام المنعقدة في الكويت. وجاء تصريحات بن دغر أثناء لقاء جمعه اليوم في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، بنائب السفير الأميركي في اليمن، ريتشارد ليري، وممثل وزارة التنمية البريطانية، سايمون جاكسون، ومستشار وكاله التنمية الأميركية، لويس لوك. وأضاف بن دغر أن "الحكومة حريصة على إنجاح المحادثات والتوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل"، لكنه شدد على أن ذلك "لن يتحقق إلا بتنفيذ المرجعيات الثلاث المتفق عليها من كل الأطراف، وهي المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني". واتهم رئيس الوزراء وفد الحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ب"المراوغة" في مشاورات الكويت، من أجل "كسب المزيد من الوقت في محاولة لتحقيق انتصارات عسكرية على الأرض". وأضاف أنه من "أجل إحلال الاستقرار، لا بد أن تنسحب مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من المدن وتسلّم سلاحها، وتعود السلطة الشرعية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى صنعاء لممارسة مهامها دون إقصاء لأحد". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بنسختها الحكومية، عن نائب السفير الأميركي تأكيده على حرص المجتمع الدولي على إنجاح مشاورات السلام في الكويت، "كونها فرصة حقيقية لإحلال سلام دائم وشامل في اليمن"، مجدداً "دعم بلاده لجهود الأممالمتحدة والمبعوث الأممي"، ومشدداً على "ضرورة انسحاب المليشيات المسلحة من المدن". وقال ليري إن "المشاورات صعبة، وخصوصاً أن الجانب الحوثي وصالح لا يبديان تنازلات، لكن نؤمن أن هذه المحادثات هي الفرصة لليمن، وتكاد تكون الفرصة الأخيرة للسلام، لذلك نحن نقدّر حق تقدير التزام الحكومة في مشاورات الكويت، ونيابة عن الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الخمس الدائمة العضوية نتفق أن المحادثات يجب ألا تخرج عن المرجعيات الثلاث، وهي قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وندعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهذا الخصوص".