موسم للنسيان.. هذا التوصيف هو أقل ما يمكن أن يوصف به حال نادي الهلال السعودي في الموسم الرياضي المنقضي الذي عاش واقعا مأزوما على الرغم من تحقيقه بطولتي كأس السوبر وكأس ولي العهد، ولكنه خسر بطولتي الدوري والخروج الأسيوي المرير وهي الأهم عند كل عاشق للكيان الازرق . وعطفاً على خروج الفريق من آخر بطولتين في الموسم ومن فريق واحد إلا أن ما ظهر عليه الفريق مساء الثلاثاء الماضي أمام فريق لوكوموتيف الأوزبكي يؤكد أن المشكلة أكبر من نظرة المدرب أو تخبطاته أو حتى بعض المشاكل الإدارية حيث كان الفريق بلا روح إطلاقاً ولا رغبة لدى اللاعبين لتحقيق أي منجز لهم أو لفريقهم لقد كان الشرود الذهني واللامبالاة وضعف الأداء السمة الواضحة وكأنهم مجبرون على خوض المباراة. من يعرف الهلال وتاريخه وبطولاته يشك أن هؤلاء هم لاعبون ينتمون لكتيبة الزعيم.. فطيلة الأعوام الماضية جاءت مشاركات الأندية السعودية متفاوتة الأداء والظهور، ففي مواسم تبرز أندية وتقاتل للوصول إلى أبعد نقطة وأخرى تشارك مشاركة شرفية وتكون أول المودعين لكأس آسيا . حيث يحفظ التاريخ الرياضي وصول الاتحاد ثم الأهلي وأخيراً الهلال لنهائي الكأس الآسيوية ، لكن الوصول لم يثمر عن التتويج بالبطولة بل جاء ليؤكد استمرار الغياب السعودي عن الحضور في دوري أبطال آسيا .. وهذا الموسم ولأول مرة لايوجد أي نادي سعودي في دور الثمانية من البطولة بعد خروج الممثل الوحيد الذي تأهل من دور المجموعات الفريق الهلالي من فريق يقله أمكانيات وخبرات.. ولكن الهلال ليس هو الهلال الذي أمتع وأذهل كل مشاهديه بأدائه الممتع الراقي السلس المشوق أنه الزعيم يا سادة نتمنى أن يعود زعيمنا لسابق عهده .. وعلى اللاعبين الحاليين أن يذاكروا دروس لاعبي الهلال السابقين والتضحيات التي كانت تقدم ، عليهم أن يعلموا ويعو ويفهموا أنهم يمثلوا زعيم القارة وسيد الكرة السعودية .. عليهم أن يحذو حذو الاسطورة التاريخية للكرة السعودية بل والاسيوية النجم سامي الجابر "سام6" والفيلسوف يوسف الثنيان والصخرة صالح النعيمة والذهبي نواف التمياط والقائمة تطول ... أم أن ملايين الريالات ودخول عالم الشهرة والتصوير مع المعجبين والمعجبات أنسى بعض اللاعبين أبسط حقوق المهنة والواجبات العملية داخل المستطيل الأخضر الذي لولاه بعد الله لما عاش اللاعب بهذا العز وعالم الرفاهية والرقي ، ألا يتذكر اللاعبون أنه بالشكر تدوم النعم؟ ألا يدرك جميع اللاعبين هلاليين أو غيرهم أن بعد الرحيل من الملاعب لا يبقى إلا الإنجاز والأرقام التي يحتفظ بها التاريخ بأسمائهم وذكراهم . وأخيراً نتمنى أن يعود زعيمنا شامخاً كما عهدناه على الدوام ..