*كان آخر لقاء لي بالأخ الرئيس مع الهيئة الوطنية للحوار في نهاية 2014م بعد أن اقتحمت عصابة الحوثيفاشي صنعاء في ذلك اليوم تكلم معنا وبمرارة عن الحقد الموجه نحو اليمن الذي ما كان يتوقع الأخ الرئيس أن يحمله المخلوع ومعه حلفاؤه من عصابة الحوثي وبعدها بسبب الظروف السياسية لم نلتقي حتى اليوم. *أثناء فرض الإقامة الجبرية للأخ الرئيس حاولنا اللقاء به والاطمئنان عليه ولكن عصابة الحوثيفاشي لم تسمح لنا بذلك فكنا نقرأ عبر ما تسمى بالتسريبات أن فخامة الرئيس لن يستطيع أن يمارس عمله بسبب المرض ، والإرهاق ، والضغوط ولذلك فالحلول تتجه في رأيهم نحو نقل صلاحية الأخ الرئيس لشخصية ما ، أو لما كان سيسمونه بالمجلس الرئاسي. *ألتقيت بالأخ الرئيس اليوم فوجدت فيه شموخ اليمني ، وعزته ، و مروءة المقاتل ، و عظيم حبه واستعداده بالتضحية من أجل اليمن دخلت أريد أن أحدثه عن مواضيع كثيرة فإذا به يتحدث معي في المواضيع ذاتها وكأنه قد قرأ ما أحمل من أفكار. حدثني كيف أنه يتابع سير العمليات الميدانية وأنه للتو خرج من غرفة العمليات ويتابع المحافظين في المناطق المحررة بغرض معالجة وحل مشكلات المواطنين خاصة الماسة منها وفي ذات اللحظة يتابع المشاورات في الكويت ، و يؤكد في حديثه على سلامة اليمن ، واستقراره ، و طموحه في أن يرى الوطن قد تعافى من كل معضلاته الفكرية ، و السياسية ، و الاجتماعية ، ومن كل الأحقاد التي يحملها الأبناء غير البارين بالوطن (الحوثي المخلوع). *وجدت في الأخ الرئيس الشخص الذي يمتلك الاستعداد الكامل ، و الصبر العظيم ، والقدرة ، و الرؤى الواضحة الكفيلة بنقل اليمن من هذا المأزق إلى حالة تستطيع فيها التعبير بجدارة عن عراقة التاريخ ، و كرامة هذا الوطن بين جميع الأمم ، و من أجل أيضاً أن تواصل السعيدة عطاءاتها الإنسانية ، و الحضارية انسجاماً مع الإرث الثقافي ، و الحضاري الذي امتد إلى كل بقاع العالم لاسيما القديم عبر تفاني وبذل إنسان اليمن في إسعاد الآخرين. *يجوز لي القول أنه إذا توفرت الظروف السياسية ، و الاقتصادية المناسبة فإن رئيس الجمهوري عبد ربه منصور هادي سيحدث كثير من الأعمال التي تلبي طموحاتنا في وطننا وفي مستقبلنا وكأن التاريخ يقول لنا أن فترة القحط ، و الفساد السياسي لثلث قرن ستنتهي لتتواصل مسيرة البناء ، و التنمية التي بدأها الحمدي ليأخذ الرئيس هادي زمام المبادرة فيحقق للبلد نهضتها الثقافية ، السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية. *وهنا أقول علينا في الوطن ، و المحيط الإقليمي ، و العالم وخاصة الدول المانحة استيعاب طموحات اليمنيين ودعم الشرعية بقيادة الرئيس هادي حتى نعبر بوطننا نحو الأمان ، و التنمية. و إن تراخي المجتمع الدولي ، و المحلي مع ما تقوم به عصابة الحوثيفاشي من ممارسات ، و سلوكيات في شتى المجالات لا تنسجم مع متطلبات العصر ، وشروط التنمية في الألفية الثالثة. وغض الطرف عن هذا الأمر سيُحدث انتكاسة خطيرة تعود اليمن بسببها إلى عصور الكهف ، و الظلام ومن ثم ستكون اليمن عبئاً حضارياً ، و سياسياً ، و اقتصادياً على العالم خاصة الجوار. لنتعظ من ثلث قرن في الفساد تحت قيادة المخلوع ولعام ونصف تقريباً من حكم المليشيات الذي أظهر فقط القدرة بجدارة على ممارسة القمع ، والاستبداد ، وعلى إلغاء المواطنة المتساوية ، و وأد الحلم بالدولة المدنية لصالح حكم المرشد وسماحة السيد. *رسالة إلى كل حر في العالم سواء كان في موقع سياسي رسمي ، أو مدافع عن حقوق الإنسان المختلفة في أي بقعة أدعوهم للتضامن مع اليمن التي بدت جديرة عبر مؤتمر الحوار الوطني وقد أظهرت عشقها للمستقبل الجميل الذي تسوده فقط الدولة المدنية الديمقراطية تحت ظلال القانون ، و ليس غيره. نحن جديرون بالحياة الكريمة ، و بمستقبل آمن وأطفالنا يحلمون بالسلام لهم ولكل العالم ، و تضامن الإنسانية إلى جانب وطننا ، وشرعيته سيمثل في ذاكرة التاريخ اليمني موقفاً لا ينسى. رجائي في أن يفهم الجميع هذه المسألة ويمكن اليمن من فرصته الإنسانية الأخيرة ليعيش في سلام بقيادة الرئيس هادي.