في رياض أطفال بعض البلدان يأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال ويقولون للأطفال بأنّ الرابح هو من يحصل على الكرسي، ومن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة، ثم يقللون عدد الكراسي كل مرة، فيخرج طفل كل مرة حتى يبقى طفلاً واحداً ويتم إعلانه أنّه الفائز ، فيتعلّم الطفل فكر و ثقافة نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري. وفي رياض أطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسي أيضا ،ويأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال أيضا مع فارق بأنّهم يقولون للأطفال بأنّ عددكم أكبر من الكراسي ، فإذا أحدكم بقي دون كرسي يخسر الجميع. فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي ومن ثم يقللون عدد الكراسي تباعاً، مع بقاء قاعدة أنّهم يجب أن يتأكدوا بأنّ لا يبقى أحدهم دون كرسي وإلا خسرواجميعاً. لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح. فتترسخ لدى الطفل فكر وثقافة ومن الموكد كلنا نرى نتائج هذا الفكر والثقافة في الشوارع وأماكن إنجاز المعاملات المزدحمة وفي شتى مجالات الحياة وقس على ذلك . فأصل كل سلوك في الإنسان فكرة ، ومجموعة أفكار تُنشأ سلوكاً ،ومجموعة سلوكيات تُنشأ عادة ، ومجموعة عادات تكون الشخصية . وكل سلوك منشأه فكرة ، والفكرة قد تكون معمرة أو مدمرة ، وكل مصلح أو مفسد في الأرض ينطلق من وراء فكرة ، ومجموعة الأفكار في ديننا الاسلامي تسمى عقيدة ، والعقيدة هي أقوى محرك للشعوب تعميراً وتدميراً . إذن : فالفكرة هي قاعدة التحكم التي تُنشأ سلوكيات ايجابية مثل السعادة والسرور والفرح أو سلوكيات سلبية مثل الأكتئاب والاحباط والقلق . ولهذا : سيطر على أفكارك التي هي منشأ سلوكياتك ، وتحكم في سلوكياتك فسوف تُنشأ عادات ايجابية ومرغوبة ، وتذكر دوماً أنت نتائج أفكارك .