شهر القران قد حلّ في رحابنا، فيا مرحبآ به من ضيف كريم من رب كريم... بدخولنا بشهر المغفرة والرحمة والعتق من النار (شهر رمضان المبارك), اقول :"كل عام والأمة الإسلامية والعربية بألف خير وعافية، وجعله شهر الخروج من الأزمات، وتصفية القلوب، ونبذ المشاحنات، ووضع السلاح جانبآ؛ حفاظآ علي ما تبقي من دماء المسلمين؟!! لا أحد ينكر من أننا ضعنا في شواطئ الضياح، ووصلت مجتمعاتنا العربية لدرجة كبيرة من التقاتل، فنتشر القتل والدماء والدمار، فقتل الطفل والمرأه وكبير السن، ووو...الخ، وما أكثر من هذا القبيل... فيما سبق حصلت فتوحات رائعة في هذا الشهر الكريم، وانتشر الإسلام في ربوع الأرض، بفضل جهاد أجدادنا العظام، رغم الحرّ الشديد، وقلة العدّة والعتاد... فإيمانهم الراسخ قد صنع المعجزات الهائلة، فجاءت غزوة بدر، التي اسمّاها الله تعالي (يوم الفرقان), وفيها أحرز المسلمين نصرآ كبيرآ علي أعدائهم المشركين، وكسر شوكتهم، وكان ذلك في (17) من شهر رمضان، في السنة الثانية من الهجرة... وجاءت غزوة الفتح، وعلا بلال ظهر الكعبة، مؤذنآ رغم آنف المشركين والكافرين، وجاءت فتح عمورية سنة (223) هجرية، وأيضآ معركة عين جالوت في فلسطين سنة (658) هجرية، وكان بطل هذه المعركة الجليلة هو السلطان (المظفر قٌطز), وغيرها من المعارك والفتوحات العظيمة... أي أن شهر رمضان شهر جدّ وعمل، وليس شهر سهر في الليل علي التلفاز، ووسائل التواصل الأجتماعي وغيرها، ونوم في النهار؛ وذلك كي نعطي الصوم حقه، ولا نكون ممن قال عنهم رسولنا الكريم (ص) :"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر"... "رواه الحاكم"... ولا ننسي أعزائي الدعاء والتهجد في الليل كي تنتصر الأمة الإسلامية والعربية، وخاصة في هذه الظروف العصيبة، وترفع راية الحق والدين عاليآ... تقبل الله طاعاتكم جميعآ، وجعله الله شهر رحمه علينا...