في حديثه الصريح، لصحيفة الوطن المصرية ( يومية يرأس تحريرها الصحفي المقرب من دوائر صناعة القرار مجدي الجلاد ) يقول اللواء عيدروس زبيدي اهم القيادات الجنوبية في الوقت الراهن :( اود توصيل رسالة الى الشعب المصري وقيادته وهي ان الجنوب جزء لايتجزأ من مصر العربية وثقافتها وتراثها !! وعلى المصريين لعب دورهم في هذه المنطقة الجغرافية من الوطن باعتبار ان مصر وموقعها الجغرافي مرتبط بنا ونتشرف نحن ان نكون جزء من هذا الوطن من الشعب المصري والعربي باعتبار ان مصر تاريخيا تقود العرب كلهم ونفتخر جميعا بالتواصل المباشر مع مصر . وردا على سؤال اخر يقول زبيدي( الجميل ان الشعب مقتنع بالمقاومة لكننا نخشى تاخر دعم التحالف لان المدة اذا طالت قد يفلت الامر ، والتأخر في الانتقال الى مؤسسات الدولة قد يدفع بنا الى السيناريو الليبي ونحن لدينا برنامج محدد وسنعمل مع التحالف حتى اخر نقطة يتم تحديدها-ربما تحريرها- ونحن نطالبهم ونطالب الجامعة العربية ومصر بتبني حق تقرير المصير المكفول لكل الشعوب ) ( 2 ) لسؤ حظ الاشقاء ،انهم جاءوا بمشروع الاقاليم في توقيت اصبح فيه الجنوب يرفض نقاش الموضوع اصل ،ا او لم يعد لديه مايقوله ازاءه ، فسارت الامور الى محكها الحقيقي ، ان تفرض الاقاليم ، كتمهيد لتقسيم الجنوب ، او يتحقق استقلال الجنوب كما ناضل الشعب من اجله ، ذلك ان مشروع التقسيم الاستعماري -وهو مشروع افقار واذلال وجحيم اشد من جحيم 94ومابعدها-يترنح في سوريا وليبيا ، علاوة على ان الجيش والشعب في مصر داسوه بالاحذية . ان الثورات القزمة فقط هي من تنتج المشاريع القزمة ، تلك الثورات المبرمجة والمنزوعة الارادة، والمرسومة حركتها منذ البدء مسنودة بصخب اعلامي فيسبوكي ، قبل ان يمتطيها قيادات القاعدة وتيار الاسلام الاميركي ( 3 ) عكست الزوبعة المصاحبة لحادثة مقتل الباحث الايطالي ريجيني ، ثم قضية تيران-صنافير ، ولاحقا تحطم طائرة ركاب مصرية ، ضيق وغضب القوى الكبرى وطحالب المنطقة ، من استفاقة مصر السيسي وسيرها الهاديء لتحمل اعباءها ، ككبير للامة العربية والطرف الوازن للمعادلات التي عانت ارتباكا فادحا ، كنتاج لغياب مصر وتغول المشاريع الاخرى التافهة القادمة من تركياوايران بشكل يتضح معه ان بامكان الولايات الشريرة الاميركية ومملكة العجوز الشمطاء اليزابيث ، تقديم تنازلات كبرى لمصلحة تركياايران في سبيل اقصاء مصر وابقاءها في الغيبوبة الطويلة التي استمرت منذ عهد مبارك ثم الاخوان ، قبل ان يحدث طوفان 30/6 وسقوط مشروع التقسيم الجديد ، مع هذا فإن مصر وجيشها بقيت في مرمى المؤامرات الممولة من جهات ليست بعيدة مع الاسف لفرض الاذعان والوصاية . لاتحمل مصر مشروعا طائفيا دمويا للمنطقة كايران ، ولا تتقبل هيمنة وغرور الاتراك ، ولا غباء وسخف بلاد النفط والابل ، بل تقدم نموذجا اشمل واكثر انسانية وحضارة ووهجا فالمشروع المصري يتجاوز السخافات الصغيرة التي جرت الويلات للشعوب المسكينة . ان غياب مصر عن الساحة يعني بالضرورة تعملق الدور العثماني المتغطرس وعودة ( افندينا) ليزاحم العرب على ارضهم وسيادتهم وكذا ازدياد ميكروبات الطائفية الوهابية الفارسية التي ستجد مرتعا لها للتكاثر و المساكنة بينما حضور مصر بطبيعة الحال سيعني سقوط تلك المشاريع التي هي مجرد مقاولة من الباطن لمشروع الشرق الاوسط اللاوطني العرقي الجديد وهذا هو المستخلص الابرز ليس لواقع مرحلة الدولة العربية الحديثة بل منذ ماقبلها بكثير ( 4 ) تختلس عصابات مؤتمر الكويت النظر نحو التموقع المصري في معادلة مستقبل اليمن ، بعد ان نفد رصيد الطرفين المتصارعين ( كلاميا ) وبقيت مصر محتفظة بكل نقاط القوة والتفوق والقبول ، واضحى هم ايجاد مخطط ازاحة مصر السيسي عن عدن وباب المندب هو الصداع الذي تشققت بسببه رؤوس الاشقاء واذرعتهم الميدانية ( الشرقلابية) ولعل فرار عبدالسلام الى الرياض مطلع الاسبوع كالناشز ترجمة صريحة لرسائل مزعجة اتت على عجل من القاهرة مع بصقة قرف من رداءة اداء الاطراف وتهديد مصري للجميع ان الجيش الثالث والقطع البحرية ، لن يقفوا مكتوفي الايدي ازاء مايحدث لابناء عدن والتساهل مع الجماعات المتطرفة التي تقع على مقربة من اهم الممرات البحرية في العالم . حقا لقد انقذت مصر الوطن العربي باكمله -او هي في الطريق لانقاذه - من خطر السايكس بيكو الجديدة بعد معجزة 30يونيو المجيد، وسيستمر وهج يونيو في انارة طريق التحرر لشعوب المنطقة وقيادة الدفة نحو استعادة الدور الريادي بمشروع انساني حضاري تحرري عروبي فلولا 30يونيو لكنا نشهد اليوم قوات النخبة السيناوية وفيالق النخبة الاسكندرانية تتبادلان القصف لتهجير المدنيين وارعابهم!!! للمرة الاولى اقف مؤيدا اللوبي الصهيوني في دعمه للمرشح المجنون دونالد ترامب ليصل الى سدة الكابيتول ، فهذا الرجل المريض نفسيا قد يساعد في تسريع انهيار الولاياتالمتحدة الاميركي ، ومن غير المستبعد ان يتم تقسيم اميركا نفسها في عهده الميمون ، وقد نستيقظ على نشرة الصباح والتلفزة تتحدث عن حرب اهلية بين الشمال والجنوب وفي منتصفها يتم الاعلان عن قوات نخبة كاليفورنيا والحزام الامني للاس فيجاس وهلم جرا..... على حافة الوطن ؛---------------- اختيار العاشر من رمضان ( يوم العبور ) كموعد لتظاهرات الشعب الجنوبي ضد الحصار لم يأت من فراغ ، انها روح الاخوة وواحدية المصير. 10رمضان في معاشيق ( يسقط الحصار ) ص.ع.ب 8-6