بعد الاستقرار الذي عاشته عدن والجنوب والانفتاح وتطور البنى التحتية التي بدورها اعطت عدن مكانة كبيرة بين مدن شبه الجزيرة العربية في فترة السبعينات وبداية الثامانينات . ومراهنة الكثير من الخبراء ان عدن ستكون قبلة العالم لموقعها الاستراتيجي الذي سيجعلها تسيطر على تجارة البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب . وبينما عدن في طور البناء والارتقاء الى مصاف المدن العالمية وكسب كل المراهنات . إلا ان سم المناطقية سرعان ماتفشى في انحاء الوطن وقامت حرب لا تبقي ولا تذر شتت كل الاسر واحرقت قلوب الناس وأثارت الأحقاد بين الأصحاب. وبعد الفتنة والحرب الأهلية التي حدثت في عدن والآثار التي خلفتها. انشق الصف الجنوبي وفقدت الدولة هويتها وقوتها مما ادى الى لجوء احد الاطراف الى التوحد مع الشمال الذي كان يعتقد انه سيكون سفينة النجاة. إلا ان هذا الاخير بطش واغتصب مؤسسات الوطن وسرح العسكرين وصفى الكوادر الجنوبية ونهب اموال وثروات الشعب.
وبعد الجرح العمييق الذي في نفوس المواطنين من الحرب المناطقية ووحلة الفساد الإداري والمالي في كل المؤسسات الحكومية في الجنوب. استطاع الجنوبيين النهوض من الصدمة التي تلقوها ومسح كل الماضي الأليم الذي عاشوه خلال تفرقهم. وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح بين كل ابناء الشعب الجنوبي والدعوة الى اللحمة الوطنية . وبعد كل مافعله شعب الجنوب في حراكه الشعبي الجنوبي في رص الصفوف وتوحيد الكلمة وشحذ الهمم العالية للمطالبة بحقوقهم السياسية وعودة وطنهم المفقود بكامل سيادته.
واليوم وبعد كل هذه التحديات التي واجهها شعب الجنوب والنتائج الايجابية التي حصدها في فرض سيطرة المقاومة الجنوبية على السلطات التنفيذية في مدن الوطن. هناك اصوات نشاز تسعى جاهدة الى توريث الشباب مناطقيتهم النتنه التي يراد بها شق الصف الجنوبي واحداث فجوة بين ابناء الوطن. واعادة سيناريو المرحلة المؤلمة التي محاها كل الجنوبين من تاريخهم. وعاهدوا كل الشهداء والجرحى انهم تصالحوا وتسامحوا وانهم جنوبيين في الساحة.