كان السؤال الأول الذي تردد، أمس، ماهو مصير الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم «البريمييرليغ»، بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهل سيؤثر في نفوذ المسابقة الأكثر شعبية في العالم؟ وتم تسجيل 432 لاعباً أوروبياً في الموسم الماضي بالدوري الانجليزي الممتاز، وعلى الرغم من عدم وجود توابع فورية بشأن مصير اللاعبين الأوروبيين في الدوري الانجليزي الممتاز، فإن مسألة التعاقد مع لاعبين جدد قد تزداد صعوبة على المدى البعيد. وكانت أبواب الدوري الإنجليزي مفتوحة في السابق بلا قيود أمام اللاعبين الذين يحملون الجنسية الأوروبية، وفقاً للاتفاقيات الأوروبية التي تسمح للمواطنين الأوروبيين بالتنقل والعمل بحرية داخل دول الاتحاد. ويتعين حالياً على اللاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي الالتزام بشروط محددة قبل الحصول على تصريح عمل، ومن بينها المشاركة في 30 في المئة من المباريات مع أنديتهم السابقة في آخر عامين قبل الانتقال. وكان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يضع شروطاً معينة أيضاً لانضمام لاعبين من خارج الاتحاد إلى «البريمييرليغ» من أجل حماية اللاعب المحلي، مثل ضرورة مشاركة اللاعب الذي يريد الانتقال للدوري الإنجليزي في 30% أو 45% من مباريات منتخب بلاده في العامين الأخيرين، وتختلف تلك النسبة باختلاف ترتيب المنتخبات.
وكشفت دراسة حديثة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، وصحيفة «الغارديان» أن أكثر من 160 لاعباً في الدوري الانجليزي الممتاز ينتمون لدول تابعة للاتحاد الأوروبي، قد يفشلون في استيفاء الشروط المتعلقة باللاعبين الأجانب من خارج القارة. ولا يتعلق الأمر هنا بلاعبين عاديين، بل بنجوم كبار، أمثال المهاجم الفرنسي المتألق ديمتري باييه، وحارس مانشستر يونايتد دافيد دي خيا، والمدافع الألماني إيمري كان، لاعب ليفربول، والإسباني خوان ماتا، ونجم ليستر سيتي نجولو كانتي، بل إن كثيرا من الأندية ستجد نفسها مضطرة للتخلي عن أكثر من 11 لاعباً. ويخشى المدير التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد سكودامور، من أن يتسبب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بتكبيد الكرة الانجليزية خسائر بالمليارات، فالسمعة الجيدة للدوري الإنجليزي الممتاز التي جعلته يتصدر الدوريات الأوروبية من حيث الإثارة يرجع الفضل فيها بشكل كبير للاعبين الأوروبيين الذين ينشطون في الدوري الإنجليزي. كما وصف كثير من الفاعلين في كرة القدم الإنجليزية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالكارثة، على الأقل في ما يخص تأثير ذلك في مستوى كرة القدم في البلاد. وعبر مدرب أرسنال أرسين فينغر عن خشيته من أن يؤدي ذلك إلى مغادرة أفضل اللاعبين للدوري الإنجليزي، وبالتالي حسب فينغر، «ستنتهي أجمل لعبة في هذا البلد». من جهته، عبر الدولي الإنجليزي السابق غاري لينكر عن استيائه، وكتب على حسابه في توتير «أخجل من أبناء جيلي. فبهذا التصويت تخلينا عن أبنائنا وأحفادنا».