هناك علل وإشكاليات كامنة فينا ، في دواخلنا نحن، وبالتالي فهي ترافقنا دائما ، وترافق مراحل وتطورات ثورتنا الجنوبية ، حتى وأن حققت ثورتنا الجنوبية كامل أهدافها وتطلعاتها ، فسنظل نعاني من تلك العلل والإشكاليات أن لم نهتم بمعالجتها ، من تلك العلل هي أننا لا نثق في امكانياتنا التي نملك ، ولا نثق في أنفسنا ؛ ولا نثق في أننا قادرون على التحرر والاستقلال ، ولا نثق في أننا قادرون على خلق وإيجاد وبناء دولة جنوبية ، ونحن لو وثقنا في الإمكانيات التي نملك ، وبالإنتصارات الجنوبية التي تحققت ، لأستطعنا ان نحقق وننجز كل ما نريد .. وهذه العلّة للأسف اصابت الكثيرين ، ونسمعها يوميا في أحاديثنا اليومية ونقرأها في كتابات الكثيرين وللاسف البعض ممن يعتبروا كبار -كما يعتبروا أنفسهم ويعتبرهم الجهلة- سواء إعلاميين أو سياسيين ، فيسعوا جاهدين الى تعزيز عدم الثقة في الذات الجنوبية ، مثلما يسعوا كذلك الى محاولة خلق الإحباط واليأس في عقول وقلوب الجنوبيين ، متناسون أين نحن اليوم جنوبيا، وأين كنّا في السابق ..
وقد رأينا الكثير من تلك الروح اليائسة والإنهزامية في إعلامنا الجنوبي -كشبكات التواصل الإجتماعي- ومحاولة تعزيزها وتكريسها من بعض المحسوبين على الإعلام الجنوبي بمناسبة الذكرى الأولى لإحتلال عدن ، والتي سعى عدد كثير من إعلاميينا الى جعلها وكأنها نكسة وليست إنتصار يحق لنا أن نحتفل به ، وحاولوا إيصال وزرع فكرة ، على ماذا نحتفل ؟! ، أي كأننا لم نحقق شيء ، وكأن تضحيات وأرواح ودماء الأبطال راحت هبا منثورا كما تقول عقلياتهم الإنهزامية اليائسة ، متناسون كل تلك الإنتصارات والبطولات الجنوبية التي أذهلت العالم ، وأرغمت دول وشعوب المنطقة والإقليم على إحترام الجنوبيين ..
مثل هؤلاء اليائسون والمنهزمون والمنبطحون من الإعلاميين والنشطاء الجنوبيين ، نتيجة لرداءة إعلامهم السطحي الهش ، اطلق عليهم في منشوراتي في الفيسبوك إعلام تنباكي . كاسم دلع وتهكم ، ولهذا نقول لكل أبناء الجنوب :
لا تستمعوا للإعلاميين والنشطاء التنباكيين الذي يروجوا أن لا فائدة للجنوبيين اليوم تُرجى ، وأن كل شيء ضدنا ، وعلى أساس أن الكل وصل إلى مرحلة يأس وإحباط ، وخيبة أمل كبيرة في دول التحالف العربي ، فهؤلاء يتصفوا بصفتين : الأولى أنهم يائسين ، والثانية أنهم لا يمتلكوا ثقافة واسعة تمكنهم من معرفة القوى الحقيقية التي ما زالت تواصل مسيرة الثورة الجنوبية من أبطال الجنوب ، هذه القوى هي التي تضم ملايين الجنوبيين من أبناء ثورة الجنوب الذين يؤمنوا أيمان شديد وقاطع بضرورة تحقيق هدف ثورتهم الجنوبية وهم على إستعداد تام لتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل ذلك الهدف المتمثل بالتحرير والإستقلال أن تطلب الأمر ، هؤلاء كلهم يواصلون ايقاد نيران الثورة كل في موقعه ومكانه او بتحركات كبرى بين وقت وآخر ، وثقتهم في ذلك على أنفسهم وعدالة قضيتهم ، وليس على دول التحالف ، ولا على أي جهات خارجية أخرى .
كل شعب الجنوب يرى أن الحل هو بالاستمرار بالثورة .. وان خيار الاستمرار بالثورة هو المرجح لانها خيار شعبي وليست خيار النخبة السياسية وان الشعب بعد ان تلمس بدايات حياة الحرية والتحرير لن يقبل بانصاف الحلول ولن يقبل الا بتحقيق جوهر اهداف ثورته الرئيسية بالحرية والعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية في كنف دولة جنوبية مستقلة بعيدا عن هيمنة قبيلة صنعاء وقوى اليمن الشمالي التقليدية ..
لا تستمعوا الى هؤلاء اليائسين التنباكيين الذين يسعوا الى نشر اليأس في أوساط الجنوبيين ، كونهم يائسين على المستوى الشخصي فلم يعثروا على مناصب أو وظائف أو دخل مرموق كانوا يحلموا به على حساب الجنوب .
على الجميع ان يطمئنوا فالأمور في جنوبنا الحبيب تسير للامام .. ولا يمكن لقوة في الارض ان تعيد عقارب الساعة الجنوبية للوراء .. وشعب الجنوب لأول مرة منذ 1994 يقترب من امساك زمام المبادرة .. فلا داع للخوف ابدا .. الطريق صعبة وشاقة لا شك بذلك .. وهذه هي طريق وطبيعة التغييرات الكبرى .. فلا تغيير يتم على سجاد أحمر ويقول امير الشعراء احمد شوقي: وللحرية الحمراء باب … بكل يد مضرجة يدق