انطلق الحراك الجنوبي في 2007 كحركة شعبية من أجل استعادة دولة المؤسسات والنظام والقانون فما أن بدأ الناس يتفهمون لمعنى الحراك الشعبي حتى خرج لنا ما يسمى بالقيادات التاريخية والذين بخروجهم تحولت نظرت العالم لحراكنا بسبب العلاقات التي ربطتهم ببعض الشخصيات والدول وهذا ما كان ينتظره عفاش وآل الأحمر الذين ايقنوا أن النهاية للوحدة قد اقتربت وأن الجنوب قد استوعب ما حدث وآن الأوان لاستعادة الدولة ... عندما خرج البيض ليخير دول الخليج بين دعم المطالب الجنوبية أو اللجوء إلى دول أخرى وهنا يقصد كما فهم الجميع إيران جعل مطالبنا تحت مرمى وسائل الإعلام الشمالية التي كانت تنتظر أول أخطاء الجنوبيين لتستغلها أمام العالم وتثبت أننا لم نخرج إلا تحت أطماع إيرانية رغم أن هذا غير صحيح ...
استمر الحراك الشعبي في الجنوب حتى بلغ ذروته مما أجبر قوات صالح على التعامل معه بقوة السلاح الذي لم يكن ليطفئ هذه الشرارة مهما بلغ من القتل والتنكيل بشباب الجنوب الذين اقسموا أن لا رجعة للخلف إلا بعودة دولة الجنوب ولكن كان لأحداث 2011 أو ما يسمى بالربيع العربي دور كبير في تشتيت الجنوبيين مره أخرى فعندما خرج الشماليين المطالبين بتنحي عفاش عن الحكم كان على الجنوبيين عدم الالتفات لتلك الأصوات والاستمرار في مطالبهم لأن المطالبين بسقوط عفاش هم الوجه الآخر لعفاش وهم شركائه في الحرب على الجنوب فكيف لهم أن يقبلوا بمطالبنا وهذا وللأسف مالم يحدث فقد خرج مايسمى بالقيادات وعلى رأسهم ناصر للمطالبة بتوحيد الأصوات مع الشماليين حتى سقوط صالح وحينها سنجد من الشماليين من يلبي مطالبنا وهذه كانت أقوى أنواع المخدر والذي افقدنا الكثير من حماس شبابنا وثقتهم بهذا الحراك الذي يأتمر ممن كانوا سبب فيما وصلنا إليه ...
تنحى صالح وبقي الحال على ماهو عليه وذهبوا إلى حوارهم من أجل السلطة متناسين القضية الجنوبية أو ان كانوا يرون أنها محط إهتمام جعلوا منها قضية مظالم فقط ولم يحن الوقت للحديث عنها وهذا عكس ماخرج من أجله الشباب لمواجهة الآلة العسكرية بصدور عاريه وهذه ضربه جديدة للحراك الشعبي الجنوبي ...
اشتد الخلاف بين المتحاورين على السلطة حتى وصل بهم الحال لخوض جوله جديدة من الحروب على الجنوب التي لا يبدو انها ستنتهي وسيختلقون لها في كل جوله عذر توجهت الجيوش الشمالية نحو الجنوب بحجة وجود الرئيس رغم أن خصومهم في الصراع على السلطة هم شماليون ولكن يبدو أن آلتهم العسكرية مبرمجة على التوجه نحو الجنوب ...
انطلقت الحرب واجبرت الجنوبيين على المواجهة رغم أنها حرب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولكن الأرض اجبرتهم على الخروج والدفاع عنها فكسبوا هذه الجولة بفضل الله ثم بعزيمتهم ودعم اشقائهم في دول التحالف ولكن أيضا كان لهذا الحرب دور آخر في تشتيت الحراك الشعبي ومحاولة تفريغه من مضمونه بجر الشباب نحو طريق لم يكن مرسوما لهم من قبل ...
اليوم وبعد انتهاء الحرب ظهرت الكثير من الأشياء التي أنهت ما تبقى من الحراك الشعبي أشياء قد تكون مفتعلة كنقص الخدمات والمناطقية ولكن وللأسف أن الحراك الذي فرض كثير من مطالبه عندما كان يواجه قوات الأمن المركزي التابعة لصالح لم يعد اليوم موجودا لفرض شيء أو حتى للمطالبة بشيء مما يحتاجه الناس بحجة أن البلد مازالت في حرب و من يطالب بشيء هو ليس إلا باحث عن مصلحة أو أنه خائن ومدعوم من عفاش او الاصلاح وبهذا يؤكدون لنا أن الحراك الشعبي أصبح في ذمة الله .