تعتبر محافظة شبوة من المناطق الهامة في تربية النحل وإنتاج العسل ، ويمتاز العسل الشبواني بشهرة محلية واسعة ، ويصل إنتاج شبوة من العسل إلى حوالي أربعمائة وعشرين طنا سنويا ما يعادل 25% من إنتاج الجمهورية. (عدن الغد) قامت بزيارة استطلاعية لمنطقة غر بمديرية الروضة بمحافظة شبوة والتي يوجد بها عدد كبير من طوائف النحل نظرا لوجود أشجار السدر (العلب) على ضفاف الوادي الأخضر ، حيث شاهدنا عن قرب تجمع أهالي المنطقة في يوم شبه كرنفالي بهيج استعدادا ل(دبس الجبوح) أو استخراج العسل من الخلايا حيث يتعاون كافة الأهالي في استخراج أقراص العسل.
استطلاع من: عبدالسلام بن سمأ
محصول إيجابي رغم شحة الأمطار
كان أول لقاء لنا مع الأخ/ ناصر محمد باحاج أبو فهد صاحب خلايا نحل الذي تحدث ل(عدن الغد) قائلا: في البداية نرحب بكم كأول وسيلة إعلامية تصل إلى منطقتنا وتلمس أحوال النحالين فكما تشاهد هذا الوادي الذي تنتشر على ضفافة أشجار السدر والتي تعتبر المرعى الرئيسي للنحل في هذا الوقت من العام حيث أن عسل هذا الموسم يعتبر من أجود أنوع العسل وافضلها عالميا والذي يسمى بعسل (البغية) ويبدأ موسم إنتاج هذا النوع من العسل في شهري أكتوبر ونوفمبر وهناك نوع آخر من العسل يتم إنتاجه في الأشهر أبريل ومايو ويونيو يسمي عسل (مرورة) ويعتبر درجة ثانية. وأضاف باحاج في حديثة أن الهدف الأساسي من تربية النحل هو الحصول على العسل وتسويقه، وتنتج خلايا النحل ثلاث مرات في العام ويتوقف ذلك على معدل الأمطار المتساقطة على المنطقة حيث يستخدم النحالون في منطقتا الطرق التقليدية القديمة في تربية النحل وهي خلايا الصناديق الخشبية والخلايا الطينية (الأنابيب الفخارية) التي أصبحت نادره هذه الأيام مع كثره الصناديق الخشبية حيث تصنع بسهولة من الخشب المضغوط وطولها قرابة 120سم وعرضه 20سم وارتفاعها 18سم ويكون لها بابان من الخلف والامام وله فتحة صغيرة لدخول وخروج النحل من الأمام وتابع قائلا: نقوم بشراء خلايا النخل خلال شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام حيث نقوم بجلبه من محافظتي ذمار وأب ونقوم برعايته فتره الموسم حتى يصبح العسل ناضجا ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر بعدها نقوم بدبس المناحل ودائما يتم تحديد يوم يتفق عليه النحالون في عملية استخراج العسل وتسمى محليا دبس العسل من جبوح النوب، لأن النحال الذي يتأخر عن دبس النحل بعد أن يقوم أكثر النحالين بدبس خلاياهم يتحصل على محصول أقل لأن النحل يقوم بامتصاص العسل من الخلايا خصوصا نحالي المنطقة الواحدة. واستطرد قائلا: "بعد استخراج العسل من خلايا النحل ونحن نقترب من موسم البرد نبيع النحل خوفا من أن يهلك وينتهي بسبب موجة البرد التي تجتاح المنطقة في الشتاء حيث نبيع الخلية الواحدة (الجبح) بأربعة آلاف ريال فقط علما أن سعره قبل الدبس في شهر أغسطس بخمسة عشر ألف ريال ونحمد الله عز وجل على هذه النعمة فقد تحصلنا هذا العام على محصول وفير وعسل ذي جودة عالية.
جنة الدنيا ومن منطقة غر انتقلنا إلى (جنة الدنيا) التي قال عنها الشاعر الغنائي الكبير يسلم بن علي باسعيد: قال يسلم بن علي شاهي ملبن في الفناجين .. يا عدن ما با حلالك جنة الدنيا عماقين. وفي منطقة عماقين وجدنا النحالين من أبناء المنطقة ومن من أبناء مديرية المحفد بأبين الذين توافدوا للمنطقة سعيا وراء المراعي وأشجار العلب التي يشتهر بكثرتها هذا الوادي وهناك كان لنا لقاء مع النحال صالح حسن فهيد الذي رحب بنا، وقال إن منطقة وادي عماقين تعتبر من أفضل مناطق مراعي النحل في محافظة شبوة حيث يتوزع النحالون القادمون من مناطق شبوة وأبين على الأودية المتفرعة من وادي عماقين مثل ثره وغر وريمة والشعيب والجنح وغيرها ودائما ما يتفق النحالون في كل منطقة على تحديد يوم لعملية دبس المناحل (الجبوح) واستخراج العسل، فعند عملية دبس مجموعة من المناحل يتعاون الجميع، فشخص يقوم بإشعال قطع قماش من أجل وضعها أمام خلايا النحل حتى يهرب النحل من أمام الشخص الآخر والذي يقوم باستخراج أقراص العسل من جبوح النوب ثم يضعها في وعاء كبير حيث تجمع فيه، بعد ذلك يأتي شخص آخر لنقلها إلى مكان آمن وهناك أشخاص أخرون يعملون على وضع أقراص العسل البيضاء والتي تسمى محليا (القروف) حيث يتم وضعها في علب مستديرة الشكل ثم يتم تسويقها.
طرق استخراج العسل
وعن إنتاج هذا العام من العسل في وادي عماقين قال الأخ ياسر بن مسلم بن لكسر من منطقة الشعيب بوادي عماقين إن الإنتاج هذا العام وفير ولله الحمد رغم قلة الأمطار على بعض المناطق الا أن عدد طوائف النحل هذا العام أقل من السنوات الماضية، وأضاف بن لكسر في حديثه ل(عدن الغد) أن استخراج سائل العسل يتم بطريقتين، الطريقة الأولى هي طريقة الاستخلاص الشمسي حيث نقوم بتقطيع الأقراص العسلية إلى قطع صغيره ثم نضعها تحت أشعة الشمس في وعاء زجاجي وتعمل حرارة الشمس على إسالة العسل ثم نقوم بتصفيته، بعد ذلك نقوم بتعبئته في دبب بلاستيكية سعة سبعة كيلو تقريبا. اما الطريقة الأخرى فهي طريقة التسخين الحراري حيث يتم وضع أقراص العسل تحت درجة معينة على النار حتى يتم استخراج سائل العسل منها. عسل بغية الأجود عالميا اما الأخ عبدالله سالم بن الشيبة باحاج الذي وجدناه في منطقة غر يقوم بتعبئة أقراص العسل (القروف) داخل علب معدنية مستديرة وذلك بعد إخراج الأقراص بدقائق من جبوح النوب (خلايا النحل) وهي لا تزال طازجة.. أفاد (عدن الغد) أن عسل هذا الموسم يسمى عسل (بغية) ويعد الأجود عالميا حيث يباع الكيلو في المنطقة بعشرة آلاف ريال فقط أما القروف فيباع القرف الواحد بعشرة آلاف ريال اما بقية أنواع العسل الأخرى والتي يتم دبسها في المواسم الأخرى من نفس العام فيباع الكيلو ما بين 2000 - 5000 ريال فقط ويسمى بالمروة والبيني.
لقطات من وحي الزيارة ¤ عند وصولي لمنطقة غر في الصباح الباكر استقبلني الأخ أبو عادل عمر سالم باحاج وقدم لي وجبة الإفطار المكونة من الخبز وأقراص العسل الطازج. ¤ الأخ امذيب أحمد باحاج كان دليلي في الرحلة إلى وادي غر. ¤ عند نزولي للوهلة الأولى ومشاهدتي النحل، خفت من لسع النحل المتطاير في الجو إلا أن النحالين قالوا لي من يريد العسل يصبر على لسعة النوب (النحل) بعدها قمت بوضع اللثام على وجهي. ¤ يقال بأن لسعة النحل تعتبر بمثابة إبر الأنسولين، فهي تعتبر علاجا عند النحالين.