هم ليسوا جميعهم ولا جلهم فهم قليلون ولكن دعونا نتكلم عن أولئك الناس الذين يلهثون من أجل تطبيق النظام والقانون ويتباكون عليه ويأملون في تثبيت الأمن وإعادة هيبة الدولة إلى مدنهم بل إنهم ينشدون الحرية وإستعادة الوطن والدولة التي فقدوها . اقصد بالضبط أولئك الناس الذين يريدون النظام والقانون ولكن عندما يتعلق الأمر فيهم أو في عملهم فهم يغيرون موقفهم ولا يريدون إن يطبق النظام لأنهم اعتادوا على العشوائية والهمجية والعبث وتجدهم يعرقلون أي تقدم في إعادة بناء الدولة من خلال تصرفاتهم التي تسيء إلى المجتمع برمته وتشوه من مناظر المدن .. أولئك الذين يبسطون في الشوارع بطريقة عشوائية ويتخذون من الأماكن المهمة في الأسواق وفي الشوارع مكانا للبيع والشراء وعرقلة سير الناس ويدركون انهم على خطأ لكنهم يضعون المبررات والذرائع بعدم وجود الدولة حاليا في الوقت الذي تسعى الدولة إلى إنتشال المدن من واقع مؤلم رغم شحة الإمكانيات وينبغي عليهم مساعدتها في ترتيب أوضاع الناس وليس عرقلة جهودها .. أولئك الذين يطلقون الرصاص في الهواء بكثافة في الأعراس بداعي الفرح والمرح وربما هم يريدون إظهار أنفسهم أمام الناس انهم يملكون عددا كبيرا من الرصاص ويتباهون بهذا الشيء من أجل لفت انتباه الناس إلى تصرفهم أو إلى هذا العرس ، ربما هؤلاء لايدركون إن تصرفاتهم هذه قد تسبب إشكاليات وتزعج كثيرين وتروع الساكنين الآمنين في بيوتهم ، إذن هؤلاء أظهروا إن ثقافتهم أشبه بثقافة القطيع ففي كل يوم هم بحاجة إلى تحذير وتذكير كما هم بحاجة إلى إن تظل المصفحات والمدرعات والأطقم العسكرية فوق رؤوسهم تدحرهم وتحثهم على ترتيب أنفسهم والإلتزام في البقاء في أماكنهم وعدم إزعاج الناس وأستخدام القوة كوسيلة ضدهم من أجل الإنصياع مالم فهم عائدون لفرض محاولاتهم ومستمرون في إيذاء الناس والأهم عندهم إنهم ينهون ماهم بصدد القيام به ودونما احترام لأحد .. هولاء لايمكن أن تبنى دولة بوجودهم طالما وهم لا يسمعون ولا يفهمون ولا يفقهون .
سيدي يا من تبحث عن دولة النظام ، بربك بأي شكل وبأي طريقة تريد ان تأتي الدولة التي تنشدها وانت لا تسمع كلاما ولا تفهم شيئا .. كيف تريد دولة النظام وانت تمارس الهمحية والعبث امام مرآى الناس ولا تلتزم بالنظام ولا القانون ، ينبغي على هولاء الإبتعاد عن الهمجية و القيام بواجبهم لمساعدة الدولة وأجهزتها الأمنية في تنظيم وتنظيف المدن وليس العكس والقيام بعرقلة الجهود والتحدي للسلطات المحلية وجهود المقاومة وخصوصا في بعض المدن فهذا الشيء لايمكن من خلاله تثبيت الامن وتحسين الوضع وإظهار المدن بمظهر حضاري .