تحت سقف هذا العنوان الأكثر من رائع والذي اقتبسته من كلام السياسي المخضرم المبعوث الاممي إلى اليمن الأخ جمال بن عمر وذلك في رده على سؤال لقناة الجزيرة قائلا: الجميع موافقون على حل سلمي ويقصد بذلك الجنوبيين في القاهرة والخارج بشكل عام وقال حان الوقت لحلها عبر الحوار، أي القضية الجنوبية مثل هذا القول يعتبره أبناء الجنوب فاتحة خير وبارقة أمل لحل قضية الجنوب بطرق سلمية وعقلانية تجنب الشعبين الشمالي والجنوبي الدخول في اتون حروب دائمة لا تحمد عقباها. وتحت سقف هذا العنوان استشعرنا بان المبعوث الاممي جمال بن عمر استوعب نفسية شعب الجنوب استيعابا واقعيا يتطلب حلولا عادلة وبطرق سلمية يرتضيها شعب الجنوب لا النخب السياسية الجنوبية التي عملت على ارساء الخلافات في تاريخ الجنوب في الفترات الماضية كما ورد على لسان المبعوث الاممي ففعاليات الحراك السلمي الجنوبي اثبت وبما لا يدع مجالا للشك بان هذه الثورة السلمية الجنوبية لا تختزل في منطقة بعينها او محافظة بذاتها بل أنها ثورة شعبية سلمية وشملت كل شبر من ارجاء الجنوب في الريف والحضر من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا.
فهذه الثورة جاءت بعد ان تصالح وتسامح أبناء الجنوب وعملوا على طي صفحات الماضي دون رجوعها إلى الابد فالنخب السياسية الشابة من أبناء الجنوب اصبحوا يتعاملون مع المعطيات الدولية في عصر الحضارة والتكنولوجيا وبناء الكيانات الكبرى اما العامة من أبناء الجنوب فذاقوا الامرين طيلة السنوات الماضية من عمر الوحدة الهالكة فكانت هذه الفترة كفيلة لأبناء الجنوب فمن خلالها ادركوا بان الوحدة لم تتحقق إلا من طرف واحد يتمثل في الجنوب اما نية الطرف الآخر فظهرت من خلال حرب صيف عام 1994م واستباحة الجنوب والسطو على اراضيه وثرواته واقصاء كوادره من اعمالهم وطمس هويته،.
والتصعيد من أبناء الجنوب والمطالبة بفك الارتباط لم تأت من باب العاطفة بل من باب المعاناة الشديدة التي حرمت أبناء الجنوب من ابسط مقومات الحياة فهكذا شعب الجنوب ارتضى السلم لا الحرب لفك الارتباط من الجمهورية العربية اليمنية فالخيار السلمي وتقديم قوافل من الشهداء لنيل الاستقلال والحرية قبل الخيارات الأخرى سيجبر أبناء الجنوب للجوء إليها إذا ما تمادى المحتل في الاستمرار في القتل والنهب.