أجمل مراحل الحياة تشارف على الانتهاء ، كم هي سريعة شهور التتويج والتخرج ، تتقافز أيامها وتتخالط مع خلجات الفرح والحزن في آنٍ واحد ، أصبح الحماس يتغلغل شيئا فشيئا ، واللهفة تسابق الحلم في إكمال مشروع التخرج الذي لطالما نراه الهدف السامي ، ننافس الوقت في المضي سريعاً للخروج بعملٍ يتوج خمس سنوات من العلم ويظهر واجهة الجامعي كلا حسب تخصصه وعدد سنيته ،لنكون بحق مهندسين لأجمل غدٍ ، عمل يشرف أرواحنا التي عانت وتحدت وبذلت وكافحت وسهرت وتحملت كل المشقات لنيل العلا ، يشرف آباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا الذين وقفوا إلى جانبنا طيلة مشوارنا المليء بالقصص والحكايات ،يشرف دكاترتنا الأعزاء وأساتذتنا وجامعتنا وأصدقاءنا ومحبينا وكل من عانق أحلامنا بحب، وشد على أكفنا لنصل للمراد والحلم المنشود . أنها لآخر شهور تعصر مات بقى داخلنا من طموح ،لن تكون النهاية كما نعتقد ، بل البداية نحو أجمل حياة بإذن الله ، البداية لنيل التميز نحو الواقع وتطبيق العلوم التي نهلنا من ينابيعها بكل شغف ، راجين توفيق الإله ، وناظرين لآخر المشوار بعين الأمل والتفاؤل .
سنطوي عما قريب صفحة علوم الهندسة ، وسنسلم مشروع النهاية المبتدئة ، وسنثبت للظروف العتيه بأنه لأيأس مع الحياة ، ولا حياة مع اليأس .
لم نؤمن بالفشل يوما ، ولم نترك لسموم الاستسلام مجالا للنيل منا ،حملنا على أكتافنا بيارق التميز ، وعاهدنا دربنا الملتوي بعزم ،إننا سنصل بكل هيبة ،مهما نبحت خلفنا الكلاب ،أو قطعت قافلتنا حواجز الفشل ،لا احد سيسرق الحلم الذي غرسنه ومضينا نرعاه شيئا فشيئا ، وهانحن نأمل إن نراه واقعا يوما ما .
شكرا .. لكل قلب دعا لي غيبا او جهرا ، شكرا لكل من وقف معي يوما ، عائلتي وأصدقائي ودكاترتي ، ومن أحبني ، شكرا لكل من أساء إلي ، فقد علمني درسا ، شكرا لكل من أنصفني فقد منحني الابتسامة ، وشكرا لكل من وقف معي فقد اثبت إن اليد الواحدة لاتصفق .