ابين الشموخ والنضال والتضحية والحرية والانتفاضة مكضومة ..! ابين القيادة او كما تعرف مصنع الرجال او كما عرفها علي سالم البيض عندما قال ابين ذخيرة تركب على كل سلاح ، كل هذه الكلمات او التوصيفات هي فقط فيض من غيض ، لدلالة ان ابين هي الرقم الصعب في كل المعادلات. لم تعد ابين كما كانت بعد ان تأمر عليها الغزاة وهاجمتها الكلاب من كل النواحي لغرض مسحها من الخارطة او لنقل ابعادها عن المشهد حتى ولو بعد حين. عانت ابين كغيرها من المحافظات الجنوبية بعد الوحدة من التهميش وتسريح العسكريين واقصاء ابنائها وتهميشهم واحتلال اراضيها الصالحة للزراعة .
لم تكتفي ابين بهذا فحسب بل تم زرع جرثومتين لها وهما الفساد والارهاب لتدمير جهازها المناعي وبنيتها التحتيه. فزلزل الفساد كل الاعمدة التي تقف عليها المدينة بل انه توغل الى قراها وجبالها ،وكانت المشاريع الوهمية العنوان الابرز لهذه المدينة، فالجهل الذي زرعوه بعد الوحدة اثمر ان تنطلي عليهم فكرة ان البندقية خير من القلم . بعد ان حطم الفساد كل جميل فيها وجعلها مدينة على شكل قريةً .! اجبر مثقفيها اختيار احد الخيارين : اما الرحيل ونسيانها ومحيها من عقولهم ، او البقاء ويصحبه التهميش ونسيانهم والموت اكلينكيين( الموت السريري ) لم تستطع ان تصمد ومقاومة هذه الجرثومة الدخيلة عليها كانت تحاول مراراً وتكراراً ان تتاقلم عليها حتى ...! وبعد ان اهلكت وظهرت عليها اثار التعب والانهاك. اتى الارهاب كمعذباً اخر ولكن بطرق اقوى واقسى. فالجرثومة لم تعد تنفع معها مضاداتها ولم تكن كسابقتها ، فهذه اصابت الجسد بغرغرينه ..!
كانت مازالت منهكه ولا تستطيع الحراك من فسادها المستشري ولكنها سُهنت بإن الدواء عند هذا. حضّرت ابين لتكون مستنقع الجماعات المتطرفة وان تدمر ولا تقوم لها قائمة ،بينما ضُحك على اهلها ان الفساد سينتهي وسيبزغ فجر يعتقدون انه العدل ولكنه كان الظلم والسواد الحالك. مرت بحالة مزرية كانت تصارع المرض والدواء الذي سيؤدي الي مضاعفات المرض ، والدواء الذي كان يعتقد انه الحل دمر كل مابقي من جهاز مناعتها. سحقت ابين في معادلة كبيرة تتصارع عليها قوى اكبر من طموح شبابها وقاطنيها ، كانت حرباً ممنهجة اريد فيها طحن ابين واخراجها من الدائرة ومحوها من الخارطة .
كانوا يعلموا انهم راحلون وان مصير ابين ان تشفى ، فقتلوا مثقفيها وسحلوا كوادرها وارهبوا ساكنيها وهجروا مواطنيها ، وبعد ان تحررت من مرض صنف عالمياً كمستعصي ويحتاج لجلب مختصين من الخارج .! لم نرى اي احد سلط الضوء عليها وعلى انجازها وكانها لم تفعل شيئا بل وكانها ليست موجودة ..! وتعيش الان ابين حالة من الفراغ وعدم الاهتمام وتسليط الضوء على مشاكل مواطنيها ومايعانوه من غياب الخدمات الاساسية. وبعد كل ماحصل لها من تهميش ونسيان تحضر الان لتكون حقل تجارب ...!!