في حقيقة الأمر الحرب الدائرة اليوم هي شماليه جنوبيه بامتياز ، اذكي نيرانها المستعرة فعل صنعاء ، وان كان الأمر مصور باقتتال شرعيين ضد متمردين أو العكس ، إلا أن الجنوب ضرب تطلعات صنعاء وهشم أحلامها ، هذه الجرب لن تتوقف وصنعتها غطرسة نظام صنعاء وويلات فعله في الجنوب ، وبالرغم من التسريح العام لكل ما هو جنوبي من الوظيفة والتجارة والسياسة والأمن والجيش ، والنهب للثروة ، والوصاية على الجنوب ، واستعباده إلا من ديكوريه يعلمها الشمال قبل الجنوب و تعد هذه مجرد نكاية و أفرزت عدم تعايش الشمال والجنوب ، و زرعت العداوة حتى وصلت إلى من لا يستحقها ، رغم عن هذا مازال الجنوب يمثل القلق الأكبر لصنعاء ، وهذا نابع من ديمومة صراعه المتجدد غير قابل على التماهي والتعايش مع هذا الوضع النكرة الجديد والقديم ، الجنوب متيقن أن على رأس رماحه الحق في ثورتهم لتخرجهم من الاستعباد إلى التحرر ويرو أن الباطل سيزهق حتما طال السفر أم قصر . الشمال لن يستطيع الاستقرار على جغرافيته حتى وان يختطف يوميا مساحات تحت حكمه أو تسقط منه مساحات ويجتهد في استعادتها ، و الجنوب اليوم أضحى بعيدا ، ومهما حشدت صنعاء ستتكسر اذرعها و أقدامها على أسواره .
ومؤسف أن صنعاء تعلم ذلك وتراهن فقط على إحداث تغيرات وتدخلات من نوع أخر تعطيهم قوة التمدد إلى معاشيق وهذا بعيد المنال لان صنعاء والجنوب سيدخلان في نفق مظلم ، و في حرب تدميريه من نوع جديد لا طاقة لصنعاء بها ولا الجنوب ، لقد فقدنا من أحبتنا كثير . استطاعت صنعاء إدارة المعارك لكن بزيادة من الخسران وبقادم لن يكون فيه نصر كما يتمنونه ، وكذلك الجنوب أدار المعارك بلا فائدة تلوح في الأفق انه سيضفر مبتغاة تلقاء عظيم ما قدمه في معاركه مع صنعاء ، وهم أيضا الجنوبيين لا يرون النصر الحقيقي كما يتمنونه . صنعاء ستكون هي الخاسر الأكبر وان أجادت النط على الأوتار المتغيرة في آن واحد وجذبت نحوها الأبصار والعقول ، إذ لا مشروعيه مقبولة للصوص الديمقراطيات ونهابة إرادة الشعب حتى من البلدان الكبرى التي تدعمها من خلف الستار ، وان كان من تم انتخابه خائن والمعلوم أن تهمة الخيانة برزت بعد الحرب وكان قبلها أسير ثم هرب ، و التهمه لم تكن في ظرف اعتيادي وطبيعي ، ما تنطلق منه صنعاء وانه طبيعي على الضفة الأخرى ومن داخلها يرونه غير طبيعي ويشرعن للاقتتال .
على الجانب الآخر أدركت السعودية والخليج ومن يقف معها أن ممانعة صنعاء غير مقلقه مهما تبدى عكس ذلك لان صنعاء تسير نحو تدمير نفسها مهما ولولت وضربت وأعطي لها دعم خفي ووعود برزت للعلن ، السعودية والخليج لديهما النفس الطويل أيضا و الأرض المتحرك عليها والوقود الذي لا ينضب من الرجال و المشروعية الأممية في ضرب صنعاء وجعلها على صفيح من أللا استقرار والعطش الدايم .
لن تصنع صواريخ الصرخة أو البالستيات المتخفية إخضاع السعودية وحلفها في الكف عن إظهار مشروعهم الذي أضحى مشروعين ، المشروع الأول متأخر وهو تقسيم الشمال إلى أقاليم أربعه بفعل اضطراب وممانعة صنعاء حد إعلان الحرب ، والمشروع الذي تم إعداده في هذه اللحظات وقيد التنفيذ ويسير ببطء محكم للوصول إلى هدفه هو الذهاب بالجنوب بعيدا عن الشمال وترسيخ مداميك قابله لذلك ، تباشيره لاحت باستئناف تطهير بلدات الجنوب الغير محرره ابتداء من لحج وصول إلى أبين مرورا إلى أن يكون الجنوب واقعا بعيد المنال عن صنعاء وقادر على مقارعتها حد الهزيمة ، وان دعمت صنعاء بقوه عاليه من حلفاء أقوياء لها لتغيير ذلك لن يطفو على السطح إلا الجثث المتفحمة المتلاصقة يبعضها البعض ، نعم ستظهر هولوكوست جديدة يتفحم فيها الجنوب والشمال معا ، أبطالها صالح ومطيته هم الشباب الجدد وهوسهم للحكم . . الجنوب على جناحي السعودية والإمارات أيضا لن يكون مستقرا إلا من صنعاء وأذاها له ، وستجعل منه السعودية وبعض دول الخليج عصاها التي تهش به على غنمها في الشمال والجنوب . على صنعاء أن تدرك أن عليها القفز بعيدا وتبتكر أفعال سياسيه مباغته كما عودت الجميع وترسم خطاب حقيقي نحو الجنوب بعيدا عن الغطرسة والوصاية والتملك والقوه وتفتح صفحه جديدة مبنية على أسس وضمانات إقليميه ودوليه تعطي للجنوب حقه وللشعبين العيش والتعايش وفق خارطة يصنعها الساسة من الداخل عدنوصنعاء وتقطع دابر الحرب والموت اللامنتهي .
المعركة الحقيقية والدمار الذي يشيب منه الولدان قادم وخطط ذلك جاهزة ، ولن يجد الشمال وكذلك الجنوب أنفسهما إلا وقود الحرب ولحسابات الخارج الداعم لكل الأطراف في صنعاء وبلداتها وعدن وبلداتها ، فهل تفتح صنعاء نحو الجنوب محددات عبر قنوات وضمانات تسهم حقيقة في إيقاف الحرب وصناعة السلم وبناء كل وطنه ، إن هذا ليس بعيد عن حكمة اليمن وعهد الله في أن يطفئ النار كلما استعرت عليها ،وهي فرصة صنعاء الأخيرة .