سنبدأ موضوعنا من قصة الإعرابي الذي أعجب بحكمة وذكاء أحد الوجهاء فكان الأعرابي يتردد على مجلس الحكيم ويلازمه لكن ارتياده وملازمته لم يكن لاكتساب المعرفة والحكمة والقضاء والطب من الحكيم (كما قد يتبادر إلى أذهاننا هذه اللحظة) بل كان الإعرابي يطلب ويكرر طلبه على الحكيم بإلحاح ليصف له علاجا يجعله ذكيا وسريع الفهم... ليجيبه الحكيم في كل مرة بقوله احمد الله يا أخي فأنت رجل ذكي .... وما عليك سوى استغلال هذه النعمة...ولا يوجد في الدنيا كلها ما تريده وقد أعطاك الله من الذكاء والفهم الكثير فاحمد الله يا أخي وعندما يأس الحكيم من إقناع الرجل ومل إلحاحه خرج إلى جوار المنزل وعاد يحمل في قبضة كفه حبوب شبه اسطوانية فوضعها في إناء زجاجي وصب عليها قليلا من الحبر وأخرجها لتجف فصارت أكثر سوادا وأخرج من صندوقه قطعة صغيرة من القماش صفراء فاقعة أنيقة ووضع فيها تلك الحبات السبع بعناية مبالغة ومصطنعة وقال للإعرابي وهو يتنقل بنظره بينه وبين العلاج الذي يوشك إن يضعه في يده : هذه سبع حبات عليك أن تتناول كل ليلة حبة واحدة مع كوب من لبن الضان واحرص على عدم تعرض العلاج للضوء ...
أخذ الإعرابي الدواء وخرج بعدان لفه بعمامته و وضعها تحت إبطه احتماء من الضوء.... وبعد إن صلى العشاء احضر كوب اللبن والعمامة التي بدأ يفرد لفاتها بعد إن أطفأ السراج ويتحسس بيديه كيس الدواء وفك رباطه بحذر ووضع حبة منه في فمه ورفع كوب الحليب بعد إن تأكد من إعادة رباط الدواء لتتدحرج الحبة مع اللبن إلى قعر جوفه...واستمر هكذا.ًً... وفي الليلة السابعة وقبل تناول آخر حبة كان الفضول قد بلغ من الأعرابي مبلغه عن كيفية وقدرة الحكيم في صناعة هذا الدواء ومن ماذا يحضره...وجذب يده التي كان قد مدها لإطفاء السراج وقد قرر في نفسه إن يكتشف سر صناعة هذا العلاج الخارق ولا ضرر فهي آخر حبة وسيكون بإمكانه صناعة الدواء وتناول حبة بل العشرات منها عوضا عن هذه التي سيعرضها للضوء...رفع فتيل الإضاءة وقرب السراج ما أمكنه..وأخذ ينظر في حبة الدواء وهو يقلبها وبعد تدقيق لم يكشف له بشئ قرر أن يشرك حاسة الطعم في الكشف فقضم من طرف الحبة وأخذ يتذوق ...صعق وهرع للخارج وعاد بملئ كفيه من بعر الضان وبدأ يقضمها مقارنة بينها وبين حبة الدواء أنها نفسها (بعرة) وانطلق غاضبا حتى وصل بيت الحكيم صائحا في وجهه ما العلاج الذي أعطيتني إياه؟؟ أجابه الحكيم إنه علاج يقوي ويزيد سرعة الفهم ويوقد جذوة الذكاء!!! قاطعه لا يا حضرة الحكيم علاجك ليس سوى بعرة بعرة بعر ضان بعرتهن نعجة نعجة ولسن حتى بعر تيس..:'استبشر وجه الحكيم وقال الحمد لله الآن بدأت تفهم وصرت أكثر ذكاء.....
وأتمنى إن لا نكون في الجنوب كذلك الإعرابي ونكثر من الإلحاح والافتراضات..على التحالف إن يعيد دولة الجنوب..ويجب إن تعترف المملكة باستقلالنا...و.ا...وا..وا ..والإمكانات.. الله وهبنا وطن معطاء وهيئ لنا أخواننا في التحالف وثبت أقدامنا ونصرنا على الاحتلال المجوسي الفارسي الصفوي فلنحسن استغلال نعمة الله وننظم الموارد ونساهم في التمويل ونحسن الإدارة ولنشارك في تكريس الحس والوعي الأمني وتثبيت واقعه ونحارب البلطجة والفساد والإرهاب .وا...واا .ولنحسن التصرف بما أنعمه الله علينا من نصر وإمكانات ودعومات...ولنمضي نحو هدفنا بصمت الشاكرين لربهم بلا صخب أو ضجيج..وإلا أصبحنا كالإعرابي .... وإذا كان أدعياء مناصرة الشرعية اغرقوا الأشقاء في نهم والبعرارة فسنظل على محنة البعرة... نبحث عن علاج ولا نجد غير قذاها( البعرة).وقد استقرت في أجوافنا.....