قال رئيس لجنة التحقيق في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات توفيق الطيراوي إن يوم الثلاثاء المقبل سيكون موعد فتح ضريحه لأخذ عينات من رفاته بهدف فحصها. وأفاد الطيراوي في مؤتمر صحفي في رام الله "إن الضرورة المؤلمة فقط هي التي دعتنا لاتخاذ هذ الإجراء من أجل الوصول الى الحقيقة وراء وفاة الرئيس عرفات" ، مضيفاً "نحن كلجنة تحقيق وكشعب فلسطيني مقتنعون تماماً بأن اسرائيل قد اغتالته". وأشار الى ان التحقيق وفتح القبر سوف يتم باشراف فريق طبي وجنائي فلسطيني فقط، والشق القانوني باشراف النيابة الفلسطينية العامة. وأضاف الطيراوي الى ان لجنة التحقيق بدأت منذ سنتين بجهد كبير وسرية تامة ومهنية عالية العمل من أجل الوصول الى الهدف وهو معرفة الجناة. وأوضح الطيراوي ان اجراءات التحقيق ليست سهله حيث استمرت لشهرين من أجل انهاء كثير من القضايا على حساب الامور السياسية، "تم الاتفاق على ان يكون التحقيق على شقين، الأول: الطبي والمخبري، والاخر: الجنائي والقضائي". وتابع: "علينا ان نحترم تاريخ فتح القبر ولا يمكن فعل ذلك بحضور اعلامي لرمزية عرفات". إجراءات استخراج رفات عرفات لن تنقل إعلامياً
وكشف الطيراوي الى انه "سيتم فتح الضريح بمراسم رسمية وسيعاد جثمانه بعد الانتهاء من الفحوصات بمراسم عسكرية تليق به كقائد للشعب الفلسطيني". مشاركة روسية وقال الطيراوي إنه طلب من روسيا إرسال فريق مختص للمشاركة بالتحقيق بسبب "العلاقة التاريخية مع موسكو". وليس من الواضح كم من الوقت سوف يستغرق عمل الفرقاء الثلاثة لانجاز الفحوص، وقد يتوصلون إلى نتائج مختلفة. وبينما يعتقد جزء كبير من الفلسطينيين أن قائدهم مات مسموما إلا أن فحص الرفات بعد مضي ثماني سنوات قد لا يكون فعالا، إذ أن مادة البولونيوم التي يعتقد ان عرفات مات مسموما بها تتحلل خلال فترة أقصاها خمسة شهور. مطالب شعبية وقد عارض بعض أفراد عائلة عرفات فتح الضريح بعد ثماني سنوات على رحيله ، ولذلك ستتم عملية فتح الضريح دون مشاركة أي من أفراد عائلته . يأتي ذلك بعد أن قامت أرملة الراحل عرفات , السيدة سهى عرفات برفع دعوى قضائية في المحاكم الفرنسية في شهر يولية الماضي ضد مجهول بتهمة اغتيال زوجها للاشتباه بوفاته مسموما بمادة "البولونيوم " المشعة السامة . وقد سيطرت حالة من الترقب الشارع الفلسطيني لعملية فتح الضريح، كما تقول مراسلة بي بي سي إيمان عريقات ، حيث يريد غالبية الفلسطينين معرفة أجوبة كثيرة لأسئلة بقيت معلقة لسنوات طويلة. تحدثنا حول ذلك مع أحد المواطنين الفلسطينيين والذي قال لبي بي سي :" لا يهمني معرفة نوع السم الذي قتل به رئيسنا عرفات, أريد معرفة من اليد التي وضعت السم الاسرائيلي له ويجب أن نعرف متى تم ذلك " وعبر مواطن فلسطيني أخر عن مشاعره حول ذلك :" يجب أن تكشف هذه العملية عن هوية الفاعل وفي حال أن كان هناك خيانة داخلية خلف عملية الاغتيال لابي عمار ، هذه القضية الاهم التي نريد معرفتها ، لا يختلف اثنان في الشعب الفلسطيني حول سبب اغتيال عرفات بالسم " وبينما ستتم عملية اخراج جثمان الراحل عرفات خلال ساعات يوم الثلاثاء المقبل 'ستجري العملية بعيدا عن وسائل الاعلام حفاظا على ما وصف فلسطينيا "بقدسية فتح ضريح الراحل عرفات."