طالعت بالأمس موقع عدن الغد الإلكتروني فيما يخص رسالة التوجيه من مدير مكتب رئيس الجمهورية (محمد مارم) والموجهة في خصوصيتها الدقيقة لمحافظ عدن ,ولحج ,وجامعة عدن , والتي تحمل في طياتها منع التغييرات بشكل عام بمعنى أخر ابقاء الوضع كما هو علية مهما كان سيئاً وعدم الاقتراب من صانعي الفوضى والتخريب لأن التوجيه لم يحتوي على تفصيل وخصوصية يستلزم وجوده كما أن الحجة في تبرير أطلاق هذا التوجيه ضعيفة وممكن تصف بأنها سخيفة .. أي محافظ كان يجب أن يمتلك ما يسمى السلطة التقديرية , وهي سبب وجودة بذاته دون غيره , وهي سبب اختياره من الجهة المسئولة التي قامت بتعيينه الممثلة في رئيس الجمهورية . ومن خلال هذا الموقع يعالج محافظ عدن على سبيل المثال أوضاع الخلل وضبط المخربين وأصحاب الفوضى , وبما أن هؤلاء المتسببين في الخلل توجد ورائهم جهات مسئولة تدعمها مرتبطة بأجندة خارجية أو غير ذلك .
كانت أداة التغيير هي أداة الحل والعلاج الناتج عن السلطة التقديرية التي يمتلكها المحافظ المستمدة من معطيات الواقع الذي يعتبر المحافظ على دراية كاملة به , وفي حالة الخطأ والتظلم يأتي دور الرئاسة في معالجة الحالة الخاصة والتحقيق في ذلك أما مسألة خلق وضع من الجمود في ظل التأمر الواضح سوأ في حرب الإرهاب أو حرب الخدمات (الكهرباء - الماء ), فهذا لا يمثل سوى أن من وراء هذا التوجيه هو في حد ذاته داعم للفساد ولدية علاقة تواصلية ومصالح مع مافيا الشمال التجارية , ويدعو للجمود الذي يحفظ الأشخاص في مواقع المسئولية داخل المحافظة التي تعمل على تحقيق أجندة هذه المافيا التي تحارب حرية شعب الجنوب في المحافظات المحررة بشكل عام وعدن العاصمة بشكل خاص .
يخاف مجموعة الجمود التي ترتبط بمافيا صنعاء التجارية التغيرات التي ممكن تحصل في محافظة عدن , ولحج , واستثناء التوجيه محافظة أبين يكون المحافظ الخاص بابين لايرجى منه أي تغييرات حقيقية وفاعلة تنتشل المحافظة من متاعبها والنهوض بها , ولذلك أبناء المحافظة يعانون من سلبية وفشل محافظهم ويرغبون في تغييره , على عكس محافظ عدن , ولحج ذوات المستوى الوطني المرتفع الذي يعتبر جهدهم صادق في حلحلة المشكلات القاهرة على الرغم من كبر المؤامرة الموجهة من أعداء الجنوب , وكل من دخل في سفينتهم المحملة ببضائع الفساد وأدوات الدمار .
التوجيه تحت توقيع مدير مكتب الرئيس يدعو إلى الجمود والجمود يعني استمرار مأساة الشعب في الجنوب على مستوى حرب الإرهاب الذي يحتاج للتغييرات , وعلى مستوى حرب الخدمات والذي يحتاج بالطبع إلى تغييرات .
هدف التوجيه المارمي انتزاع سلطة المحافظين ذا التوجه الوطني الجنوبي , ومن جانب أخر أبقاء القائم بإعمال رئيس جامعة عدن في دائرة الضعف , وعدم الخروج من هذه الدائرة حتى يبقاء حال الجامعة ينتقل من سئ إلى أسوى .
جوهر التوجيه يحكي شخصية محمد مارم وليس رئيس الجمهورية , ويهدف إلى تعطيل حركة البناء والنهوض بالمحافظات المنكوبة , وتعطيل علاج الأمراض الاجتماعية التي ترعاها مافيا الخراب , وجوهر التوجيه يخدم متنفذي صنعاء , وهو حماية الفاسدين والمخربين , وهم التركة التي تلعب بمقدرات ومصالح الوطن الجنوبي , ومن خلال هذا التوجيه يكشف لنا مدير مكتب رئيس الجمهورية حقيقة عدم تعيين رئيس جامعة عدن ..حتى تكون في مهب الريح وعرضه لرياح التعرية التي تخرج جامعة عدن من مصاف الجامعات العريقة .
في الواقع لم تتعرض جامعة عدن لتغييرات ملحوظة بل محدودة جداً لم تتجاوز المسجل العام التي جعلت محمد مارم يستشعر الخوف من التغييرات التي قد تطال أدواته الحبتوريه ...
في المحصلة النهائية يصبح هذا التوجيه الذي يدعو إلى الجمود وعدم الحركة هو في حد ذاته أداة فساد تعرقل العمل التنموي والإصلاحي داخل المحافظات المحررة .. وكما أن ترك جامعة عدن بدون قرار رئيس جامعة يصب في حالة الجمود السلبي الذي يرغب فيه من كان وراء هذا التوجيه غير الوطني الذي يمثل رغبة متنفذي صنعاء .
وفي الأخير الفشل التنموي والإصلاحي الذي تعاني منه المحافظات المحررة هو بسبب مثل هذه العقليات التي تريد حجز الإرادة الحرة , والذي سيحكي الجنوب قصص هؤلاء وإهمالهم المذل في مواقع مسئولة كانت لتعطي نتائج عظيمة لو أخلصت في مصالح وطن بدلاً من مصالحها الشخصية .