هذا شعار مطوّر كان يقال مع "عيدروس حتى على فانوس" وبعد انقطاع الغاز أصبح "مع عيدروس حتى بلا فانوس". أتصلت أمس بأحد أقاربي من سكنة مديرية المنصورة بالعاصمة عدن وسألته عن وضعهم في عدن. رد علي مباشرة قائلا: بأن هناك حملة تشن ضد محافظ عدن ومدير أمنها بين أوساط المواطنين في عدن، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف للأسف أن من يقومون بهذه الحملة هم ممن جلسوا في البيوت أو غادروا عدن أثناء الحرب، أما الناس الوطنيين الذين قاتلوا ومازالوا يواجهون الموت كل يوم فهم مع عيدروس وشلال والسلطة المحلية بكل ما يملكون. قلت له أسمع يا أخي: صرخ في وجهي قائلا: ماذا تريد أن تقول غير هذا الكلام؟ قلت له: وهل فعلاً تعاونون من انعدام الخدمات أو أن الأمور طيبة والحديث عن المعاناة مجرد دعاية؟. قال يا أخي: لا أكذب عليك نعم نحن هنا نعاني الأمرّين، ولكننا ندرك أن هذه المعاناة مفتعلة للضغط على قيادة عدن بهدف إفشالها ونحن لا نقبل ذلك. قلت له: نحن نعلم ويعلم العدو قبل الصديق بنزاهة ووطنية عيدروس وشلال وكل الأبطال الذين واجهوا التمدد الفارسي، لكن على المواطنين في عدن والسلطة المحلية أن تكونوا يداً واحدة في المطالبة بحقوقكم، وهذا يفيد المحافظ والسلطة المحلية في الضغط على الحكومة الشرعية ومن يقف خلفها بدعم الناس في عدن. رد علي قائلا: يا أخي يكفينا الأمن والأمان وأنه من يحكمنا جنوبي، ولا نريد أي خدمات حتى لو ننام في الشارع، علما أن في الوقت الذي كنت أتصل به كانت الكهرباء مقطوعة في المنصورة. ما أود قوله مما سبق أن الناس في عدن والجنوب يستحقون حياة أفضل، ويستحقون كل الاحترام والتقدير، لأنهم قدموا أرواحهم للدفاع عن كرامة الأمة في وجه التمدد الفارسي، ومستعدين للتضحية أكثر في سبيل إنجاح المشروع العربي الذي تعتبر سلطة عدن جزء أصيل منه. وأود أن أوجه رسالة لكل الجنوبيين في الداخل والخارج مفادها، إن هناك معاناة موجودة، وأنه لا يعني أن كل من يتذمر من نقص أو انعدام الخدمات بأنه ضد السلطة المحلية في عدن وعميل وخائن كما يردد البعض، كما أننا ندرك أن هناك حملة شرسة يقودها حزب الإصلاح وبعض المؤتمريين من "بقايا النظام السابق" أو ما تسمى "بالدولة العميقة" منذ اليوم الأول ضد السلطة المحلية في عدن، ومن قبلها ضد الحراك الجنوبي والمقاومة الحنوبية، وضد القضية الجنوبية برمتها، لكن هذا أيضا لا يعني بأن المواطن العدني يعيش بدون ماء، وبدون كهرباء، وبدون غاز، وبدون راتب، وعليه أن يموت وهو ساكت وإلا صُنف بأنه ضد الجنوب. وننبه بأن هذه الشعارات والحسابات ستكون لها ارتدادت عكسية ضد السلطة المحلية نفسها وضد القضية الجنوبية والمشروع العربي في اليمن برمته، وأنا أرى من وجهة نظري المتواضعة أن من حق الناس في عدن المطالبة بحقوقهم عبر الطرق السلمية والكتابات وغيرها، دون تشويه أو إفتعال أقاويل كاذبة أو استغلال معاناة الناس لمآرب أخرى، وعلى السلطة المحلية في عدن نقل هذه المعاناة لمن بيدهم الأمر، وكشف الصعوبات التي تواجهها للمواطن العدني، أي بمعنى آخر أن القيادة المحلية في عدن هم جزء من هذا الشعب ومن ثورته ومقاومته، ومطالبة الناس في حقوقهم مع الولاء للقيادة في عدن ستزيد هذه القيادة دفعة وقوة للضغط على الحكومة الشرعية ومن يقف خلفها بتلبية مطالب المواطنين في عدن والمناطق المحررة "كما قلنا سابقاً". أما الاستمرار بتكميم أفواة الناس الشرفاء فهو خطأ، وسيأتي بالمستقبل القريب من يستغل معاناة الناس في عدن وكبتهم وحرمانهم حتى من التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم لتحشيدهم وتهييجهم ضد السلطة المحلية وقد تنجح المؤامرة لا سمح الله وسيجرون عدن والجنوب إلى الفوضى كما يخططون لإبقاء الجنوب تحت رحمة شُلل الفيد والغنيمة وهذا ما لا نريده جميعا. ونلاحظ بوضوح أن هناك جماعات من حزب الإصلاح تعمل على هذا الموضوع من البداية ومستمرة في العمل، وهناك أيادي عفاشية استطاعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي التغرير بكثير من الشباب الجنوبي المندفع، ونراهم تارة يهاجمون بعضهم بعضا، وتارة أخرى يهاجمون كل من يريد الخير للجنوب دون وعي، وكذا تخوين كل من يريد التعبير والحديث عن معاناته أو معاناة غيره، وسواء علموا هؤلاء الناس أم لم يعلموا فكل ما يقومون به هو في خدمة عفاش ومشروعه. وهذه الأيادي العفاشية واضحة وضوح الشمس، وهي من تهاجم المواطن في عدن إذا اشتكى من نقص الخدمات، ومن تهاجم الجريح إذا اشتكى إهماله، ومن تهاجم الموظف إذا اشتكى قطع راتبه، ومن تهاجم الإعلامي إذا كشف فساد الفاسدين، وهؤلاء كأنهم يعبرون عن حال لسان عفاش "أدفعوا ثمن إنتصاركم يا أبناء عدن" هؤلاء الناس عليهم معرفة أنفسهم، وعليهم أن يقفوا مع أنفسهم وقفة حقيقية ويعودوا إلى طريق الصواب، مرضاة لله وخدمة لوطنهم الجنوبي الصغير ووطنهم العربي الكبير.
نتمنى من أهلنا في الداخل الصبر والثبات، ونتمنى من الشباب في وسائل الإعلام الالكتروني وفي وسائل التواصل الاجتماعي الابتعاد عن القص واللصق، وعلينا قراءة وتمعن كل ما ننشره حتى لا نكون أدوات عفاشية دون علمنا. وختاما نشكر كل الجهود التي قامت بها دول التحالف العربي لأكثر من عام ونصف العام، قدمت فيها التضحيات الجسام من الرجال والأموال ولازالت، ومستعدين لتقديم الكثير في سبيل إحقاق الحق "كما يقول قادة هذه الدول"، ونعرف جميعا أن دول التحالف تواجه الانقلابيين عسكريا، وتعاني من ضعف وفوضى وفساد بعض قيادات الشرعية، ونسأل الله أن ينصر الشعب اليمني في الجنوب والشمال، وينصر دول التحالف العربي ويهديهم إلى حل قضايا اليمن وإعادة هذا الوطن العربي الأصيل إلى الحضن العربي الخليجي. تهنئة: نهنئ ونبارك للجميع بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعادة علينا وعلى جميع الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.